السبت ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم
أوصيك بي شراً اذا خنت الهوى
هَيَّأْتُ غُسْلي [1] والنُعاةَ .. فَهَيّـا ....تَعِبَ الهوى ..والصَّبْرُ باتَ عَصِيّاما دُمْتِ عازمةً على وأْدِ الــمنىفَلْتُجْهزي قبلَ الفراقِ عَلَيّـــــاأَشْهَدْتُ رَبّي لن أقولَ قَتَلْتِنـــييومَ الحـسابِ غداةَ أبْعَثُ حَيّــامَرْضِيَّةٌ [2] .. لن تشتكيكٍ لِرَبِّهـانفسي إذا أَغْمَضــْتِ لي عَيْنَيّاوَنَثَرْتِ كافوراً عليَّ .. وَشَيَّعَتْعيناكِ صَبّاً فـــي هواهُ تَقِيّاوأَنَبْتِ عني شِرْبَةً مـن "زمْزَمٍ"وَبَسَطْتِ كفاً بالدعـــاءِ عَشِيّاوَسَعَيْتِ لي ما بينَ "مروةَ والصَّفا"سبعاً ..وَزرتِ عــن القتيلِ نَبِيّامـعذورةٌ إنْ تقتلــــي مُتَأبِّداًفــي الغُرْبَتَينِ عن العراقِ شَقِيّاأَبَتِ المَسَرَّةُ أَنْ تُضاحِـكَ مُقْلــَةًمني وَقَدْ بَلَغَ الــوئامُ عـــتيّاأوْصَدْتِ دوني مُقْلَتَيْكِ ..وأَطبٌَقَتْشفةٌ أَلِفْتُ بها الصـــداح شَجِيّاطَحَنَتْ رُحاكِ غَدي وما أَقْرَيتْني [3]في صَحْنِ يومي من قِراكِ شَهِيّـاما زلتِ غاضبةً؟ أنا ابنكِ يا ابنتي ولقد أتيتكِ شــــاكياً مَشْكِيـّاما سِرُّ خِنْجَرِكِ اصطفى صدري لهغِمداً وَقَدْ شَـــلَّ الجفاءُ يَدَيــّا؟حَرَّضْتِني ضِدّي .. فكم من غـادةٍأغْمَضْتُ عن ياقوتِها جَفْنَيّــــاولذاذةٍ قَرُبَتْ فَصِحْتُ بها: ابعديومناحةٍ بَعُدَتْ فَصِحْتُ: إليّـــافَرَشَتْ لك الأحداقُ عُشْبَ حقولِهاأَمّا الفؤاد فقد أتاكِ حَفِيّـــــاعَطِشَ الهوى فأبى سواكِ لقلبِهِنبضاً وَدِفْئاً للضلوعِ وَرِيّـــادَجَّنْتِ في جسدي ذئابَ رغائبـيوأَحَلْتِ جنَّ متاهتي أُنْسِيــــّاوَجَعَلْتِ من كهفي بمغتربِ الثرىبضياءِ صوتِكِ – لا النجومِ - ثُرَيّاهَرِمَتْ قناديلي ..وشاخَتْ جبهتـيلكــنَّ قلبي مـــا يـزالُ فَتِيّالا زلتُ أذكرُ سكرةً صوفيَّـــةًأَلْفَيْـتُني بـرحيقِهــــا مَغْشِيّافَتَوَضّأتْ روحي وَيَمَّمَ نبضَـــهُقلبي وفاض الذِكـــرُ من شَفَتيّامَحَضَتْكِ [4] رِقَّتَها الورودُ وأوْدَعَتْشفتيكِ سِرَّ الياسمين شَذِيّــــاحَضَرِيَّةُ الديباجِ لكنْ في الـهوىبَدَوِيَّةُ الأشواقِ تــــأْنَفُ غَيّايا هندُ عشتُ الفاجعاتِ جميعهـاوَخَبَرْتُ منها شاخِصاً وَقَصِيّــالـــكنَّ أَثْقَلَها علـــيَّ شماتَةٌمِمَّنْ تَخَيَّرَهُ الــفؤادُ صـــَفِيّالا تنفِني من حقلِ قلبِكِ .. إننيعشتُ الحياةَ مُشَـــرَّداً مَنْفِيّاأُوصِيكِ بيْ شَرّاً إذا خنتُ الهوىوَنَكَثْتُ عهــدَ محبةٍ عُــذْرِيّا