الأربعاء ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
في ندوة "الإعلام والتنمية"بمراكش
بقلم عبد الفتاح شهيد

أسئلة التحديث ورهانات الإصلاح

· افتتحت أشغال هذه الندوة العلمية بكلمة نادي الصحافة بمراكش، ألقاها الأستاذ الإعلامي والشاعرمصطفى غلمان، الذي عبر عن فرحه وسروره بهذا اللقاء. وأبدى أهميته الكبيرة، والاستناد في اختيار موضوعه لأساب كثيرة تقع في مقدمتها ضرورة استثمار دور الإعلام والتربية والتعليم في ماكينة التنمية، وأيضا رغبة النادي في إغناء النقاش حول العلاقة بين التنمية والإعلام. وانتهاء بتأسيس جبهة أخلاقية لمواجهة كل أشكال الغش والتدجين والشعوذة. ولن يكون ذلك إلا بعقد عدة شراكات تساهم جميعها في إبراز دور الإعلام وتفعيله في هذا المضمار.
· ثم ألقى الأستاذ محمد البندوري كلمة مؤسسة البشير، التي تحتفل بذكراها العشرينية، وذكر بوفائها طيلة هذه الفترة للعلم والمعرفة. معتزة بشراكاتها الفاعلة مع مختلف الفرقاء. واستغل المتدخل الفرصة للترحيب بالأساتذة المشاركين، والحضور، طالبا لهم مزيدا من التوفيق والعطاء.

· وبعد استراحة شاي، انطلقت أشغال الندوة العلمية بكلمة رئيس الجلسة الأستاذ عبد الواحد الطالبي الذي رحب بالحضور باسم نادي الصحافة، ليذكر بأبعاد المعركة التي تخوضها البلاد ضد الفقر والجهل ومختلف أشكال الإقصاء، ودور الإعلام المحوري فيها، وإستراتيجية النادي في هذا السياق. وأخيرا قدم المشاركين للحضور شاكرا لهم قبولهم الدعوة.

د.محمد مصطفى القباج : العلاقة الملتبسة بين الإعلام والتنمية.

بدأ الدكتور القباج مداخلته بالأسباب الثاوية وراء اختياره لهذا العنوان، والمحاور المقترحة لمقاربة الموضوع. أما المحور الأول فحدد فيه مفهوم التنمية منطلقا من التعريفات المطروحة، مبديا عدم معارضته لعموم ما جاء فيها، وخصوصا ما تكتنزه من أبعاد تحديثية وتجديدية. بينما حاول في المحور الثاني، الوقوف عند مفهوم الإعلام كمحتوى وكوسائط، مؤكدا على دوره في الانتقال من التقليدية إلى الحداثية عن طريق بث الأفكار والنظريات والمعلومات. إذ هو الآلة الرئيسية التي تسهم في بناء المجتمع، بما هو جهاز تربوي يساهم في نشر الأفكار النيرة ووسيلة لكشف المواهب في مختلف المجالات. أما في المحور الثالث فقد اختار الباحث التطرق إلى العلاقة الملتبسة بين الإعلام والتنمية والتي تتجلى أساسا في بعض الأدوار التي يقوم بها الإعلام عن غير وعي منه، من قبيل الإخلال بالأبعاد القيمية والأخلاقية. وقيامه بدور تركيز الهيمنة الخارجية، ثم زعزعة البنية الأسرية. ليخلص الباحث إلى أنه ليس مستريحا حين يتحدث عن الإعلام والتنمية، وخصوصا أننا لم نستطع بعد إقامة أسس سياسة إعلامية واضحة المعالم. ودعا أخيرا إلى ضرورة تفعيل البعد العقائدي في أي ممارسة إعلامية.

د. يحيى اليحياوي : جدلية الإعلام والتنمية بالمغرب.

وقد اختصر الدكتور اليحياوي هذه الجدلية في مدخلين : كمي ونوعي. أما المدخل الأول فهو مادي خالص لا يسائل التنمية ولكن يسائل النمو. إذ تؤكد مختلف الأبحاث والدراسات أن هنالك علاقة سببية بين الإعلام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. بينما يسائل المدخل الثاني، الأثر نفسه ويضيف البعد السياسي والثقافي. وهذا مدخل يتعامل مع الإعلام كرافد من الروافد لا غير. ثم ينتقل الباحث بعد هذه التوطئة إلى مناوشة بعض المفاهيم و القضايا. ووقف طويلا عند مفهوم الإعلام المتنوع الروافد والدلالات. ولذلك يقترح تعويضه بكلمة "المعلومات" لأن المعلومة هي المحرك الأساس للإعلام، ولا يمكن الحديث عن إعلام دون معلومات. ثم عرض لعلاقة الإعلام بالتنمية في المغرب، جازما بأنه معيق لها من جهة، معاق في حد ذاته من جهة أخرى. وتوقف أخيرا لعرض بعض ملابسات تأسيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري باعتبارها نموذجا للتلقائية التي تطبع المبادرات الرسمية في هذا المجال.

ذ. عبد العزيز بغداد : كيف نكتشف في أطفالنا شخصية الإعلامي؟

ينتقل الأستاذ عبد العزيز بغداد بالنقاش من الدوائر النظرية إلى الممارس في المجال التربوي، مقترحا العودة إلى تكوين الناشئة وتفعيل دور المؤسسات التعليمية لبناء صرح إعلامي سليم. محاولا الإجابة عن السؤال/المنطلق: كيف نكتشف في أطفالنا شخصية الإعلامي؟ إذ تحتاج هذه العملية إلى أدوات ووسائط وآليات فالمربي عليه أن يعرف أحوال متعلميه ودقائق مجاله والمناهج والمقررات وأنواع التقويمات عليها أن تلعب دورها لتحقيق هذا المبتغى فالنشاط القرائي والإذاعة المدرسية والمجلة الحائطية لها دور أساس، وأشاد المتدخل أخيرا بمبادرة وزارة التربية الوطنية المتعلقة بضرورة عمل المؤسسات التعليمية بطريقة المشاريع، لما سيكون لها من بعد إيجابي في هذا المضمار.

د. علي القاسمي: الثقافة رافد استراتيجي للتنمية.

اختار الدكتور القاسمي أن يخصص مداخلته للحديث عن التنمية، التي يقصد بها الاهتمام بالإنسان عن طريق توفير العناصر الأساسية: الصحة- التعليم- الرفاهية. والتي لم تحقق منها البلاد العربية إلى اليوم أي شيء. متسائلا عن الطريقة التي نخلق بها التقدم المنشود؟ وقد أوجز الباحث إجابته عن هذا السؤال في أسس ثلاثة: الأول: ديموقراطية حقيقية تطلق طاقات جميع الأفراد، الثاني: تعليم جيد يأخذ بالمعرفة العلمية والتكنولوجية، والثالث: استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج والخدمات وخصوصا تكنولوجيا المعلوميات والاتصال.

د. امحمد المالكي: أثر الفساد في الإعلام والثقافة.

انطلقت مداخلة الدكتور المالكي من مقاربات مفاهيمية للفساد والثقافة، ليعرج على دور الإعلام الفعال في تبليغ رسالة الثقافة، ويقف طويلا عند مختلف حيثيات هذه العلاقة حين تضطر الثقافة مثلا إلى أن تنزل عن كينونتها لمجاملة الإعلام، وكذلك المكاسب التي حققتها الثقافة عن طريق الإعلام، ثم عرض المتدخل بعض مظاهر الفساد المستشرية في المجالين معا. لينتهي إلى أن هناك علاقة تلازمية بين الثقافة والإعلام والتنمية من جهة والفساد والإفساد من جهة أخرى، ولذلك فمسؤولية الإعلام كبيرة في هذا السياق.

ذ. م الحسن هاشمي:

استهل الأستاذ هاشمي مداخلته بالعلاقة الذاتية الحميمة التي تربكه بموضوع الإعلام والتنمية والتي تعود إلى مرحلة الطلب، وانطلاقا من مجموعة من التحديات الاصطلاحية يخلص إلى أن التنمية لا تتحقق إذا لم تعتمد على الإنسان، الذي يقع في قلب أي عملية تنموية. ثم اختار العودة إلى دور المؤسسات التعليمية في هذا المجال، والتي يقع على عاتقها تكوين الإنسان الذي سينخرط في مجتمع الإعلام وعملية التنمية. وانطلاقا من مجموعة من الصور والاستعارات الحسية ينتهي الباحث إلى وضع خطة لتمكين المدرسة من استغلال أمثل للإمكانيات المعرفية والمنهجية الكبيرة التي يقدمها الإعلام.

وقد تلت العروض مناقشات مستفيضة تساءل خلالها المتدخلون عن الدور الأمثل للإعلام في تحقيق تنمية حقيقية، وعن دور الإعلام السمعي البصري خصوصا في النهوض بالعملية التعليمية، وتطرقوا لجل المحاور التي جاءت في تدخلات المشاركين.

ثم تفضل الأساتذة المتدخلون بالإجابة عن الأسئلة والتعقيبات شاكرين للحضور اهتمامهم بمحاور الموضوع وإضافاتهم المهمة لها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى