الأربعاء ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم صلاح عليوة

أنشودة الملك المخلوع

"لا.. أنتِ لا تدرينَ كم أنتِ جميلةْ"
أو هكذا قلتُ
لأمضي
في طريقٍ
هائلِ الأحزانِِ
مكتفيا بأوهامي
وأحلامي القليلة
 
وبرغم أني
مذ رأيتكِ
كنتُ أدري
أن جدرانَ قلاعي
سوف تهوي
أن تلك النظرةَ الحوراءَ
سوف تقودني
لمهالكٍ
بمسالكِ الحزنِ الطويلةْ
 
وبرغم أني
كنت أدري
أن أقوامي ستهجرُ ساحتي
وبأن أطيارَ الغناءِ
ستبرحُ الأغصانَ...
أن رعونةََََ الصمتِ
ستربضُ فوق أشجارِ الخميلةْ
 
وبأنني سأزولُ عن قصري
ومجدِ ممالكي
لأهشَ في الوادي
على قطعانِ حِملاني
وأغنامي الهزيلة
 
"لا .. أنتِ لا تدرينَ كم أنتِ جميلةْ"
قد كنتِ تخفينَ المكائدَ
تحت رمشٍ ناعسٍ...
من تحت صمتٍ
مترعٍ ببراءةِ الحملِ الخجولة ْ
 
وبرغم أني قد تصفحتُ
تواريخَ الغوايةِ
واستمعتُ لنصح قيصرَ
بعد قيصرَ
حينما انزلقوا لأعماق الهزائم ِ
مترعين بسحرِ كأسٍ
من زجاجات كيلوباترا الوبيلةْ
 
وكأنني أنساقُ نحو مصيريَ المحتومِ
فوق أكفِ أقداري
لأهوي في شباكٍ من نواياكِ
أسيراً ...
ليس لي في الأمر حيلة.
 
"لا .. أنتِ لا تدرينَ كم أنتِ جميلةْ"
فإليك ما جمّعُته في رحلتي
بعد ارتحالي في بحارِ الليلِ ..
من بعد انتصاراتي المجيدةِ
وانكساراتي النبيلةْ
 
إني أراها الآنَ
أطيافَ سرابٍ..
ترهاتٍ ..
سوف تهوي
فوق كفيكِ رماداً ..
بعضَ أحجارٍ
وأصدافٍ قليلة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى