الثلاثاء ١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم
الكلمة الأخيرة لامرىءِ القيس
في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لناوالْحُلْمُ أوَّلُ خطوَةٍ في الرّيحِسوفَ أطلُّ من حُلُمي عليكِوأشتهي ما شئتُ أو ما شِئتِ من غاباتِ لوزكِوهْيَ تومىءُللفراشاتِ التي ارتعشتعلى قيثارةٍ في الروحِ تختزلُ المسافةَكيْ توحِّدَ ذاتَهافي زُرقَتينِقريبتينِبعيدَتينِفليسَ أبعدَ منكِ عنّيليسَ أقربَ منكِ منّيليسَ أقربَليسَ أبعدَمن سماء الحُلْمِ عن بحرِ الحقيقةِزُرقتانِوزورقانِووحده الماءُ المُهيمنُ في المدى الوهميِّيحتَرفُ المرايا...ها هنا في الحُلْمِ مرآةٌتُباعِدُأو تُقارِبُرُبّما كُنّا وتلكَ حقيقةٌ مخفيّةٌفيما تعدّى ظاهرَ المرآةِ في المرآةِمتّحديْنِمرئيينِمخفيّينِلا أحدٌ سيفهَمُ شيفرةَ المرآةِ الاّ نحنُفالمرآةُ وهمُ الحالمينَووحيُ أصحابِ اليقينِفلا تقولي للعصافير التي ألفَتْ أنينَ الروحِوائتَلفَت جنونَ الريحِويحَكِ... لن تمُرِّي هاهنافي الحلْمِ مُتَّسعٌ لها..في الحُلْمِ متَّسعٌ لنا...في الحُلْمِ مُتَّسعٌ لناوالحُلْمُ آخرُ خطوةٍ للروحِفي سفرِ النّدىسأُطلُّ من روحي التي بلغَتْ حدودَ اللهِحذَّ الآهِواشتعَلتْ كعُصفورٍ على وَترِ المدىلأغُطَّ ريشتيَ الوحيدَةَ في دواةِ البَحرِأكتُبُ في السجلاّتِ الجديدةِ سورتيأو ما تيسَّرَ من دَمي في سيرتيوأخطُّ صورَتِيَ الجميلةَ في كتابِ الضوءِإنَّ الشمسَ أجمل في المساءِمنَ الظهيرةِرُبَّما اعترفتْ ضفائرُها الشفيفةُُ عند كفِّ الماءِبالآتيفنامَت في سريرِ الأُرجوانِلكيْ تُجَدِّدَ نارَهاوأُوارَهاوتطلّ عاريةً كعادتِهاتُبَشِّرُنا بميلادِ المرايافي نهارٍ آخرٍ لا ريبَ فيهِ...فهل ستعترف الكواكبُ حولَ قنديلِ الثريّاأنَّها لا تملكُ المفتاحَ للرؤياوأنَّ الشمسَ تنعَفُ بعضَ زينتهاقُبيْلَ النومِ حولَ سريرها الليليِّفي أُفُقٍ يراودُ قُرصَ سُرَّتهاعلى عَسَلٍ إلهيٍّكأنَّ الشمسَ تحلُمُ مثلنافي الحُلْمِ متَّسعٌ لهافي الحُلْمِ متّسعٌ لنافي الحُلْمِ مُتّسعٌ لناوالحلْمُ أوّلنا وآخرُناوخاتمُ يومناغدُنا... وسيّدُناسنكملُ حلْمنا بالماءِ حتّى الماءِفي صحراء غربتِنا التي امتدَّت إلى ماءينِأقسَمَ رملُها أن يبقيا أبداًعلى مرمى السّحابةِ في رُموشِ العينِبينَ البينِإنَّ الحُلْمَ جسر العابرينَ بأمسِهم غدَهمليكتَملواويكتمل َ الصباحُ ببرتقالتهِ الشّهيّةِحولَ يافاتلكَ مئذنةٌ هناكَ تُعلِّمُ العصفورَحرفتهُ الجميلةَ في العُلوِّ على جناحِ الريحِنحوَ الغيمِهل سقَطَت منَ الشّباكِ غيمتُنا الأخيرةُفانكسرنا مثلما انكسَرَتْ لتخفي دمعَهافي حبّةِ الليمونِأو لتوحِّدَ الضدّين في الندّينِما بينَ الثريّةِ والثّرىوتُعلّمَ الأطفالَ أنَّ النّجمَ يولدُ في حديقتِناحقيقتناوأنَّ الموجَ سبّحةٌ لوجهِ البحرِكان البحرُ سرَّ خطيئتي الأولىيقولُ السندبادُ ويعتلي دَمَناليكشفَ للعواصفِ شهوةَََ الياقوتِفي الملكوتتلكَ خطيئتي الأولى ورُبَّ خطيئةٍ قُدُسيّةٍأهدَتكَ خاتمَها وختمتهالتبتدىء الحقيقةُ فيكَ قُدّاسَ الدّلالةِلي سؤالٌ واحدٌ هوَ:منْ أنا ؟!في الحلْمِ متّسعٌ لهافي الحُلْمِ متّسعٌ لنافي الحُلْمِ متّسعٌ لناوالليلُ يختَصرُ المسافةَ بينناويلُمّنافي كهفهِ السحريِّيَسكُنُناويُسكِنُنا السكينةَكيْ يُسلِّمَنا وصيّتَهُ الأخيرةَ :كلُّ شيءٍ في يَديوَلديَّ مفتاحُ النّهارِوما الحقيقةُ غير ضوءِ الحُلْمِخلفَ زجاجِكَ الوهميِّلا تترُكْ لظِلِّكَ فرصةَ التضليلِواختزل المسافةَ فيكَبينَ الحُلْمِ والتأويلِتكتشفِ الحقيقةَ بينَ مُزدَوَجينِ فيكَيُحاصِرانِويحصُرانِ بكَ الأناسيدُلُّكَ الليلُ الطويلُ عليكَلا تقلقْفرُبَّ فراشةٍ ليليّةٍ تهديكَ حكمَتهاعلى عَجَلٍفيغمركَ السّنا...!!في الحُلْمِ مُتّسعٌ لهافي الحُلْمِ مُتّسعٌ لنافي الحُلْمِ مُتَّسعٌ لناولنا أصابعُنا لنصطادَ الزرافةَحولَ أقراطِ الثُريّاأو لرَميِ سهامِنا في قوسِ عاصفةٍورثناها عنِ الصحراءِقبل سقوطها في البئرِثمةَ نخلةٌ ظلَّت على ميعادِ نجمتنارويناها بزمزمِ مائنا ودمائنالتظلَّ تحرسناوتحرسُ نومنا المكسورَ في قلقِ النوارسِوارتباكِ البحرِفي مدٍّ وجزرٍ قابلينِ للانزياحِعلى مداخلِ حُلْمِناوتَدُلُّناعن همزةِ الوصلِ التي سَقَطتْكمثلِ السيفِ عن سرجِ الحصانِفأسقطتنا في حراكِ الرملِفاحذرْ ...يا امرؤُ القيسِ المسافرِ في قميص الماءِ وحدَكَإنَّ يومكَ كلُّهُ أمرٌفلا تقبلْ عباءَتهم عليكَستعرفُ الصحراءُ إذ قتلتكَأنّكَ كنتَ نخلتها الوحيدةَ... رمحَهاأو جرحَهافاكتُب بدَمِّكَ كلْمتينِأخيرتينِ : أنا هُنافلربّما تصحو لنكمِلَ حُلْمهاولربّما نغفو لتكملَ حُلْمنافي الحُلمِ متّسعٌ لهافي الحُلْمِ متّسعٌ لنا