الثالوث المقدس

حَدَّثَنَــا شَيْخُنَـــا فِـي مَحْفَـلٍ وَطَنِـي

عَمَّــا رَوَتْ أَقْبَــحُ النِّسْوَانِ فِي بَلَــديِ

 

قَــالَتْ لَــهُ بَعْــدَ أَنْ تَصَعَّـدَتْ أَنَــةً

مِثْـلَ اللَّظَـى:اِعْطِنِـي سَمْعَيْـكَ يَا وَلَـدِي !

 

وَاحَـرَّ قَلْبَـاهُ مِـنْ غَـدْرِ الزَّمَـانِ لَقَـدْ

أَوْدَى بِمَـا كَـانَ لِـي مِـنْ فِتْنَـةِ الْجَسَـدِ !

 

لَـمْ يَخْلُـقِ اللهُ مِـنْ مَلاَحَتِــي شَبَهــاً

مِنْهَـا الْجَـوَارِي قَضَتْ نَحْبـاً مِـنَ الْحَسَـدِ

 

لَـوْ مَــرَّ بِي أَكْمَـهٌ يَغْـدُو لَـهُ بَصَــرٌ

يَصِيـحُ: سُبْحَـانَ رَبِّـي الْخَالِـقِ الصَّمَـدِ !

 

أَلْهَمَنِـــي أَنْ أَرَى إِبْـــدَاعَ صَنْعَتِــهِ

مَــا حَـازَهُ غَيْرُهَـا يَوْمـاً إِلَـى الأَبَــدِ

 

أَذْكَـى عَذَابَـاتِ لَيْلِــي طَيْفُهَــا أَرَقــاً

أَهْدَابُهَـا صَـوَّبَتْ سَهْمـاً إِلَـى كَبِـــدِي

 

أَنَّـى لِقَلْبِــي خُفُـوقٌ كُلَّمَــا رَحَلَـتْ ؟

لاَ عَـزْمَ لِـي فِـي تَجَافِيهَا عَلَـى الْجَلَــدِ

 

أَنْكَـرْتُ وَجْهِـي عَلَـى الْمِـرْآةِ حِينَ بَـدَا

آوِي عِشَــاءً إِلَـى بَيْـتٍ بِــلاَ عَمَــدِ

 

تَزْكُـمُ أَنْفِـي النِّفَايَـاتُ الَّتِــي انْتَشَـرَتْ

يَـزْأَرُ نَامُوسُهَــا فِـي الْجَـوِّ كَالأَسَــدِ

 

أَمْشـي عَلَـى هَامَتِـي، مَتْنِــي مُقَـوَّسَةٌ

أَخْطُـو عَلَـى خَطْـوِ مِنْساتي مِـنَ الرَّمَـدِ

 

حَيْـثُ الْبَهَائِـمُ لاَ تَقْــوَى عَلَــى خَبَـبٍ

حَتَّـى مَتَـى تَرْتَجِي سَعْيـاً عَلَـى الْجَـدَدِ؟

 

مَسالِكِـي أَحْجَمَـتْ حَتَّـى عَلَــى بَلَلِــي

وَاحْتَـلَّ رَأْسِـي خَمِيـسُ الثَّلْـجِ وَالْمَسَـدِ

 

لَــمْ يَبْـقَ مِـنْ مَبْسَمــي إِلاَّ أَمَارَتُــهُ

آهٍ! لِمَــا أُسْقِطَـتْ نَوَاجِــذُ الْبَـــرَدِ؟

 

مَـا عُـدْتُ أَسْتَحْمِـلُ الْعَيْشَ الْمَهِينَ هُنَـا

تَسْحَقُ رُوحِي رَحَــى الْحِرْمَانِ وَالْكَمَــدِ

 

بِحَــقِّ ثالُوثِــكَ الْمُقَــدَّسِ الأَزَلِـــي

يَـا مَـنْ سَمَـوْتَ رَئيـسَ الْمَجْلِسِ الْبَلَدي

 

يَـوْمَ الصَّنَـاديقِ أَنْـتَ الْمُدَّعِـي عَلَنــاً:

سَأُنْبِتُ الزَّهْــرَ فِي رَبْـعِ الْفَــلاَ النَّكِـد ِ!

 

هَبْ لِـي شَباَبـاً قَشِيبـاً دَائِمــاً أَبَـــداً

أَمْ سَـوْفَ تَبْكـي وَتَشْكُــو قِلَّـةَ الْمَــدَدِ

 

مِثْـلَ الَّـذينَ اعْتَلَــوْا كُــرْسِيَّهُ سَلَفـاً

مَـا أَكْثَـرَ السَّارِقِـينَ الْحُـلْمَ فِـي الْعَـدَدِ !

 

عِنْـدَ الضُّحَـى تُخْلِفُ الْوَعْـدَ بِـلاَ خَجَـلٍ

مَهْمَـا رَهَـا الْبَحْـرُ تَطْفُو رَغْـوَةُ الزَّبَــدِ

 

دَعْنِـي أَخُـضْ غَمْـرَةَ الأَيَّــامِ مُـرْغَمَةً

وَأَنْتَ عِـشْ مُطْمَئِـنَّ الْبَـالِ فِي الرَّغَــد ِ!