الأحد ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم شيماء رؤوف

هلْ يَنْكِحُ عَجْزُكَ قِلّة حِيلتي؟‎

 ولِم لا ؟
 لأننا نحن .. أقصد أنا وأنت ضَعِيفين فَقِيرين ضائعين مُهَمّشين مغلوبين على امرنا لا حول لنا ولا قوّة، حسنا قبلت الزواج بك ولكن هل ستستطيع حمايتي؟
ما الفائدة أن أمنحك نفسي وتمنحني نفسك ثم يأتي الأكبر منا فيدهسنا سويّا!
ليس الحب وحده
الامر متعلق بالقوّة الحمايه والصراع لأجل البقاء
قضيت الكثير اصارع مكشوفا ظهري نهشته مخالب الحياه!
لكل ندبة قد حلّت محل مخلب قصّة خذلان لا تُحْكى ولا تُبْكى.
ليس على الرجل ان يكون غنيا وسيما مثقفا او حتى شاعرا مسكين..
عليه فقط ان يكون قويا بما يكفي ليحمي أحدهم
تلك النظرة الدافئة التي تتغلل فيّ..
تعانق عِظامي!
كل القصائد التي كتبتها من اجلي
وكل الاغنيات التي اهديتها لي
قد وُشِمَتْ بها روحي
رأيتك مرّة تُضْرَب من شباب في الحيّ
كنت صامتا لم تنبس بكلمه ..
ضُرِبت حتى سال الدّم من فمك وأنفك،
حتى في عراك المدرسة، كنت دائما ماتعود مسلوبا النصف رغيف الذي تضعه لك أمك في حقيبتك،
يلتف الاولاد حولك
يصرخون بوجهك
لتُطْرح أرضا وتُرْكل
ويُنْتَزَع طعامك كما يُنتزع كل شيء منك!
انتظرهم ليذهبو أتسلل الى الصف آخذ بيدك أنفض التراب عن قميصك نقتسم النصف رغيف الذي بحوزتي، ونعود لنخبرهم في المنزل اننا قد تناولنا طعامنا كله
كل مرة سرنا بها سويا صاح بك أحد الجيران أنه فاعلٌ بِأُمِّك كذا وكذا
لكنك لم تستطع ان ترد عليه؟
أمك التي اعتاد النسوة هنا ان يسمعنها تستغيث بطش أبيك كل يوم
كما اعتدنا ايضا ان تبقى أنت عاجز تنظر
لطالما وقفت عاجزا ..
قل لي ماذا يفعل نكاح العجز من قلة الحيلة!
لا شيء صدقني ..
لا شيء سوى المزيد من المشقة الذل والهوان على الناس جميعا
أن تُهشِّم أضلاعي ذات عناق
أعلم أن ذلك هو آخر حدود قوّتك
لكنك لن تقوى على تحطيم رأس أحدهم قد يرغب في انتزاعي منك بالقوّه ..
ممتنة لقصة ابن الجيران اللطيفة تلك
لحارتنا وأزقتنا الضيقة المغمورة كقبور الموتى
لكل مرّة شعرت فيها بأشياء جميله فعلتها من اجلي.
لكني ان وافقت فإننا نَلُفُّ سيجارة الجُبْن بالتناسي نشعلها باللا مبالاه ونمضي ..
نتناسى الرماد الذي سيحرقنا ساخر مخرجا لسانه ليخبرنا اننا
قد انجبنا المزيد من المهمشين الذين سيُضربون وتبقى اشياؤهم تُسْلب دائما وابدا.
ينظر إليها بحزن يشعل سيجارة ينفثها غلّ غضب وانكسار، ثم يمضي..
يذهب ليبكيها، يكتُب عدّة قصائد فيمزقها كلها
يرفع رأسه الى السمّاء يجثو على ركبتيه يشق ثوبه
ويصيح صارخٍ باكي منتحب:
 سنُطْحن .. حتما سنُطحن .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى