السبت ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم الطيب عطية عطاوي

حقيقه..!

قال لي:
كم كنتُ أحلم تلك الدار أقطنها
قلتُ له:
ماذا.. ألم تخبرني أنك سكنتها؟!
قال:
في ليلة باردهْ
جفـَّت عظامي.. وأنا أحلم
وجدتُ اسمي في القائمهْ
وعيون شاهده.. ليست نائمهْ
بصرتُ وأيقنتُ أنها الحقيقهْ
عدتُ..
جلستُ مع أبي وأمي وأختي
نتحدث بفرح..
وقلوبنا فيه عائمهْ
وفجأة.. رنَّ الهاتفْ
أسرعْ..
حُذفت القائمهْ..!
هرعتُ.. ولساني أخرِس..
اسمي لم يعد في القائمهْ
بقيتُ شاهقاً.. أرنو
وفؤادي يتمزَّقْ..
ما الذي يحدث..؟ ما الذي جرى..؟
لم يخرج من الدار أحد
تبخَّر حلمي في الأبدْ
رجعتُ وسُحُبُ الحيرة تظللني
في كل زاوية تبلعني..
قلتُ له:
هل بحثتَ عن الحقيقهْ؟
قال لي وفؤاده يرتعش:
أتظن بعد الذي حدث.. حقيقهْ؟!
ما بينها والخيال.. دقيقهْ
قلتُ له:
أفي الدار سعلاة؟
ابتسمَ.. ودمعتْ عيناه
من الحزن.. لا من البكاء
فشهق.. وأومأ لي:
نعم!
حرَّكتُ رأسي وقلتُ له:
هاك إذن.. الحقيقهْ
لن يدخل الدار غريب
الدار مفتاحها عجيب!
اشترِ مكانك بقطعة خبز.. قرب الموقد
أو ادفعْ قدر ما تستطيع.. نقدْ
لا يهم ما يخزِّنه عقلك..
لا وجود للعقل لمن أراد أن يقطن الدار
المهم.. أن تكون سمسارْ
اجلبْ خبراً.. لا يهم إن كان صحيحاً أو خطأْ
سارعْ لتقبيل يد السعلاة..
يُحجزْ لك مكان في الدار
قال لي:
أهي الحقيقهْ؟!
قلتُ:
أجلْ..
وهاك ما وراء الحقيقهْ.. !
غيرُ مرغوب في ثلاث:
نبيهٌ يريد تغيير أثاث الدار
حليمٌ يسعى لإرشاد صاحب الدار
حارسٌ لا يَجْهد في كتم أسرار الدار..
أرأيتَ ـ قلتُ له ـ ثلاثة في ثلاثهْ..
قال لي:
كيف السبيل لدخول الدار؟
قلتُ له:
سؤال وجيهْ..
ثلاثة كذلك في ثلاثهْ
مُرحَّبٌ بهم:
لصٌّ يحفظ ماء وجهٍ يتزندقْ
قاصر في عِلمه.. يُنصت ويُطبِّقْ
ذو حميَّةٍ جاهليَّهْ..يبارك ويُصفـِّقْ..
قال لي:
نسيتَ حقيقة كسر المفتاحْ
قلتُ مندهشاً:
أخبرني إذن!
قال:
فتاةٌ من جسدها يقتات..
خدمُ وحشمُ السعلاة..
قلتُ:
أهي حقيقهْ؟
قال:
تلك مزيةُ أهل الدار..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى