الجمعة ١٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم
مرايا الغمام
غامت في دلالتها الحروفُوغابت نفحة الطين المرصَّع بالشتاتتحسَّست انعتاقي في مغيب اللونحين فرَّ الحلم من خلف الظِّلالحاملاً صوتي مرايالابساً وجه الهواءلعلَّ ماءً دافقاً يفضيصوب سيرتنا الطريدة.ريح الضَّياع تعصف في خيام اللاجئينوالموحشات تسُفُّ من ألق البلادحين تنفطر السماء على السماءفاكتب نشيدك للحياةواشعل طقوس العائدينعلى طيف يزنِّر صهوة الاسراءنحو مأساتي المجيدة.جسدي قبر على سجادة المنفىروحي بياض في ملاذ العاصفةوأنا لست قديساً ولا متصوفاًلأعرف ما وراء الغيبوأكمل رحلة الأضدادفي نسغ مغناتي الشريدة.سأحلم؛ كلما شطَّبت حرفاً راكداً؛بسماحة الألوانوكلما فتشت عنهعاد يهذي مرة أخرى بقافيةتطلُّ عليَّ من صحراء قافلتيكخيمة المنفي في حضن القصيدة.لا ذنب في كفي، لا، ولا ريح القبورتكفي كي تدق القارعةلا وقت عند الوقتفاحمل جانحيك فوق الريحعلَّ الريح تمطر الأحلام من بعديعلى خدِّ الشَّهيدة.دالت الأحزانوالأحزان مرساتي الأخيرةفخذي بقايا الماء منيوانثري جسدي المعبَّأ بالغمامعلى جبين الشمسكأنَّ الشمس توشك أن تطلَّعلى جبيني مرَّة أخرىوترمي شالها الورديَّفي دمِّي الذيكَسَرَت حدودَه.فرَغت مِن رسالتها القصيدةفلترفعِِ الريح قربانهاوالبحار جُنَّازهالنعبر رَخْوَةَ الكشفِمثلما تعبر الغيمة العالمِينونمشي نحو سيرتنافي حُمَّةِ اللغةِ العتيدَة.