السبت ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم جميل حمداوي

قراءة في المجموعة القصصية "الفزاعة" لسعيد غوردو

تمهيد:

يعد عبد العزيز غوردو من الكتاب المتميزين في مجال القصة القصيرة بلغته الموحية ومستنسخاته التناصية الثرية وكتابته الأدبية العاشقة. بيد أن أهم ما يمتاز به سعيد غوردو عن غيره من القصاصين في مجموعته القصصية" الفزاعة" انطلاقه من رؤية فلسفية تتشابك فيها السريالية والوجودية لتأبين الإنسان المعاصر الذي حنطته الماديات في هذا العالم المنحط الذي ضاعت فيه القيم الأصيلة والمثل العليا. و من يقرأ قصص هذه المجموعة التي دبّجها الكاتب القدير سعيد غوردو فإنه سيحس بالمتعة الشبقية والتلذذ الإيروسي في تعامله مع النصوص المفعمة بالرمزية والتفلسف العميق، ومن جهة أخرى سينساق مع تداعيات التطهير وآثار المأساة الإنسانية. إذاً، ماهي خصائص هذه المجموعة القصصية دلالة وصياغة ومقصدية؟ هذا ما سوف نكشف عنه القناع أثناء سفرنا بين دهاليز هذه المجموعة القصصية الرائعة بعوالمها الفنية الفاتنة.

1- المستوى الدلالي:

تضم "الفزاعة" التي ألفها عبد العزيز غوردو ثماني قصص قصيرة وهي: "بين الحلم والموت" و"الفزاعة" و"قطار السادسة مساء" و"الموؤودة" و"المجذوب" و"آخر المقامات" و"السيد السنونو" و"وصية منتحر". وتتفاوت هذه القصص في القصر والطول وتجمع بين التجريب والتأصيل. وهناك بعض القصص التي يمكن تحويلها إلى رواية قصيرة مثل قصة "آخر المقامات".

ينطلق الكاتب من نظرية التلقي لفضح أسرار الكتابة السردية وكشف أوهامها وإشراك المتلقي في متنه القصصي وبناء عالمه التخييلي، ويذكرني الكاتب ببريخت المخرج الألماني الذي كان يفضح اللعبة الركحية أمام الجمهور اعتمادا على نظرية التغريب والتباعد لكي يبعدهم عن الإيهام الدرامي والتقمص النفسي وتحريض المتفرج على النقد والجدل السياسي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى