الخميس ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨
بقلم جميل السلحوت

قصة دقدوق والسجع على حساب اللغة

صدرت عام 2018 قصة الأطفال "دقدوق لا تزعج أبوك " من تأليف الكاتبة فداء سمير أبو كف ورسومات آدم صادق. صدرت القصّة عن دار الرّازي للطباعة والنّشر في كفر قاسم-فلسطين، وتقع في 23 صفحة.

أوّل ما لفت انتباهي في هذه القصّة هو اسم "دقدوق" فعدت إلى المعجم الوسيط للبحث عن معناه، فوجدته "الدَقْدَقَةُ: حكاية أصواتِ حوافر الدوابّ، مثل الطَّقْطَقَةُ."

تهدف هذه القصّة إلى إيصال معلومة للأطفال بأنّ آباءهم يحبّونهم، وأنّ الأطفال قد يعتقدون بأنّ الأب قد يكره أطفاله عندما يمارسون طقوسهم في اللعب، وتنهرهم الأمّ عن إصدار الأصوات التي قد تكون سببا في الإزعاج، لكنّ الطفل ومن خلال القصّة يكتشف أنّ والده يحبّه عندما جاء يبحث عنه في الغابة التي تاه فيها، واحتضنه وأعاده للبيت. فهل وُفّقت الكاتبة في إيصال ما تريده للأطفال؟

وردت في القصّة مرّات كثيرة على لسان الأمّ جملة "دقدوق لا تزعج أبوك"، وذلك عندما كان الطّفل "دقدوق" يلعب أيّ شيء، كأن يفتح التّلفاز، أو يقفز على الكرسيّ، أو يلعب خارج البيت أو على سطحه، وتصرّف الأمّ هذا يُدخلنا في متاهة التّربية الخاطئة، فاللعب عند الأطفال غريزيّ، وقد نهت الأمّ ابنها عن اللعب في أيّ مكان في البيت أو في محيطه، وهذا تصرّف لا منطقيّ من الأمّ، التي هي في المحصّلة ودون أن تدري دفعت طفلها إلى اللعب في الغابة بعيدا عن البيت، حتّى كاد يضيع فيها!

وتسلسل الأحداث في القصّة ينمّي العقليّة الذّكوريّة لدى الأطفال، ويغرس في أذهانهم دونيّة المرأة من خلال دونيّة الأمّ، التي ظهرت في القصّة كحارسة في البيت؛ لتوفير الهدوء للأب الذي هو زوجها، وهي تردع طفلها دائما في سبيل تحقيق ذلك! ولماذا لم نشاهد ولو مرّة واحدة في القصّة أنّ الأب حاول توفير الهدوء للأمّ؟

كما نلاحظ أنّ الكاتبة لم تراع البيئة التي يعيش فيها أطفالنا، عندما جعلت "دقدوق" يلعب في الغابة، فأين الغابات التي تحيط بنا؟

اللغة: عمدت الكاتبة إلى السّجع في القصّة، لكن السّجع المحبّب هو الذي يأتي عفو الخاطر، وليس متصنّعا على حساب اللغة، فمن أهداف أدب الطفل هناك أهداف تعليميّة، ومنها تعليم اللغة السّليمة للأطفال، وفي سبيل حفاظ الكاتبة على السّجع في هذه القصّة، فقد أخطأت لغويّا بدءا من عنوان القصّة "دقدوق لا تزعج أبوك"، والصّحيح "دقدوق لا تزعج أباك". ومن بداية القصّة وحفاظا على السّجع أخطأت الكاتبة إملائيّا عندما كتبت التّاء المربوطة هاء، وهما حرفان مختلفان، علما أنّنا عندما نقف على التّاء المربوطة في نهاية الجمل نقلبها هاء في اللفظ وليس في الكتابة. ولاحظوا ما فعله السّجع في هذه الجملة "لأنّي التّوقّف عن ازعاجه ما قدرت" ص16. والصّحيح كان يجب أن تكون الجملة هكذا:" لأنّي ما قدرت التّوقّف عن إزعاجه".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى