السبت ٢٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم محمد بن خليفة العطية

انكســـار

ما للحوادثِ تُذْكي لوعتي ألَمَا

وتستثيرُ فؤادي كلما وجَما

ألقتْ بأسيافيَ الظمأى مُثَلَّمَةً

فيها النصالُ وكانت تشحذُ القِيَما

لملمتُ في النفسِ أحلاماً مُشَتَّتةً

كم سهَّدَتني فأضحَتْ يقظتي حُلُما

ما لي وللزمن المنكوبِ حاضرُهُ

إن بات مُكتَئباً أوْ بات مُبتَسما

إني كُفيتُ ضَميراً صُمَّ سامعهُ

وما عهدتُ سَميعاً يألف الصمَّمَا

تُعيي الخطوبُ حِجاهُ كلما نَطَقَتْ

فاسْتَعْجَمَتْهُ ولم تُفصح لهُ كَلِما

هَمْهَمْتُ مُستَعطفاً سُلوانَ ذاكرتي

مُسْتَعتباً كل ما في صمتها كُتِما

***

يا مهجةً لم تَزَلْ شُلواً تُمزقها

مخالبٌ لم تَجدْ بين العروقِ دَمَا

لكنها وجَدَتْ أن الخيوط مُنىً

مسلوبةً إثرها تبقى القلوبُ دُمى

صارت عواطفها حِرباءَ ماكرةً

قد أخْرَسَتْ بَشرا واستنطقتْ صَنَما

كل الجراحِ تَحَدَّتْ صَمْتَ غَيْرتها

حتى استكانت فصارت لاتعي الألما

هل مات إحساسها الموؤودُ مُنتشياً

أمْ أنهُ مات من وجدانها سَأما

حَرْبٌ وسِلمٌ وحِرمانٌ وتضحيةٌ

عََََدلٌ وظُلمٌ وعيشٌ بالفَنا خُتِما

إني ثَنيتُ جِماحَ النفسِ مُنعَطِفاً

لَمّا رأيتُ أمامي مهمهاً عَدَما

***

جَرَّدْتُ فيه عيوني عن غرورِ هوىً

رَميْتُ أدراجَهُ الأحلامَ مُنهزِما

فَحَشرجَتْ لهفتي الولهى بأدمعها

كعين كل غريقٍ ترمقُ الهِمَما

ماذا ألَمَّ بنفسي حين حَيَّرَها

عَجْزُ الخضوع وطَوْعٌ هَدَّها سَقَما

أواهُ .. أواهُ من دَهرٍ أُكابِدُهُ

وأصطلي بِدجاهُ السُّهْدَ مُضطَرِما

أدَرْتُ ظَهري َلهُ زُهداً فقابلني

حتى جَثَوتُ على أعتابهِ نَدَما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى