الجمعة ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم عبد ربه محمد أسليم

أمطار كربلاء

" إلى عشاق الوعد الصادق "

ما زلت تحترف البحر ،

والتصوف يلاحقك كالسؤال

يفسر فضاءات دمك

وسيف النبي بين يديك كرائحة السفرجل

يعانق لغة الضوء ،

وصهيل غبارك مآذن كربلاء

تطرز مساحات حبي

فأسميك " الحسين " ،

والياسمين يهادلك والقمر

أدلك غبارك بلغة العشق ،

وأستنشق رائحة أمطارك

كزيت البنفسج

من شرفات صدرك أرى القصيدة

ورمحك يلتف حول عنق الغرقد

أصحو على إيقاعات ظلك الأحمر

وأتمشى معك قليلا في شوارع يديك

وأنت تعاني من نقاء الهواء

إحساسك كقوس قزح بعضا مني

على مدى مساحات أوراقي وقصائدي

كنت تحاول تقبيل الشمس

واكتشاف وجهي الفضي

البحر يعيك كغبار وصهيل ،

والسراب يتطاير أمامك كرذاذ

فأفرش تحت قدميك لغتي ،

وروائح الياسمين

أتفرغ للقمر ،

وأغزل لك النحل كصهيل الهلال

يهرب المطر الأصفر أمامك ،

وفي منتصف الليل ترسم على ساعدي " حيفا "

و" ساعر " ...

شجر يغني لبيروت

وبيروت ميناء وطاووس

ونهر ....

سياجك كرات دمي البيضاء

إذا ما رفعت يديك سمعت صهيل الشجر

فلن تعرف السماء غير الملح والذاكرة

كتبتك فوق صدري كالخبز

ولملمت من رموشي ثلج الصيف

ألا تذكر بأنك غرور يقيني

بعدما هربت الريح أمامك !

وخلفك العشب الفضي

فأشرح لي كيف تمشي الشمس بجانبي

والحمام يعري الظلام ووجهك أخضر

فأنت ذاكرة النرجس ،

والعاشقين أنت !!! ...

شجر يركض خلفك ...

شجر يركض عن يمينك ...

شجر يركض عن يسارك ...

شجر يركض بين يديك ...

وأنت تجتاز المدى مدى ...

قمر على مشارف وجهك ،

وكلماتك الخضراء ...

أدلف بين خواصر العشب فأراك ...

وأدخل ضواحي روحك فأراك ...

وأدخل تفاصيل الشمس فأراك ...

بخور يرسمك رحيقا ونخيلا

فتسكن ورد كربلاء ،

والياسمين يسارع للصلاة خلفك ،

ودمك يغطي كلماتي , ووجهي ,

ومساحات الجاردينيا كلما نويت السفر

ومشهد الندى يرسم يقينك

كشجر يجتاز بحيرة السيوف ،

ورمحك وتد الأرض !!!! ...

فأنوي زكاة الياسمين ،

والسماء ترتفع فوق رأسك كزنبق ،

وتغني للحسين ...

منذ أيام والشجر يقاتل عند بابك البحر

يحررني من أمطار الصيف ،

والعصافير نور ونار ...

تنحاز إلى شطرنج يديك

ندخل إلى المربع الأخضر ،

والبيدق رسول البيت إلى الياسمين

رماح تجيد الرماح

سيوف فوق السيوف

تعبر فضاءات الغرقد كالنور

وتمتد جسورا وجسور

تفتتح الأحمر الممطر

والنوارس تصلي بين يديك

هذا زمان الحب إليك

و " علي " يزرع صاروخه في صدر " حيفا " ،

ويمتهن الرماح

هو بضعة مني ومنك

وفضاء يمتد إليك

و" حيفا " على مرمى السنديان

والفضاء

والسنديان بحر من يديك

والسماء

عندما أعشقك أكثر تضحك الشمس نجوما ،

ويلبسني النعناع قمرا طريا

آكل من فوق يديك الزعتر البلدي ،

والمشمش ، والفستق الإيراني

يدهشني ذكاؤك ووجعك الجميل ،

ونارك تروض الغرقد ...

وتخلق ريحا من حديد

أمطارك تحت عمامتك تبهرني

وترقص صباحا لازورديا !!! ....

" زينب " تفتح أصابعها صواريخ كالنجيل ،

وتخرج من البحر كل مساء تحكي تفاصيل الفجر ...

أقبل دمك كجورية ،

والمطر يسجد للمطر

تخرج فئ روحك سيوف

و" زينب " تدخل الآن حيفا ...

تغطي صوتها ،

وشعرها الأزرق النهري ،

ووجهها كالبحر الأبيض المتوسط ...

" فاطمة " تضحك كالكهرمان

تتسلل من خاصرة الشمس ،

وتحاصر النص الأصفر ...

أزرق ... أزرق ...

" علي " يحمل الآن باب خيبر ،

ويمضي إلى ضلوعي

وروحي سنونو وحناء ،

وسيفك قمر ،

وأصابعك نوارس تزاوج بين الورد والبارود ...

عمامتك تتمشى في أزقة روحي ،

وقلبي أخضر ،

تطهر المطر مطر !!! ...

والبحر بحر !!! ...

ومحار أخضر !!! ... ،،،

والبحر أحمر !!! ...

بياضك بحجم روحك ،

والأزرق البحري طاووس ...

وروحي خضراء ... خضراء ...





20 / 7 / 2006م

" إلى عشاق الوعد الصادق "

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى