الثلاثاء ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم حسن توفيق

الريح والغابة والوردة

كانت تمشي في الغابة جامحةَ الخطوات

تحت عباءتها تتخفى ريحُ ُ تتفجر بالأهواء وبالرغبات

وبعينيها أشباحُ ظلال

صورُ ُ لوجوه تتبدل أو يجرفها طيش الزلزال

سفن ترسو.. أخرى تتحطم في صدر امرأةٍ أضناها عشقُ الترحال

وديانا - عاشقةُ الصيد - تلاحقها في كل الطرقات

هي لا تعرف وجهَ ديانا

وديانَا في الغابة تتبختر مزهوة

برشاقتها.. وفراء النمر

يلتف على خصرٍ يترقرق ألحانَا

فتدندن.. تهمس في نشوة

»ما أوفرَ هذا الصيدَ اليوم

لكني لا أقنع مادام بكفيِّ سهم..«

والمرأة ظلَّتْ في الغابة

ظلت حتى حاصرها غيمُ الأوهامِ بليلِ كآبة

دمعت عيناها فانفلتتْ تبحث عن روحٍ تهواها

عادت لظلالٍ كانت تحضن شكواها

قالت إن العالم في الخارج منهارُ ُ والأرض موات

فوضى وزحام أكاذيبَ تسد الطرقات

قال: العالم منهارُ ُ.. فليصلحْه الحب

أغفت لحظات

وتنهَّدَ من أعماق القلب

لما أغفت بنعومةِ من تخشى أن تلمسها النسمات

وتفتحت الوردةُ.. من فضلك لا تخدشْ أوراقَ الغصن

يتحدر من أوراق الغصن ندى أهداه بهاءُ الحسن

عطر الوردة حين تؤرجحها ريحُ النشوة فوق العشب

والعشب طريُّ ُ يؤنسه نبع سكران

ما بين الغفوة والصحوة

يتشرنق إيقاعُ الضحكات برائحة الماضي الحلوة

يأتلف الكون

وتظل تفك جدائلَهَا الأغصانُ ويعتنق النهران

يتوحد كلُّ ُ في الآخر.. ينسجم اللحن

يدنو الإنسان من الإنسان

يتغنَّى بالحبِّ الإنسانُ ويَقهر غِنوتُه الأحزان


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى