الأربعاء ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم أنس الحجار

أبي إن تمتّع

أبي إنْ تمتَّعْ

تَمتّعْ .....

أبي ... ذاكَ صوتُ احتضارِ الأماني

و قلبي يُراقِبُ موتَ الثّواني

فلَمْلِمْ بقايايَ إنْ كنتَ تَسمَعْ

و شَكِّلْ رُفاتي قصيدةَ شِعرٍ

لتهنأ روحي

ولكنْ حذارِ فإنَّ شَظايايَ تَجرحُ إصْبَعْ

لقد نِلتَ ما كنتَ تَصْبو و تَطْمَعْ

تَمَتَّعْ إذاً

إنَّ قلبي تَقَطَّعْ

***

سَأرسُمُ قَبْلَ الرّحيلِ جُروحي

قصيدةَ شِعرٍ

لتهنأ روحي

إذا كنتَ تَسمَعُ صوتَ الأنينِ ...... تَمَتَّعْ

***

بصحراءِ غيثِكَ كانتْ ثماريَ تنمو و تَوْنَعْ

و كنتُ كَطِفْلٍ

و رُغْمَ العظامِ الطَّريةِ أحبو

و أُسكِتُ جوعي بإصْبَعْ

و أستَعطِفُ البدرَ في ليلِ وجهِكَ

عَلَّهُ يَسطَعْ

***

تَذَكَّرْ .....

بأنّي بقيتُ بظِلِّكَ أرْتَعْ

فَقَدتُ ظِلالي

مَضَغْتُ الثَّواني

و صِرتُ أُبعثرُ في الأفقِ أحلامَ قلبٍ تَصَدَّعْ

بَقيتُ كَطِفْلٍ

و عُمري ثلاثونَ عاماً و نَيِّفْ

و إبني بِقُربي لِشَخْصِكَ نَرْكَعْ

و أضْرِبُهُ إنْ أبى أو تَمَنَّعْ

و إنْ راحَ يبكي

سَأُخبرُهُ إنَّ ( جَدَّكَ ) شَرَّعْ

فلا تَعْصِ أمراً

و إلا سَتلقى جَحِيماً

و كُنْ طائعاً تَلقَ جَنَّةَ ( جَدٍّ )

بها عِطْرُ وَرْدٍ تَضَوَّعْ ....

يُطيلُ السُّجودَ وليدي و يَخْشَعْ

***

مَسَحتُ دُموعي بِكُمِّ قميصي

و مازِلتَ تَمسَحُ دَمعاتِ أفراحِ عمرٍ

بمنديلِ حُزني المُقَطَّعْ

و أبني جُسُورَ الوِدادِ بهَمسةِ طِفْلٍ

و تَهْدمُها حينَ تسمعُ ثَرْثَرَةً ضِمْنَ مَخْدَعْ

و أزرعُ فوقَ الحُطامِ زُهوري

و تَزرعُ ..... لا .. أنتَ لا .. لستَ تَزرعْ

و يَفرحُ جُرحي إذا ما الغبارُ عليهِ تَرَبَّعْ

أيُعجبُكَ الجُرحُ إنْ صارَ يَلْمَعْ !!

أقولُ لجُرحِيَ أنَّكَ مِبْضَعْ

يقولُ زماني

سَلامٌ على الجُرحِ إنْ تاهَ مِبْضَعْ

***

وداعاً أبي

لا يُلامُ الرَّحيقُ إذا الوَرْدَ وَدَّعْ

و دَعني أُضَمِّدُ جُرحي بنفسي

و أنفُضُ عَنّي غُبارَ التَّمني

سَأُصبِحُ ربّاً لوحدي

و أعتِقُ إبني

و إنْ سَأَلَ الليلُ عَنّي فَقُلْ :

لستُ أدري

و إنْ سَأَلَ الحُزنُ عَنْكَ سَأخفي

أقولُ لهُ :

دَعْ أبي يَتَمَتَّعْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى