الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم محمد الإحسايني

الإنسان والبحر

أيها الإنسان الحر، ستحب البحر باستمرار!
البحر مرآتك؛ تتأمل نفسك
في تتابع موجه اللانهائي
فليست روحك لجة أقل مرارة من لججهْ.
 
يعجبك أن تسبح في غمرة صورتك؛
تعانقها عيوناً وسواعدَ،وقلبُكْ
ظل يتسلى أحياناً بصخبه الخاص
في صخب ذلك الهدير الجموح والمتوحش.
 
أنتما- كلاكما- غامضان ومحترسان
أيها الإنسان، لا أحد قد سبر أغوار نفسك،
يا حرُ،لا أحد يعرف أسرارك الثره،
طالما أنتما حريصان على الاحتفاظ بأسراركما!
 
وبينما تمضي قرون لا تحصى
تتصارعان فيها بلا شفقة ولا ندم،
تحبان كلية المجزرة والموتْ
أيها المتصارعان الخالدانْ
أيها الأخـَوان المتصلبانْ

من ديوان أزهار الشر

للشاعر شارل بودلير


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى