الاثنين ٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم جميل حمداوي

دفاعا عن الدكتور محمد قاسمي والدرس البيبليوغرافي

1- مدخل إلى الدرس البيبليوغرافي:

كثير من الناس يعتقدون أن العمل البيبليوغرافي عمل سهل يشبه عمل المكتبي الذي يهتم بوضع لوائح الكتب وأسماء الناشرين ويحدد أثمنتها وقوائم المطابع وأرقام هواتفها. وهذا ينطبق كثيرا على عمل المحقق الذي يستسهله كثير من الدارسين والباحثين على الرغم من أن هذا العمل شاق وصعب يتطلب من الدارس جمع النسخ العديدة ومقابلتها وتوثيقها واختيار النسخة الأقرب إلى الصواب، ثم تصحيح أخطائها بالمقابلة مع نظيرتها في النسخ الأخرى. وينهي المحقق عمله بتحليل العمل وتقويمه مضمونا وشكلا، ثم نشره مطبوعا في المرحلة الأخيرة ليصل إلى المتلقي منقحا ومهذبا. أما الدرس البيبليوغرافي فهو أول درس ينبغي أن يلتجئ إليه الناقد والباحث والمبدع على حد سواء قبل الشروع في أي عمل أدبي أو فني أو ثقافي لمعرفة الجذور الجنيالوجية للعمل الأدبي وأصوله الأولى ومراحل تطوره وسيرورة التأثير والتأثر ومعرفة اللاحق من السابق قصد استنتاج الأحكام بناء على التحقيب والتصنيف والتقويم وملاحظة المعطيات الموازية التي تتمثل في سياق الطبع والنشر والتوزيع وعدد الطبعات.

ولكي ينجز العمل الببليوغرافي المحترم علميا وأكاديميا لابد للدارس أن تكون له مكتبة عامرة بالكتب والمصادر والمراجع، وأن يكون له أرشيف من المجلات والصحف والمطبوعات ، و أن يتحلى بقدرة هائلة من العزم والهمة والإرادة القوية على التتبع والارتحال والتنقيب في المكتبات الخاصة والعامة مع التسلح بالصبر الجميل والتوكل على الله. ولن يحقق البحث العلمي ثمراته المرجوة منهجيا إلا بتحديد الببليوغرافيا بكل دقة وضبط عن طريق ذكر المصادر والمراجع التي سبقت إلى تناول الموضوع في مجال معين. ويعني هذا أن العمل البيبليوغرافي يستند إلى عدة خطوات أساسية وهي : جمع الوثائق والمصادر والمراجع سواء أكانت ورقية أم رقمية، وتحديد موضوع البيبليوغرافيا، وملاحقة المادة وملاحظتها، وقراءة المعطيات الوثائقية، وتحديد منهجية الترتيب والتصنيف وذلك بالاعتماد إما على التحقيب الدياكروني وإما الاعتماد على المعطى الوصفي، زد على ذلك إبراز السياق الزمني والمكاني وتوصيف المبدع بيوغرافيا بذكر اسمه ومولده ونشأته مع تحديد جنس كتابه وطبيعة عمله اعتمادا على نظرية الأدب في التجنيس وتصنيف الأنواع. كما يتم التركيز أيضا على تحديد طبعات الكتاب المصنف وعددها وأسباب تعددها وأهمية الكتاب في مسار التحقيب والتطور الإبداعي. وينهي الباحث عمله بعد ذلك بتدبيج مجموعة من الخلاصات والنتائج المتعلقة بمجموعة من المعايير النقدية والبيبليوغرافية كالمعيار الزمني والمكاني والكمي والدلالي والفني والوظيفي التي اعتمدها الباحث في عملية الوصف والملاحظة والتصنيف والتقويم. وبعد ذلك يأتي الدارس سواء أكان ناقدا أم باحثا ليجد المعلومات جاهزة فيبدأ في التمطيط والتوسيع والمقارنة والاستنتاج. وكل ما يقوم به هذا الدارس هو من فضل عمل البيبليوغرافي ودأبه الشاق المضني. ونأتي، نحن القراء أو السامعين، في الأخير لنقول كلاما غير مسؤول وغير علمي بأن البيبليوغرافيا عملية سهلة يهرب إليها الخاملون لسرد المصادر والمراجع. وهذا الحكم خاطئ وليس موضوعيا ينم عن جهل صاحبه وتسرعه في إصدار الأحكام.

1- الدرس البيبليوغرافي في المغرب:

تتعدد أنواع البيبليوغرافيات بتعدد المجالات والعلوم والمعارف والاختصاصات واللغات، ولكن المجال الذي يهمنا هو الدرس الأدبي والفني بكل أنواعهما : الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرح والنقد والسينما والتشكيل... ولقد ارتبط الدرس البيبليوغرافي بالدرس الجامعي بما فيها بحوث الإجازة والماجستير والدكتوراه. لذلك ظهرت البيبيلوغرافيا مع ظهور الجامعة المغربية والدرس الأدبي. فكان الباحث ينطلق في بحثه من رصد المراجع والمصادر وذكر كل من سبقه إلى موضوعه تحقيبا وتقويما. وأصبح العمل البيبيليوغرافي أول خطوة للانطلاق في البحث والدراسة والنقد ، ولابد من العودة إلى كتب البيبليوغرافيا لإعداد الإجازة والرسائل والأطروحات الجامعية.

ولقد انتشرت في المغرب كثير من الدراسات البيبيليوغرافية في العقود الأخيرة من القرن العشرين الميلادي ، وإن كانت البيبليوغرافيا قد ظهرت في فترة مبكرة في مصر ودول الشام . ومن أهم البيبليوغرافيين المغاربة نذكر: عبد السلام التازي ( الأدباء المغاربة المعاصرون)، وعبد الرحمن طنكول( الأدب المغربي الحديث)، وعبد القادر الشاوي( الرواية المغربية)، ومحمد بوشيخي( الرواية المغربية)، ومصطفى يعلى ( الرواية المغربية)، وإبراهيم الخطيب ( الرواية المغربية)، وحسن الوزاني (الشعر المغربي الحديث)، وعبد الرحيم العلام ( الرواية المغربية)، ومحمد الدغمومي (الرواية المغربية)، وسعيد علوش ( الرواية المغاربية)، والأمين الخمليشي (القصة القصيرة)، وحميد لحمداني( الرواية المغربية)، ومحمد إدارغة (الرواية المغربية)، وعبد الواحد معروفي ( دليل الشعراء المغاربة)،وصلاح بوسريف ( ديوان الشعر المغربي المعاصر)، والعربي بنجلون( كتاب أدب الطفل)، وعبد النبي ذاكر(كتاب أدب الرحلة)،وحنان بندحمان( الشعر المعاصر)، وجميل حمداوي(الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف)، ومصطفى بغداد(المسرح)، والمهدي الودغيري(المسرح)،ومصطفى المسناوي ( السينما المغربية)، وعفيف بناني والسجلماسي وعبد الكبير الخطيبي ( الرسم وفن التشكيل)....

3- الدكتور محمد قاسمي والدرس البيبليوغرافي:

يعد الدكتور محمد قاسمي بدون مبالغة أو إطراء المؤسس الحقيقي للدرس البيبليوغرافي في الجامعة المغربية على الرغم من وجود جهود سابقة في مجال البحث البيبليوغرافي وخاصة العمل الرائع الذي قام به عبد الرحمن طنكول ألا وهو" الأدب المغربي الحديث"؛ لأن محمد قاسمي أرسى هذا العمل على منهجية علمية أكاديمية جادة تنبني على جمع المادة وتصنيفها وتحقيبها وتوثيقها وتقويمها والاعتماد على النفس الطويل في التنقيب و"الأرشفة" ومتابعة الجديد والخوض في كل الأجناس الأدبية. كما تمتاز بيبليوغرافيته بالأناة والروية والاتساع الشامل وتنقيح المادة وتهذيبها أثناء الجمع والإعداد والتقويم والدراسة، والانفتاح على كل الأجناس الأدبية من شعر وقصة قصيرة ورواية ومسرح ونقد ، بل يبحث أيضا في الأدب المغاربي والأدب الشعبي و الأدب النسائي. ومن هنا يمكن القول بأنه الدارس الوحيد الذي تخصص في الدرس البيبليوغرافي عربيا مع التوسع والانفتاح على مجالات أجناسية متنوعة. و بهذا يكون قد نفع الأدب العربي ونقده بصفة عامة والأدب المغربي بصفة خاصة نفعا كبيرا بكتبه البيبليوغرافية الممتازة والمشرفة علميا، وأسدى للدارسين خدمات عظمى لا يمكن الاستهانة بها أو الحط منها . ولا ننسى خصلته الأخلاقية الرفيعة أنه يحب العمل في فريق ثنائي أو جماعي، يعلم طلبته في جامعة محمد الأول بوجدة مع ثلة من زملائه المجدين كيف يبحثون ويوثقون ويعدون دراساتهم الجامعية اعتمادا على التوثيق الببليوغرافي كخطوة أولى في مجال البحث العلمي والدراسة الأكاديمية الممنهجة الرصينة. ويكفيه فخرا أن يكون أكثر إنتاجا وغزارة على مستوى التأليف الببليوغرافي تصنيفا وتخصصا وتنوعا في المشارب ودراسة الأنواع والأجناس الأدبية. ومن أهم كتبه الببليوغرافية الثرية في مادتها وطريقة عرضها جمعا وتصنيفا:

1- بيبليوغرافيا الشعر العربي الحديث والمعاصر بالمغرب ؛

2- بيبليوغرافيا القصة المغربية؛

3- سيرورة القصيدة؛

4- بيبليوغرافيا الرواية المغرية؛

5- بييليوغرافيا المسرح المغربي باشتراك مع أستاذي الفاضل الدكتور مصطفى رمضاني؛

6- ديوان المغرب الشرقي الشعري،

7- ببليوغرافيا المبدعات المغاربيات بالاشتراك مع الدكتورة زهور كرام؛

8- بيبليوغرافيا الرواية العربية في الجهة الشرقية من المغرب بالاشتراك مع جميل حمداوي.

وكل من يتأمل هذه الترسانة من الكتب والبيبليوغرافيات فإنه سيخرج بانطباع واحد هو أن الدكتور محمد قاسمي إنسان مجتهد وجاد في عمله، وباحث دؤوب يحب العمل الجماعي، و يعتمد على الفريق التربوي كما في الدول المتقدمة كتقنية بيداغوجية وديداكتيكية لجمع المادة وتوثيقها وتصنيفها وتقييمها. وهذا شيء محمود فعله، ومشكور صاحبه، وسيجني الكثير من الفوائد طالبه، وسيستفيد كذلك من ثماره قارئه. كما يعوّد أستاذنا الفاضل طلبته على العمل المضني والتنقيب الشاق والجمع الإحصائي المنظم معتمدين في ذلك على منهجية الأستاذ في البحث والمقارنة والاستنتاج. ومن المعلوم أن للدكتور محمد قاسمي منهجية ببليوغرافية خاصة به تعتمد على الخطوات التالية:

1- تصنيف المبدعين حسب الحروف الأبجدية؛

2- ذكر العناوين مع تحديد مكان النشر وزمنه ومختلف طبعات الكتاب والتركيز على حجم الكتاب وعدد صفحاته؛

3- التحقيب الإحصائي من خلال التوفيق بين المعيارين: الكمي والزمني بشكل متقاطع، أي إنه يرسم الجداول والمنحنيات الإحصائية لكي يعرف كم العناوين في علاقتها بالإيقاع الزمني؛

4- رسم هندسة الفضاءات الطباعية التي تولت الطبع والنشر والتوزيع لمعرفة خصوصية العناوين وانفتاحها على ماهو محلي ووطني ودولي؛

5- تصنيف الشعراء وتوصيفهم وتأطيرهم كما وكيفا.

6- ترتيب المبدعين والكتاب حسب عدد أعمالهم ووضعية التأليف ( تأليف فردي أو مشترك ثنائي أو جماعي)؛

7- وضع فهرسة قائمة على العناوين والمؤلفين وأرقامها التصنيفية في علاقتها مع صفحة الكتاب؛

8- المزاوجة بين التصنيف الأبجدي والتصنيف الزمني الدياكروني التحقيبي؛

9- الاستعانة بالإحصائيات والجداول والبيانات؛

10-القراءة الاستنتاجية والتقويمية اعتمادا على ما توضحه الرسومات والجداول والبيانات؛

وعليه، فلقد أصبح الدكتور محمد قاسمي مرجعا في الدرس البيبييلوغرافي الحديث والمعاصر، لايمكن الاستغناء عنه في إعداد الأبحاث والدراسات إطلاقا، وهذه ميزة كبيرة تشرف صاحبنا المجتهد و يشكر عليها أيما شكر وثناء. و لا يمكن شخصيا أن أشتغل في أي موضوع يتعلق بالأدب المغربي إلا وكتب محمد قاسمي حاضرة أمامي أنهل منها وأستفيد من معينها . وكل باحث يريد أن يشتغل في الببليوغرافيا لابد أن يعود إلى كتبه القيمة التي أصبحت مصادر لا يمكن التفريط فيها أو التخلي عنها أو تجاوزها. ولما وضعت بيبليوغرافيتي المتواضعة حول الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف لم أجد أمامي سوى كتب أستاذي الجليل الدكتور محمد قاسمي لأستفيد منها منهجيا من أجل وضع بيبليوغرافية أكاديمية محترمة. ولا أبالغ إذا قلت بأن أستاذنا الجليل سيكون بمشروعه الرصين هذا - إن شاء الله في المستقبل القريب أو البعيد- هو رائده بامتياز في العالم العربي مادام يؤسس الدرس البيبليوغرافي على أسس علمية و قواعد منهجية مضبوطة ومرتكزات موضوعية وخطوات ثابتة. ونتمنى أن يسير الباحثون العرب على منواله في التصنيف والجمع والدراسة والتقويم. ومن نافلة القول أيضا: إن الدكتور محمد قاسمي هو المؤسس الفعلي للمدرسة البيبليوغرافية المغربية بدون منازع نظرا للجهد الموسوعي الكبير الذي يتجلى في تحبيره لمصنفات عديدة وكتب مفيدة في أجناس أدبية شتى، ولاينكر جهده المشكور ذلك إلا جاحد له حسابات شخصية مع أستاذنا القدير، ويغلّب في أحكامه الطائشة ما هو ذاتي على ماهو موضوعي وعلمي.

6- الدكتور محمد قاسمي في الميزان:

بعد هذا الجرد لمؤلفات الدكتور محمد قاسمي يتبين لنا المكانة العلمية التي يحظى بها صاحبنا و لاسيما أنه أفاد وما يزال يفيد كثيرا من الطلبة والباحثين في مجال الدراسات البيبليوغرافية والأدبية ، ويسهّل عليهم عملية الجمع والتصنيف، ويقدم لهم النتائج في طبق من ذهب ليبتلعها الدارسون بكل سهولة ويسر بدون تعب أو شقاء. ومن ثم، ينبغي أن نضع أيدينا في يدي الدكتور محمد قاسمي مصافحة وتنويها بأعماله الجبارة التي لايقدرها إلا من مارس العمل البيبليوغرافي واحتك بالدرس الأدبي. ولابد من تكريم جدير لهذا الدارس المجتهد والوقوف له احتراما وتبجيلا قصد الاعتراف بمجهوداته العظيمة ، فمن لايشكر الناس لا يشكر الله. ولكننا وجدنا في هذه الأيام الأخيرة في بعض المواقع الرقمية حملات شعواء على دكتورنا المحترم يشعلها طلبة كلية وجدة من ذوي النفوس المريضة التي بدأت تلاحقه بالتعيير والسب والشتم والتقريع والهجاء والتلفظ بالكلام البذيء الذي يتنافى مع أخلاق الإسلام وأهدافه السامية. ونحن نعرف جيدا ماذا يقول الإسلام في احترام العلماء وتبجيلهم مهما كانت أخلاقهم ومواصفاتهم. فكيف يجرؤ هؤلاء الحقودون على استعمال ألفاظ سوقية بذيئة لا علاقة لها بأخلاق الإسلام في التعامل مع الآخرين؟ ونستغرب كيف يسمح لهم ضميرهم أن يكتبوا تعليقات في موقع " واحة الشعر" على ألسنة الدكاترة الفضلاء المحترمين كالدكتور مصطفى رمضاني والدكتور يحي عمارة والدكتورة زهور كرام ليدخلوهم في وسط معركة خبيثة لإثارة الخصومات والشقاق بين الأصدقاء الإخوة وهم لاناقة لهم في هذه المعركة ولاجمل. هل هذا هو الأسلوب المفضل الذي ينبغي أن يستعمله المثقفون في تصفية الحسابات الشخصية مع أساتذتهم وعلمائهم؟! هب جدلا أن الأستاذ قد أخذ كل المعلومات من طلبته ونسبها إليه واستثمر نتائج أبحاثهم كما يزعمون، فهل هناك دليل قاطع يدل بشكل موثق على ذلك؟ وهل في هذا عيب عندما يساعد الطالب أستاذه في البحث والتنقيب مادام يشتغل مع طلبته في إطار فريق عمل؟ وهل يمكن للطالب المبتدئ أن يستخدم المنهجية الببليوغرافية بالطريقة التي يستخدمها أستاذه محمد قاسمي، ونحن نعلم جيدا أن الطالب الجامعي مازال يخطئ ولايمكن له أن يكتب صفحات بدون أخطاء منهجية وتنظيمية دون أستاذه المشرف الجدير بالاحترام؟! ومن علّمهم البحث البيبليوغرافي وطريقة الجمع والتصنيف، هل خلقوا من أرحام أمهاتهم وهم مزودون ببديهيات التوثيق البيبليوغرافي؟! ومن الطبيعي جدا أن يجمع الطالب المادة لأستاذه المشرف عليه لكي يستثمرها علميا في مشاريعه المستقبلية بمنهجه وطريقته الخاصة لأن اليد الواحدة لاتصفق في مجال البحث العلمي. وهذا شيء جار به العمل حتى في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية التي يشتغل فيها العلماء مع طلبتهم في إطار فريق عمل. فلا يعقل أيضا أن يتعامل الطالب مع أستاذه الذي علمه كيف يفك حروف الأبجدية بهذه الطريقة المشينة من سب وتهديد وشتم وحصار. فهل علمنا الإسلام أن نجازي أساتذتنا بهذا السلوك الدنيء مهما كانوا قساة أو مذنبين؟ وقد صدق من قال: من علمني حرفا صرت له عبدا. وأطلب من رؤساء المواقع الرقمية ألا ينشروا التعليقات غير الأخلاقية التي لا نستفيد منها شيئا سوى إثارة السخرية الكاريكاتورية التي تحطم الإنسان البريء بينما أعداؤنا يسخرون منا ويقتنصون عيوبنا ويسجلون زلاتنا لكي يشهروا بنا ازدراء وحقارة. وعلينا أيها الإخوة الأحبة أن نترك لغة الذبح والقتل والتحطيم أثناء خلافاتنا الشخصية، وأن نهتم بالعمل ونترك الشخص مهما كانت عداوتنا بالغة. وعلى المسلم أن يستر أخاه المسلم وألا يفضحه قذفا واتهاما، وعقوبة القذف في الإسلام بدون سند شرعي وخيمة عند الله في العاجلة والآجلة... وعلينا أن نشجع علماءنا وأن نثمن تجاربهم وأن نبارك خطواتهم كما يفعل الأجانب وأن ننوه بمجهوداتهم وأن نبتعد قدر الإمكان عن الحقد والحسد والتلذذ بأخطاء الآخرين . فيالتعاسة أولئك الذين يفرحون عندما يقتنصون أخطاء أساتذتهم وعلمائهم وشيوخهم ليعلنوا انتصارهم على شاعر أو كاتب أو دكتور، فيفرحون بذلك وينتشون افتخارا كأنهم ولدوا من جديد و أصبحوا بذلك فعلا نقادا من العيار الثقيل! بينما لايعلمون أن الباحث الجاد هو مجرد إنسان ناقص وكائن بشري يسهو وينسى ويخطئ. وقد قيل عن علم وحكمة: من الأخطاء يتعلم الإنسان.

خاتمــــــــة.

أتمنى من خلال هذا العرض أن أتوجه بنصيحة لكل القراء الأعزاء بكل تواضع ومحبة فأقول لهم :ماذا سنستفيد من نبش أعراض الآخرين والاستعلاء على أساتذتنا الأجلاء؟ فهل يكون جزاء باحث كرس حياته في إنتاج الكتب وسهر الليالي في البحث والكتابة وغامر بكل مالديه و ما يملكه من نقود ليطبع الكتب كي يستفيد منها القراء الأفاضل أن نكايله بالشتم والقدح والقذف ظلما وتعييره ذما وحطا من كرامته؟! فهل هذا هو الجزاء الأوفى أم هو جزاء سنمار؟! هل هذه هي أخلاق الطلبة الجامعيين المحترمين في التعامل مع الدكاترة المجتهدين الجادين كالدكتور محمد قاسمي البيبليوغرافي الكبير في المغرب وخارجه ؟! إذاً، علينا أن نوقف هذه المهزلة التراجيدية التي تحاك في الكواليس ضد الأستاذ محمد قاسمي ويذهب ضحيتها كثير من الدكاترة الأعزاء الفضلاء . وعلينا أن نبتعد عن لعبة القط والفأر وأن نظهر وجوهنا وأسماءنا وألا نختفي خوفا وتسترا وراء الأقنعة، وننتحل أسماء أساتذة جامعيين محترمين لنضرب بعضهم ببعض. نرجو من الله أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، وأن يتوب علينا، وأن يغفر لنا زلاتنا، ويمحي سيئاتنا ويستبدلها بالحسنات، وأن يزيل من قلوبنا كل الشرور والضغائن والأحقاد. آمين! آمين! آمين يارب العالمين!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى