الثلاثاء ١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم عبد القادر ياسين

إبراهيم طوقان

ولد فى مدينة نابلس، سنة 1905، لأسرة من كبار الملاك، تمكنت من تعليم أبنائها، مجتازة العوائق التى نصبتها الحكومة العثمانية، ومن بعدها سلطات الانتداب البريطانى على فلسطين.

تلقى الفتى إبراهيم دراسته الابتدائية فى المدرسة الرشيدية، قبل أن يتنقل إلى مدرسة المطران فى القدس، سنة1919، وفيها قضى أربع سنوات ليلتحق بعدها بالجامعة الأمريكية فى بيروت، حتى تخرج منها سنة 1929.

تجلى نشاطه الأدبى، أثناء دراسته فى الجامعة الأمريكية، وساعد الدكتور لويس نيكل البوهيمى فى تحقيق كتاب "الزهرة"، لمحمد بن داود الظاهرى الأصفهانى.

بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية، غدا مدرسا للغة العربية فى "مدرسة النجاح الوطنية" بنابلس، قبل أن ينتقل للتدريس فى الجامعة التى تخرج منها، لسنتين متواليتين 1931-1933. بعدها عاد إلى فلسطين، ليزاول التعليم فى المدرسة الرشيدية بالقدس، لبضعة أشهر، قبل أن تجرى له عملية جراحية فى المعدة، عين بعدها فى إدارة المياه بنابلس.

فى سنة 1936 ترأس القسم العربى فى إذاعة القدس، حيث أغنى القسم بالأحاديث الأدبية، والروايات التمثيلية، والأناشيد، وحياة الشخصيات الفلسطينية، ووظف الإذاعة فى بث الروح الوطنية، فأتهم بالتحريض ضد السلطات الإسرائيلية، وأقيل من وظيفته سنة 1945.

ما دفعه إلى التوجه للعراق، والعمل مدرسا فى مدرسة المعلمين الريفية هناك، لكنه لم يلبث أن اشتد عليه المرض، فغادر العراق إلى مسقط رأسه ليموت بعد أيام سنة 1941.

جمع فى ديوان شعر، صدرت منه طبعات عدة، وإن بقيت له بعض القصائد عصية على النشر، لما احتوته من عبارات خادشة للحياء.

كما جمع الشاعر الفلسطينى المتوكل طه بعضا من أحاديث إبراهيم طوقان ومقالاته، وأصدرها فى كتاب.

اشتهر عن طوقان قصائده الوطنية، لعل أهمها "الفدائى"، وفيها يقول:

لا تسل عن سلامته
روحه فوق راحته
بدلته همومه
كفناً من وسادته
هو بالباب واقف
والردى منه خائف
فاهدئى يا عواصف
خجلاً من جراءته
صامت لو تكلما
لفظ النار والدما
قل لمن غاب صمته
خلق الحزم أبكما

حين أقدمت سلطات الانتداب البريطانى على إعدام الأبطال الثلاثة (فؤاد حجازى/ محمد جمجوم/ وعطا الزير)، سنة 1930، خلدهم إبراهيم طوقان بقصيدة أشبه بالمسرحية الشعرية، حملت اسم "الثلاثاء الحمراء" اليوم الذى تم فيه إعدام الأبطال الثلاثة.

يضيق إبراهيم ذرعا من اتكالية الشعب فخاطبه قائلا:

أمسيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن

وقعدت مكتوف اليدين: حاربنى الزمن

ما لم تقم بالعبء أنت، فمن يقوم به إذن؟!

وطن يباع ويشترى
وتصيح فليحيا الوطن
لو كنت تبغى خيره
لبذلت من دمك الثمن
ولقمت تضمد جرحه
لو كنت من أهل الفطن

وفى قصيدة "يا رجال البلاد" كأن إبراهيم طوقان يصف قادة الصدفة، الذين قفزوا إلى سدة القيادة الفلسطينية، مستقوين برياح معادية.

وطنى مبتلى بعصبة (دلالين)
لا يتقون فيه الله
 
فى ثياب تريك عزا ولكن
حشوها الذل والرياء شذاها
 
ووجوه صفيقة ليس تندى
بجلود مدبوغة تغشاها

كما لم يخل شعر إبراهيم طوقان من الغزل، والرثاء، إلى الأناشيد التى ملأت حياتنا أطفالا وفتيانا.


مشاركة منتدى

  • ارجو مراجعة التسلسل التاريخي كيف اقيل سنة 1945 وتوفي في سنة 1941 وشكرا لكم،
    ورحم الله الشاعر والاديب ابراهيم طوقان

  • هل قراْ قادة دولة السلطتين فى رام الله وغزة هذا الشعر اْم يقرؤون 1000دولار كفاية دجل ونفاق وكذب ليس على الناس ولكن على انفسهم فلسطينى مهاجر مثل الطيور المهاجرة مقهورة

  • كما ذكر لكم السيد زيدان اسماعيل قبل تسع سنين، ولم تصححوا الخطأ، أنوه أيضاً أنه لم تكن هناك سلطة إسرائيلية في سنة ١٩٤٥.

    أرجو أن تكونوا عند حسن المسؤولية وتتابعوا ما يكتبه القارؤون، وأن يوفقكم الله إلى الأفضل والتمام.

    ولم أر في عيوب الناس شيئاً :: كنقص القادرين على التمام.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى