الاثنين ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم لمجيد تومرت

مرثية النور الهارب

أأبكي فقدك أم أبكي يتمي؟؟
يا راحلة عن عيني بدون استئذان.
أبدا ..لن ترحلي عن عيني و وجداني.
لو كنت أعلم أن موعدك قد حان.
و أنت تركضين وراء بصيص النور الهارب
خلف نتوء الأعوام ،
كنت منحتك عيني
كي أرى الدنيا بصفاء الروح فيك
فقد لوثت روحي رحلة العطش و الأحزان
قبل أن أرتوي منك ..
فما زلت الطفل الذي انتزع من حضنك
فتمرد على الفطام.
لكني أضفت، على حين غرة،
إلى لائحة الأيتام.
أقدر أن يكون لقاؤنا الأخير مع الموت ؟؟؟..
و أن أسوقك إلى مقصلته ؟؟
كانت أصابعك ترتعش في كفي
و نحن نصعد سلم المنية،
ليثي ما نزلت، و أتممت معك الصعود.
كنت أحلم بلقاء يتجدد فيطول،
أغيب زمنا فأهفو إليك .
نلتقي ..نفترق كعادتنا عند رصيف المحطة.
يودعني منديلك
قد بلله دمع الشوق يسبق الفراق .
قدري يا أمي،أن أسوقك إلى القبر
في آخر لقاء.
ليثني أخلفت الموعد كعادتي
و عشت معك في لقاءات الأحلام .
أكان لابد أن يستوي البصر و العمر
كي يخفيك عن عيني هذا القبر ؟؟؟
اكتمل اليتم برحليك ،
فمن تكون أمي ...
و أنا الطفل الذي شاخ قبل الأوان؟؟؟
كان عليك أن تتحملي الجرح ...
هيهات أن تتحملي...
و هن الجسم الذي أثخنته الجراح.
كيف لقلب مثل قلبك ،
أن يتحمل نبضه ؟؟؟
كانت فرحة النور قاسية ..لم تكتمل.
آبت الروح إلى ربها ،
و أبت إلى يتمي و ضياعي.
فمن تبحث عني في غرف الظلام
بقلبها المرعوب ؟؟
من تطهر قلبي من خوفه ؟؟
لو كنت أعلم أن موعدك قد حان ؟
كنت منحتك عيني...
إني قد ألفت الظلام .
لكنني أخلفت الموعد
و بصيص النور التي انتظرته زمنا
أخلف الموعد و خان .
ويحي !!..ما صدقت بعد
أننا قد صعدنا الدرج معا
و ضحكنا كطفلين ...!!
لكن الأصابع ارتعش في كفي،
أكان رعشتك خوفا أم فرحا
خانه قلب أتعبه الخفقان ؟؟
لا أملك منك الآن خير حفنة
سرقتها خلسة من تراب القبر
و قبلة على الرأس قد جلله الشيب
وأخرى على جبين بارد جلل السكون.
و حين قبلت اليد لم تكن أصابك ترتعش ..
أمت يا أمي ،
أم هو الجسد الآن يستريح ؟؟؟
أأبكيك أم أبكي نفسي ؟؟
ما عاد المنديل يلوح لي عند المحطة
فمتى يستريح قطاري ؟؟؟
نامي يا أمي ،في سويداء قلبي ،
ستفيض بذكرك الثر
قصائدي و أشعاري .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى