الأربعاء ٣٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم محمد محمد دومي

عيناكِ ترنو للبقاء

عيناكِ ترنو للبقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءِ رواءُ*
أبنيتي بعد الفراقِ لقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
في عينكِ الشوقُ اللهيبُ أثارنــــــــــــــــــــــــــــي
لمَّا اعتراكِ على المضيِّ بكـــــــــــــــــــــــــــــاءُ
فمسكتُ دمعي في الوداعِ تصبُّـــــــــــــــــــــــــراً.
ودموعُ عيني في الخفاءِ دمـــــــــــــــــــــــــــــاءُ
طبعي التصبُّرُ والحياةُ مريـــــــــــــــــــــــــــــرةٌ
وهوى النفوسِ بطبعها الإخفــــــــــــــــــــــــــــاءُ
يا طفلتي أنتِ الدنا وسعادتـــــــــــــــــــــــــــــــي
وضياءُ وجهكِ للحياةِ ذُكـــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
ما أصعبَ الدمعَ الذي جرف الخــــــــــــــــــــــدو
دَ براءةً ومرامها الإبقــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ!
أبنيتي إنَّ الهناء بدارنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
لا يرتقي وحياتنا النَّعمــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
إنَّ اغترابي في الدنا وتشــــــــــــــــــــــــــــردي
لديارنا في العالميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ولاءُ
كُتِبَ الفراقُ على الكريمِ أصالـــــــــــــــــــــــــةً
وإذا تخاذلَ فالبقاءُ فنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
فالجاهُ في بعض البلادِ مذلــــــــــــــــــــــــــــــةٌ
والذلُّ في بعضِ البلادِ سنــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
بدموعنا تجري العزيمةُ في دمــــــــــــــــــــــي
فالقطرُ تنمو بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده الآلاءُ
لن أستكينَ بنيتي لمصابنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
مهما ترامى في البعادِ جفــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
ما دمتُ حيَّاً لن يئزَّ جوارحـــــــــــــــــــــــــــي
هجرٌ ونؤيٌ أو نوى وشقـــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
أبنيتي منذُ الطفولـــــــةِ شمعتــــــــــــــــــــــــي
ضوءٌ تراءتْ دونه الجــــــــــــــــــــــــــــــــوزاءُ
فالهجرُ يبني في النفوسِ عزيمـــــــــــــــــــــــةً
ربواتها الأجواءُ والأنـــــــــــــــــــــــــــــــــــواءُ
أرواءُ مهلاً فالديارُ بها غـــــــــــــــــــــــــــدتْ
من غيرِ نؤيٍ لا يُقامُ بنــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
فتصبري أبنيتي وترقبـــــــــــــــــــــــــــــــــي
إنَّ السعادةَ للحياةِ غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذاءُ
هل كلُّ شيءٍ في البعادِ مقــــــــــــــــــــــــدسٌ
أم كلُّ شيءٍ في البعادِ هبــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ؟
فالعمرُ ولَّى والشبابُ قد انقضــــــــــــــــــــى
والجسمُ يبلى والحياةُ قضـــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
كم من غريبٍ حُطِّمتْ آمالـــــــــــــــــــــــــهُ
وتقطَّعتْ في جوفهِ الأمعــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
لمَّا أتته في البعادِ ومـــــــــــــــــــــــــا درى
أنَّ الأحبةَ قد قضوا أنبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
إنَّ العبيدَ على الغريبِ قيــــــــــــــــــــــــادةٌ
هفواتها جوفَ الضلالِ ضيــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
فالعبدُ عبدٌ لو تعالى نجمُـــــــــــــــــــــــــــهُ
والحرُّ بدرٌ أفقــــــــــــــــــهُ العليــــــــــــــــــــــــاءُ
فالعلمُ في بعضِ البلادِ بُنيتـــــــــــــــــــــــي
قسماً لعمري حلَّةٌ وغطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
هيهاتَ أنْ ترقى البلادُ بعلمهــــــــــــــــــــا
ما دامَ فيها للغريبِ عنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
أينَ الحجارةُ والترابُ بقريتــــــــــــــــــــي
والطيرُ والأشجارُ والأفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
فالنفسُ ظمأى أن تموتَ بأرضــــــــــــــها
فالموتُ فيها والخلودُ ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــواءُ
أين الألى قسماتهم سرُّ الوجـــــــــــــــــــو
دِ وصوتهم روح الحياةِ غنـــــــــــــــــــــــــــــــاءُ؟!
أين الروابي المنبتاتُ مكارمــــــــــــــــــاً
والروضُ فيها جنَّةٌ غنَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ؟!
أين الفيافي والجبالُ منازلـــــــــــــــــــــي
أيانَ غابتْ في النوى الأحيــــــــــــــــــــــــــــــاءُ؟!
أين الرفاقُ النائلونَ مودتــــــــــــــــــــــي
والخلُّ والجيرانُ والأبنــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ؟!
أينَ الورودُ الملهماتُ قصائــــــــــــــــدي
والسحرُ والأهدابُ والأزيــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ؟!
أبنيتي إنِّي أرى أرجوحتـــــــــــــــــــــي
ربَّانُها الأطفالُ والأشيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
سأعودُ ألعبُ كالصغير بدميـــــــــــــــــةٍ
والطفلًُ حولي والربا الخضـــــــــــــــــــــــــــــــراءُ
 
والعود يشدو قصتي وقصائـــــــــــــدي
والطيرُ والشحرورُ والورقــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
ستظلُّ شمسي في السماءِ مضيئــــــــــةً
وعلى هواها تُشرقُ الأضـــــــــــــــــــــــــــــــــــواءُ
لا تيأسي إنِّي لعمركِ قـــــــــــــــــــادمٌ
لن تستطيعَ فراقَنا العنقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى