الاثنين ٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم نور الدين الشريف

السياحة .. سلاح في وجه إسرائيل

المعادن النفيسة تستحق التنويه! ما زال في الغرب رجال يشهدون بالحق ويستنكرون الظلم ويواجهون الظالمين.

ورغم أن الإعلام الصهيوني هو صاحب الكلمة العليا في معظم بلدان الغرب، فإن الدنيا لا تخلو من أصحاب الضمائر الحية والأحكام العادلة.
منذ العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وصفحة بريد القراء في الجرائد الكندية تشهد تزايدا ملحوظا لأنصار القضية الفلسطينية من غير العرب والمسلمين. هذا يدعو الحكومة الكندية إلى إرسال معونات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، وذاك يحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عن تدهور الأوضاع، وثالث يقول كلاما لا أذكر أني سمعت له مثيلا من العرب الكنديين أنفسهم! لقد قال الرجل: "من الطبيعي جدا أن تدعم الحكومتان الكندية والأمريكية إسرائيل. لقد قضينا على الهنود الحمر وسرقنا منهم أرضهم، تماما كما فعل الإسرائيليون بالفلسطينيين. إن اللصوص يدعمون بعضهم البعض"!!.

ورغم أن أمثال هؤلاء قلة في العدد بالمقارنة مع أنصار الطرف الآخر، فإن ثورة المعلومات التي جعلت العالم قرية واحدة تساعد على تزايدهم يوما بعد يوم، وهذا لا يصب في صالح إسرائيل.
إن إسرائيل تعتمد على الدعم الغربي في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية. وحتى يستمر ذلك الدعم دون توقف أو تأخر يأتي دور الإعلام الصهيوني في تخدير العقول وتزييف الحقائق ومحاربة المنصفين، ليحول دون تكوين رأي عام في الدول الغربية يجبر حكوماته على وقف دعمها المجنون لإسرائيل.
ولذلك كان العمل على تأسيس إعلام عربي إسلامي مضاد، وتوعية الرأي العام العالمي بالقضية الفلسطينية نوعا من أنواع المقاومة والجهاد.
ولقد كثرت اللقاءات الرسمية التي بحثت في هذا الموضوع. وأذكر منها اجتماع وزراء الإعلام العرب في عام 2001م، أي بعد شهور قليلة من انطلاق انتفاضة الأقصى. اقترح فيه الوزراء ثلاثة مشروعات؛ أولها: إقامة قنوات فضائية متخصصة لمخاطبة الرأي العام العالمي، وثانيها: إرسال وفود إعلامية عربية إلى البلدان الأجنبية، وثالثها: الكتابة في الصحف الأجنبية الكبرى.

ولكن السؤال المطروح: أهذا كل شيء؟! أهذه كل الوسائل المتاحة؟.
أليس السياح الأجانب الذين يزورون بلادنا في كل عام وتقدر أعدادهم بالملايين.. أليسوا جزءا من الرأي العام العالمي الذي نسعى إلى تغييره لصالحنا؟.
إن متاحف الهلوكوست تنتشر في بلدان كثيرة من الغرب. إنني أسأل قومي: أين هي متاحف فلسطين أيها العرب؟ أين هي القضية الفلسطينية في الأماكن التي يزورها السياح في بلادكم؟ أين هي النماذج المصغرة لمدن فلسطين، قبل الاحتلال وبعده، ليرى الغربيون أن الأرض لم تكن خالية من العمران أو السكان كما يدعي الصهاينة؟.
أين هي النماذج المصغرة لمساجد فلسطين التي دمرت والتي يزيد عددها على الألف؟ أيعقل أن يقوم الصهاينة بعرض نموذج لهيكلهم المزعوم في "ديزني لاند" بينما نبقى نحن صامتين؟.

لماذا لا نقيم الندوات والمحاضرات في الفنادق التي ينزلها السياح لنقدم لهم من خلالها وجهة النظر العربية والإسلامية في قضايا القدس واللاجئين؟.
شاهدت قبل شهر تقريبا برنامجا في إحدى القنوات المصرية عن القرية الفرعونية، وعند انتهائه قلت في نفسي: حبذا لو تم عمل الشيء نفسه لقضيتنا، قرية سياحية تبين تاريخ فلسطين وجغرافيتها، مدنها وقراها، مساجدها وكنائسها.
إن السياحة تعد من الأسلحة الإعلامية الجبارة التي تستطيع أن تغير جزءا كبيرا من الرأي العام العالمي لصالح الحق، ولكن المشكلة أن هذا السلاح، كبقية أسلحة العرب، لم يستعمل بعد!!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى