الأربعاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم سوزان عليوان

مختارات من مخبأ الملائكة

مدخل

هربًا

من زمانِ القُبْح

تختبئُ الملائكةُ

.في عينيك

جرح

كنتَ تلملمُ أشياءَكَ

المبعثرةَ في حجرةِ الفندقِ

و تجمعُها

في حقيبةِ سفرِك

:حينَ أردتُ أن أسألك

هل لديكَ"

مكانٌ

يتّسعُ

"لشيءٍ صغير؟

لكنّكَ كنتَ تشكو

من كَثْرَةِ أشيائكَ

و من صِغَرِ الحقيبةِ

و كانَ قلبي

أكثرَ كبرياءً

.من أن يسألك

وردة في شارع

إن مررْتَ

ذاتَ يومٍ

بشارعٍ رماديّ

تظلِّلُهُ أشجارُ اللَّوْزِ

و تميّزُهُ

محطّةُ بنزين

و مدرسة

ابحث عن وردةٍ صغيرةٍ

في الإسفلت

ابحث عن قلبي

قلبي الذي هربَ من حقائبي

خوفًا من غربةٍ جديدة

و اختارَ أن يكونَ

.وردةً في شارع

وردة الموت

في الوردةِ التي

تنبتُ من قلبِ التراب

.عطرُ موتانا

رحيل

أخذوا ذكرياتي

و رحلوا

و بقيت وحدي

أنتظرُ

أميرًا صغيرًا

يأتي من كوكبِهِ البعيدِ

ليأخذَ قلبي

قلبي الذي نسيَهُ الأصدقاءُ

حينما أخذوا الذكرياتِ

.و رحلوا

عدل

الليلُ عادلٌ

لا يفرّقُ

بينَ بحرٍ

،و سماء

بينَ عصفورٍ غريبٍ عن الشرفةِ

.و إنسانٍ غريبٍ عن البلادْ

الليلُ عادلٌ

.في السوادْ

ليست أنا

في الصورةِ المعلّقةِ على الجدار

طفلةٌ تشبهني

و لولا أنّها تبتسم

.لظننتها صورتي

اسم

ناديتني باسمي

...فأحببتُهُ

في الظل

الجدارُ الذي صلبوا عليه قمري

.يبكي في أحجارِهِ النورُ

الشعر

كنتُ أحلمُ

بوطنٍ

و حبٍّ

و أصدقاء

.فكانَ الشعر

غيمة

ليتني غيمة

تبكي

.بدلاً عن عينيك

قصيدة الديوان الأول

بداخلِ كلّ منّا

عصفورٌ

يبحثُ

عن مقهاه

و يضيعُ العمرُ

.و لا يلقاه

بحر

ذلكَ البحر الممتدّ

من جرحِكَ البعيدِ

إلى دمعِ عيوني

تراهُ يبكي

في الليلِ

.مثلنا؟

الموت الأخير

ثمّة أشياء

.لا نعتادها

نموتُ

كُلّ ليلةٍ

مؤقتًا

لكنّ موتنا الأخير

يفجعنا

.دائمًا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى