الجمعة ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم محمد جميح

نقطةُ النون

يا ربِّ روحيَ حارتْ من تَوَلُّهِِِِِِِِِهـا
حتى لقد أوشكـت بالتيـه تَتَّحِـدُ
أضرَّها أنها في العشـق هائمـةٌ
وما بواديهِ غيـرُ الطّيـن يتَّقـدُ
تدورُ من ظمأٍ فيـه إلـى ظمـأٍ
ومن فلاةٍ لأخرى مـا لهـا أمَـدُ
ومن بقايا طُلولٍ ليـس تعرفهـا
إلى بقايـا حـروفٍ كلُّهـا بـدَدُ
تُقرِّب الكاف من أسـرار همزتـهِ
ونقطةُُ النون عند القـربِ تبتعـدُ
ترى الفراغَ مليئاً بالوجوهِ ولكـنَّ
المقـامَ فـراغٌ مـا بـه أحــدُ
والجمعُ من حولها من غير مفردهِ
فأين تُدرِكُ فرداً مـا لـه عـددُ
آهٍ لها لم يَرُقْهـا أنهـا وجـدتْ
وراقها أنهـا تسعـى ولا تجـدُ
تريدُ لفظاً بلا حرفٍ تخوضُ بـهِ
خضمَّ معنىً تجلى ما لـه جسـدُ
معنىً هو المـاءُ إلا أنـه لهـبٌ
يُضـرِّمُ النـار َ إلا أنـهُ بَــرَدُ
من لم يَرِدْهُ فلا ينجـو بساحلـهِ
ولا سلامـةَ فيـهِ للـذي يَـرِدُ
معنىً هو البلدُ الموعودُ في لغـةٍ
تغرَّبت حيـثُ لا أهـلٌ ولا بلـدُ
معنىً هو الواحدُ الملتفُّ في عددٍ
من الحروف تساوتْ وهو مُنفردُ
يا ربِّ هذا مُقامُ الوجـدِ والهـةٌ
روحي بهِ.. مددٌ يا سيدي مَـدَدُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى