الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧

التلمود تاريخه وتعاليمه القسم الثامن من عشرة أقسام

ظفر الاسلام خان

التلمود مركب عجيب لآراء متناقضة أحياناً، وأمثال وأحكام. وهو يختلف مع التوراة كثيراً في أحكامه. إنه يعتبر الذين يؤمنون بما جاء في التوراة بشأن ذنوب أبناء روبين، وأبناء أيلي، وأبناء صموئيل أنهم على خطأ. إنه يبيح الربا، وتقديم الأطفال قرباناً للإله "مولوخ" رغم تحريم التوراة. إنه يبيح الغش، ويعلله بما جاء في التوراة: "مع الطاهر ستكون طاهراً، ومع المتمرد (النجس) ستكون كذلك"
(2 Sam. XXII.27) والحاخامات يعلمون شعبهم كراهية المسيحيين والأجانب، وبدلاً من أن يقولوا: "في حضرة الملك" يقولون: "في حضور الكلب" (2)! وأي يهودي يشهد ضد يهودي آخر أمام أجنبي، يلعن ويسب فيه علانية. واليهودي يتحرر من أي يمين يقسمها مع الأجنبي. ولا يجوز لأحد الأطباء اليهود معالجة الأجانب إلا بقصد الحصول على المال، أو للتمرن على المهنة. ولا يجوز له إنقاذ أرواح الأجانب في مواسم الأمراض، وزواج الأجانب ليس بزواج، ولحم جزّاريهم ليس إلا جيفة، ولا يجوز دعوة الأجانب الى داخل البيوت اليهودية، ولا ينبغي رد الأشياء التي يفقدها الأجانب؛ وإذا نطح ثور اليهودي ثور الأجنبي، لا يلتزم اليهودي بشيء، ولكن إذا نطح ثور الأجنبي ثور اليهودي وجب على الأجنبي دفع التعويض عن الضرر الذي أصاب ثور اليهودي. ويقال عن أحد الحاخامات أنه باع بعض الأشجار لأحد الأجانب، ثم أمر خادمه بأن يقطع بعض الأغصان قائلاً: "إن الأجنبي يعرف عدد الأشجار، ولكنه لا يعرف ضخامتها وعدد أغصانها".

وما أصدق ما قاله الدكتور جوزيف باركلي عن التلمود:

"Some of its sayings are extravagant, some are loathsome – and some are blasphemous. But mixed as they are together, they form an extraordinary monument of human industry, human wisdom and human folly".

"بعض أقوال التلمود مغالٍ، وبعضها كريه، وبعضها الآخر كفر، ولكنها تشكل في صورتها "المخلوطة" أثراً غير عادي للجهد الإنساني، وللعقل الإنساني، وللحماقة الإنسانية" (1).

* * * *

"فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية، يحرفون الكلام عن مواضعه، ونسوا حظاً مما ذكروا به" (1)، "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون هذا من عندالله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" (2).

"أفتؤمنون ببعض الكتب، وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا، ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب، وما الله بغافلٌ عما تعملون" (3).

* * * *

وأود أن تكون خاتمة هذا البحث تلك الكلمات الدامغة التي قالها الدكتور حسن ظاظا، أستاذ العبرية بجامعة الإسكندرية:

"قد يستطيع الإنسان تزييف الحقائق، وقد يسهل عليه أن يكذب ويكذب حتى يصدق هو نفسه كل أكاذيبه، وينسى أنه مخترعها الأصلي. ولكن رغم هذا يبقى دائماً شيء واحد: الكلمة المكتوبة منذ آلاف السنين، والاثار التي تحدد بالضبط عمر الأشياء وعمقها، ومخطوطات التاريخ التي تظل دائماً هي المرجع وكلمة الصدق الوحيدة التي لا تميل مع أهواء البشر. وحتى إذا حدث ومالت، فبين سطورها تستطيع الحقيقة دائماً أن تجد لها مكاناً".
"وعدونا الإسرائيلي حاول كثيراً أن يزيف ويخدع ويبتز العواطف والأموال والمعونات، وما زال يفعل متجاهلاً وناسياً أن مخطوطاته هو وآثاره وتلموده وكتب تفسيره تروي بلغته العبرية حكايات وحكايات تفضح كل محاولاته، تفضح وجوده وتاريخه وتراثه وحقه المدعى في الأرض المغتصبة. . . ومن الغريب، فعلاً، أنهم لم يحرقوها أو يدمروها، كما فعلوا بغيرها، وتركوها تقول كلمة صدق في صف آخر غير صفهم" (1).

(1) كتاب Hebrew Literature، ص 29 -30.

(2) ما زال اليهود يصرون على هذا الاعتقاد وقد ظهر ذلك جلياً في اختلاق فكرة "الولاء المزدوج" حيث يدعون الولاء للحكومات التي يقيمون فيها ولإسرائيل بينما ولاؤهم الفعلي الحقيقي لإسرائيل فقط كما أثبت سلوكهم في حرب حزيران 1967 وما بعدها حيث ترك الكثيرون أعمالهم والتحقوا بجيش إسرائيل.

(1) كتاب Hebrew Literature, p. 17، وكذلك كتاب (التلمود) للدكتور باركلي.

(1) سورة المائدة، 13.

(2) سورة البقرة، 79.

(3) سورة البقرة، 85.

(1) حديث لـ "أخبار اليوم"، القاهرة، "لغة العدو – ماذا تقول؟" عدد 18/7/1970.

ظفر الاسلام خان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى