الثلاثاء ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم رنا فضل السباعي

رسامو الغيب وملونوه

أدرك بأننا أصحاب المحابر التي منها نرسم بعض خطوط المستقبل ، ونلونها بألوان تعجب أبصار طموحنا فإذا ما تحققت ننتصر لزرعنا الذي أنتج وإن لم تبصر النور نكون على الأقل حاولنا ويكفينا شرف المحاولة...

القدر ليس ملكنا ولا يحوطه علمنا مهما وسع، قد نتوقع ، قد نحلل ، قد نستنتج ولكن ما للحاضر للإنسان وما للقدر يوفق طاقة معرفته . لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أن لا نعمل في حاضرنا لنؤهل قدوم مستقبلنا بصورة قد تخفف من حدة القدر في قسوته أو تزيد أثره الحسن . . .

عندما نخطو أي خطوة يفترض بنا أن نعلم بأنه لا يمكن أن نخطوها بأكثر من الطاقة التي نملكها أو أن نتوقع منها نتائج أكثر من التي تقدمه هي لنا من خلال المعطيات التي أمامنا وما يبقى هو محض إفتراضات.. قد تكون وقد لا تكون

عندما نعلم أن ما هو أت من القدر آتٍ لا محالة ، وما هو مرسوم لكل منا سوف يطاله شئنا أم أبينا ، ألا يفترض أن نجد طريقاً تخفف عنا هول المجهول وتساعدنا على الأعتقاد بأن الحياة جسر مهما وعرت الطريق وبأننا قادرون على إجتياز الوعرات طالما لدينا روح الأمل تبث فينا القدرة على التخطي والمضي وأن نوراً أعلى يسكن بداخلنا كلما إقتربنا من مصدره ، فكيف لا نحاول الإقتراب ونحن لدينا الفضول لمعرفة ما سيحمله الغد وبعده وبعده ...

قد نرى الأشياء ذاتها بصورة مختلفة ، وذلك يعود لعمق النظرة ومدى قربها من أحد أو بعض العناصر المؤثرة فيها ، فهو أحبها لأن روحه إلتئمت وروحها فحلقا سوياً في عالم الحب دون أن يسـتئذنا عدد السنين التي بينهما وهي إثنين ، هما يعلمان أنها عنصر من العناصر التي يجب أن تكتمل مع غيرها حسب ما رسمته التقاليد والأعراف حتي تنبني الموافقة أو الرفض أما شرعاً فهي تضع نصب أعينها كلمة الرسول (ص) "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وإلا تكن فتنة في الأرض" . هو غير مؤهل للزواج نعم ، ليس لديه ما يكفي ليتقدم لطلب يدها بنظر أهله ولكن ... ألا يجب أن نسعى ليسعى الله معنا وييسر أمرنا.... ولكن مرة أخرى التقاليد التي تفرض عليه أن يدخل بيوت الناس وهو على درجة مبالغ فيها من المال بالنسبة الى مجرد خطبة ... وإلا كيف ستكون صورة العائلة الثرية . !!

إنها تبعد عنك بسنتين ، فكيف ستراها بعد عددٍ من السنين قد تكون السنتين خميرة تجاعيدها التي تسبقك فتراها غير من أحببت لا بل قد تندم وتقول يا ليتني كنت بعيد النظر أكثر من ذلك أما الحب ... فسلاماً لقلوب أحبت هو الشكل وما ستبدو عليه بعد سنين ..

فوضت أمرها لرب العالمين فهو أكبر من كلامهم ، مؤمنة بأن القدر آتً سواء مع من أحبت أو لا فقط تؤمن بالله ويكفيها ذلك ليمنحها الهدوء عند الإفتراق أو الشكر عند الإرتباط فليذهبوا وإعتراضاتهم الى حيث النفوس المريضة قابعون والمتمسكون بالدنيا كأنهم ملوكها الخالدون....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى