الخميس ٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم جاسم الرصيف

سنة رابعة مضحكات مبكيات

في السنة الرابعة من مدرسة الديمقراطية ، ومقرّها العالمي الجديد بغداد ، ما زلنا نضحك لنبكي ، أو نبكي لنضحك على حقائق مضت كنّا نجهلها ، و ( تلك مصيبة !! ) ،، وحقائق نعيشها ألآن لايمكن وصفها بغير المضحكات المبكيات ، أو العكس الصحيح لمعاني المفردات ، و( تلك هي المصيبة الأعظم !! ) التي مازال يتعاطاها ( أولوا ألأمر ) الديمقراطي وأللاديمقراطي في هذا العالم ، بشقيه ( الحرّ ) ( ؟؟) والمستعبد ( ؟؟ )

وتبيّن لنا عمق الوهم الذي غرقنا في محيطه الواقع بين ضفتي مفردتين ( حرّية !! وعبودية !! ) لا فرقٌ كبيرٌ بينهما إلا ّ في سعة المضحكات المبكيات على وقع خدع تأريخية كبرى ، كنا ومازلنا نمثل طرفا ً غاية في الهشاشة منها ، فماعدنا نمتلك غير جرعات المرارة على حقيقة تصفدنا يوما ً بعد يوم تشير ألا ّ أحد حرّا ً في العراق ، وفي هذا العالم ، الذي كثرت شقوقه على أكاذيب ألمعها ( ديمقراطي !! ) وأسطعها سلفي ( راديكالي !! ) ، كلاهما دموي ، خارج عن كل ّ ألأديان وألأعراف ألإنسانية

علمتنا (الديمقراطية الجديدة ) في العراق دروسا ً قيّمة ، منها :

الدرس الأوّل :

أن ّ حكومات العالم الحر ّ ، كما هو حال حكومات العالم المستعبد ، يمكن أن تكذب على حساب الإنسانية إذا تطلبت مصلحتها الذاتية ، الأنانية ، أن تكذب !! وما ترويج نظرية ( الزوج المخدوع !! ) في السياسة الدولية غير نمط من أنماط الإيغال في تضليل الشعوب الجريحة بإنسانيتها، كما أن ّ ترويج تهمة ( الغباء ) السياسي لبعض دعاة الديمقراطية يقع في ذات المصبّ الذي يخدّر الشعوب الجريحة على التسامح لاحقا ً مع ( أغبياء !!؟؟ ) .

الدرس الثاني :

الديمقراطية ( النموذج ) في العراق هي مجرّد شركات تجارة سياسية تربطها عقود شرف مهني موثقة خيوطها محليا ً ودوليا ً ، بدلالة لايمكن دحضها أو التشكيك بها تشير إلى أن ( كتاب بريمر المقدّس ) يربط الوجوه ، القديمة والجديدة ، بوثاق يفوق في قوته وثاق المسلم والمسيحي وغيره من العراقيين بكتبهم المقدسة التي أنزلها لهم الله !!

الدرس الثالث :

سقوط نظرية ( لكل فعل رد ّ فعل يساويه في القوّة ويعاكسه في ألإتجاه ) على ( فعل ) لإحتلال مدعوم بمئات ألوف من جنود متعدّدة الجنسيات ، ومن معها من مؤازرين ( عراقيين بإلادعاء فقط ) يرون فيها قوات ( تحرير !! ؟؟ ) وبكل الطاقات التقنية المتطوّرة ، قابل كل ذلك ( رد ّ فعل ) للمقاومة العراقية ( لايساويه في القوة !! ) ، ولكنه يعاكسه في الإتجاه !! ولو قورنت قوة المقاومة النظرية ( كرد ّفعل ) بقوة الفعل الأول :الاحتلال ، لاستجلب الأمر الضحك المبكي أو البكاء المضحك على بلد ( الرشيد ) الذي فقد رشده تحت وطء ( الديمقراطية الجديدة )

الدرس الرابع :

( إنهب وإنهب وأهرب ) ، هذا مبدأ للديمقراطية العراقية الجديدة المرشحة لأن تكون نموذجا ً لدول الشرق ألأوسط ( الكبير أو الصغير !! ) . ولايمكن طبعا ً حصر أسماء الناهبين وكم نهبوا ، ومن بينهم أسماء أكثر من لامعة في عالم النهب الدولي ، ولكن ديمقراطية العراق ، القادمة من رحم أكاذيب العالم الديمقراطي الحر ّ تحمي هؤلاء من أية مساءلة محلية أو دولية ( !!؟؟ ) ، فصح أن نسمي العراق ( حارة كل من إيدو إلو ) لأن الجميع ( شاهد ماشافش حاجة !! ) بشهادة ( الزعيم !! )

الدرس الخامس :

يتمتع بلدنا ( الديمقراطي من الضلع حتى الضلع والنخاع ) ، بأوّل حكم من نوعه في التاريخ ، من حيث أن حكومتنا يمكن أن توصف بأنها حكومة ( طيّارة )، مصابة بفوبيا الخوف من شعبها ، ولاتمارس عاد الأمان إلا ّ في المنطقة الخضراء المسوّرة بكل ّ أنواع الحمايات ، حيث يخضع أفراد حكومتنا الوطنية ( !!؟؟ ) للتفتيش ، مع حراسهم الشخصيين ، على بوابتها من قبل جنود متعدّدة الجنسيات ، ولكن ّ هذه الحكومة مصرّة على إضحاكنا بأنها ( حكومة مستقلة !! ) ، وكأنها تستغبينا وفق حقيقة تفيد أن ( المجنون يظن نفسه عاقلا ً وكلّ ألآخرين مجانين ) ما داموا خارج أسوار المنطقة الخضراء !! ونراهم قد تكافلوا على ( ديمقراطيتهم ) التي أعادت العراق إلى العصور الوسطى وقانون الغاب على مبدأ ( عصفور يكفل زرزور وإثنينهم طيّاره !! ).

الدرس السادس :

في بلدنا ( الديمقراطي الجديد ) دخلنا مستهل ّ هذا القرن بأوّل حرب طائفية رسمية الطابع والهوية والمصدر حصدت أكثر من ستة آلاف عراقي خلال ألأشهر الخمسة ألأولى من هذا العام فقط ، ولكن ّ لا أحد من العالم الحر ّ ، ولا المستعبد ، هب ّ للدفاع عن إنسانية تتمزق على مناضد الديمقراطيين ( !!؟؟) العراقيين ( !!؟؟) الذين يحتمون بمظلّة متعددة الجنسيات ، التي تدّعي أنها جاءت من عالم حر ّ ( !!؟؟) ، والتي ثبت لها أن مامن عراقي شريف إستقبلها بالورود غير من كان شريكا ً في ( رابطة حراميّة بغداد )

الدرس السابع :

في ديمقراطية العراق النموذجية يمكن ــ وفقا ً لكتاب ( بريمر ) المقدس الذي أنزله على مريديه ممن ( يحكمون !!؟؟ ) ألآن ــ للأقلية ( ألأكراد ) أن تحكم ألأكثرية ( العرب ) لأن ديمقراطية فضيلة آية الله بريمر خولت أية ثلاث محافظات ( !!؟؟ ) أن تضع ( الفيتو ألأمريكي ) ضد قرارات خمس عشرة محافظة !!! وينال هذا مباركة المنطقة الخضراء على مبدأ ( المحاصصة الطائفية ) والقومية النعصرية المستوردة !! .

الدرس الثامن :

وهو ملخص الدروس :

إذا فقد ضميرك عذريته فبع وطنك إلى أوّل منتهك أعراض .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى