الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم عبد ربه محمد أسليم, مالكة عسال

استشهاد البحر

نص مشترك

 
(1)
 
ألم،
كم مرة استشهدت، ونهضت مثل شجرة صنوبر؟!!!،
القمر يملأ روحي بضوء النبيذ،
الدالية تغريني بجفاف الفوضى،
رائحة الهال تحتفي بأوتار حنجرتي الذهبية،
ورصاصاتي شجيرات أرز خضراء!!!...
 
(2)
 
كلما انحشرت روحي بين قطرات المطر...
ابتسمت حقول القطن...
لنقيس الغبار في جوف كلماتي،
وعطر الصمت وهو يحتفل بذاكرتي،
تتقافز خلفي كشمس سوداء...
تنتظر الهدهد العبقري،
أمي مأهولة بالدهشة...
وشظايا رحيقي!!!...
 
(3)
 
كلما امتلأت حنجرتي بالخيول...
نلاحق حاسة القمر!!!...
والليل يحاول أن يواجه السراب،
ويوبخ الريح على ضحكتها في وعي ألنبيذي!!!...
سأجلس مع المساء, أشرب كأسا من الحليب الأزرق،
خصلة شعري تكتشف لذة البارود مثل الصنوبر!!!...
 
(4)
 
مثل كلمات متقاطعة أجلس فوق شجرة الزيتون،
وأفخخ المسافة بين دمعي وعطشي للنزهة بين ضلوعي!!!...
البحر لا يتسع للسنديان!!!،
وبلبل يسعى في ساعدي مثل خيمة تشتهي الرطب،
وتكشف سر السندباد،
وهدهد يافا،
وطيشي لرقصة التانجو...،،،
والتحرش بغيمة تعيد ترتيب فضاءاتي!...
السؤال يشع مثل كوكب يلهث خلف النوراس!!!،
ويتقن قراءة وشم المعراج في دمي،
وصعود النبي في رئتي كعصفور أخضر يعرف دلالة العشق،
وأنا أصعد الصمت،
ودرجات سعالي لإغواء اللغة!!!...
العشب يحبس أنفاسه لئلا يستشهد البحر!!!...
لألتقط جمر جناحي النورس مثل نهار ملئ بمطبات الثلج،
أمشي خطوة باتجاه وجهي،
الشجر معلق في جبيني يتدلى كهلال أخضر!!!...
 
(5)
 
يحضنني بعباءته المقصبة بالكلمات،
العنكبوت يغني فوق خيوط الصمت...
يرقص مثل ملائكة سوداء،
فيأخذني لأوراق الخزامي...
ليدشن جسرا بين أظافري،
وصدري،
وزفرات رموشي...
لنعزف الصمت زيتونا للفراشات،
وندهن جذور القمح بزيت كبد الحوت!!!...
لبحر ينتهز السؤال سنابل توت أرضي...
لينتشر العشق في دمي مثل فراش كوني!!!...
 
(6)
 
وذبابة زرقاء تصلي بخراطيم البحر الأحمر،
والصحراء قطعة ثلج أزوجها في جيبي،
وأسميها بنفسجه...
فأذري الريح في كثبان رحيقي،
وأصحو غصون هيولي خضراء!!!...
أطارد خوذة الغرقد في بيارات البرتقال!!!...
وأمتد كضوء يتخطي الليل بألف ألف ميل ضوئي!!!...
وأرقص مثل نحلة تؤدي عبادة الزهر!!!...
والشهد رحيق دمي!!!...
 
(7)
 
إذا لم ندرك أن الصمت هو احتمال البكاء،
فالنخلة ستقودني حتما إلى فواصل الرصاص،
ومريم قبضت على حضورها في عتمة النص...
تطبق أسنانها على الموج البحري،
والمحار يقود خطاي نحو القمر...
ويترك لي عطش المطر لأرسم جرحي مملكة للصهيل،
والمرايا تتكئ في دمعي كلما هممت بحك الموسيقى
برائحة أزيز الرؤيا!!!...
لك أخضر الدم،
وبياض الخريف يغتسل في صلاتي مثل عوسجة تشاكس السماء،
والملح فراغ النوم،
ورعشة الحلم معلقة في صنارة الأسئلة!!!...
أرقيك من أفق رغيف الخبز،
والقطع الدائري الزائد تعاويذ بكاء...
يفرز حقول وجع بطعم المساء...
رئتي رصاص البحر
وطقوس فوضى درس النحو لأرتشف لوني البحري!!!...
 
(8)
 
مازلت أطارد الشهادة،
والعصافير تجري خلفي،
والرصاص أبيض أمامي!!!...
حين أكتب عنك يلبسني الرسول بحزامه الناسف،
وبردته الملائكية...
فيشتاق حقل الأرز لجسدي،
والليل يعانق القيثارة...
أذهب فيك لأخرج أشد بياضا،
والصحراء تصلي في يدي
حين أنظف أسناني كملاك...
لأبدأ في الكتابة إليك!!!...
أسجي الشهداء في وجهي،
ومعطفي يشفع للشجر...
الملح يدوس الذباب الأزرق حين يحاول استعادة يدي...
جثتي منقار هدهد،
والطمي حمى الحرير عندما استنشق الأكسجين،
والحقول صبايا في دهاليز اللغة...
لينطفئ الكابوس شجرا أخضر...
فأحدث قلق الربيع،
والشتاء يصحو في حنجرتي...
 
(9)
 
حاجز يتجمع تحت جلدي،
لأهيئ نفسي لتخلو السماء معي،
والله رشاش آلي...
أبتسم لذاكرتي،
والقمر أمامي كطفل يدرك طعم السمك الأحمر...
الوقت خارج دمي أفعى!!!...
الوقت داخل دمي زنبقة!!!...
فأختصر الأنبياء كرصاص مرت بجانب حلمي،
والبحر يصلي لمسافة بين قلبين!!!...
فأزرع نخلاتي في قارورة دمي!!!...
 
(10)
 
أي نبي لم أغريه بالشهادة،
والموت فصل ربيع يضحك،
ويرتل الصيف دمي!!!...
 
(11)
 
لا تحضني طيف البكاء...
من لحاء الليل قصي مناديل،
وكفكفي الدمع...
ارسمي على شاهد القلب زغرودة...
اغسلي وهجي بالرصاص الأخضر!!!،
وزعيني على الشجر أبجدية ورد...
أنقشي اسمي على رخام الروح...
ليشرق ظلي ويبتسم نحو المرفأ الوضيء...
جسدي للورد المحروق جدار!!...
 
(12)
 
يا شمس أدخلي صرحك آلهة..
إن تهت سأشرق!!!....
وأغسل القمر بدموعي / دموعك!...
نص مشترك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى