السبت ٢٤ آذار (مارس) ٢٠١٨

إصدار شعري جديد لحنين الصايغ

صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون للشاعرة اللبنانية حنين الصايغ ديوان شعري موسوم ب "فليكن" يحوي 58 قصيدة في نحو 111 صفحة من الحجم المتوسط.

والمثير للانتباه في شعر حنين الصايغ، الأستاذة في الجامعة الأمريكية ببيروت، هو تلك الحرية الواضحة التي تطبع اللغة والصور والرؤية الشعرية في عملها المختلف والمجدد.

والمقصود تلك المسافة التي لا يمكن أن يخطئها العقل والقلب التي تضعها الشاعرة بينها وبين مختلف الحساسيات الشعرية في الوطن العربي، حيث يبرز صوت يعمل على نحت ملامحه الخاصة التي تتقاطع طبعا مع متون شعرية عالمية، لكنها تبقى ملامح لبنانية خالصة كانت تنتظر من يرفعها إلى مستوى الايقاع واللحن والسؤال الخاص بالكتابات الشعرية الصادمة، بقدرتها على التفكير، شعريا في التفاصيل الدقيقة للتجربة الانسانية.

تبقى مجمل القصائد تطرح الأسئلة الوجودية الكبرى وتجيب عليها في الوقت ذاته بأسئلة أخرى تساءل الوجود نفسه، تقول في قصيدة "موقد كانون":

ماذا أفعل بأحلامي الخضراء يا غائب
في فوهة أي أمل أوقدها؟
وهذه الفرس المنتظرة عند بابي
ماذا لو انطلقت بأحلامي المشدودة إليها
وسحبتها على إسفلت الإحتمالات؟

لكنها تنساق من حين إلى آخر من كل هذه الأسئلة، لتغوص في الجوانب البسيطة والمألوفة في الفعل والأحاسيس البشرية، لتخرج منها أبعادا جديدة غريبة وغير مألوفة، محققة بذلك نوعا من الانتصار الذي قليلا ما يحظى به الشعر في مبارزته الكبرى مع الخمول والرتابة وجمود الواقع.

تقول في هذا السياق في قصيدة "قس في نزهة":

عندما حل الظلام على المدينة
ظهر القس في نزهة
وسحب شريط الضوء من فوق سطوح المنازل
من يومها فقدنا الكهرباء
وفقد المغتربون طريق العودة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى