الخميس ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم موسى نجيب موسى

أغنية للصباح الآتي

جلست على شاطئ وجدانها تغسل أحلامها وتهدهد قلبها المنهك بأغنية قديمة كانت قد حفظتها فى سنوات بكارتها الأولى.. تراءت أمامها صورته بكامل هيئته.. واصلت التغني عله يسمعها فلقد كان يقول لها دائما هذه الأغنية لا تعجبني إلا بصوتك كانت تضحك ملء قلبها وتتعزز عليه في مواصلة التغني.. آخر مرة قال لها :

 تغنى في وجودي وفى غيابي تغنى.

لا تعرف لماذا بكت وقتها؟ ولا تعرف أيضا لماذا وافقت على غيره عندما طرق بابها؟

أسئلة تجهد القلب النادم على دقائق كانت تملأ مساحات الفراغ الشاسعة فى وجدانها الشفاف.

ضحكت بمرارة ولكن الضحكة لم تغير كثيراً من الصورة المنعكسة أمامها على المرآة تناولت بعض الألوان المبعثرة على اللوح الزجاجي الذي يقبع أسفل المرآة وأخذت ترسم بها على وجهها.. همست فى حنق:-

 ما جدوى هذا الآن؟!!

تركت الألوان والمساحيق وضغطت على زر التسجيل بعد أن وضعت شريطاً تريد أن تملاه بكلامها أو بأغنيتها التي يحبها بصوتها فقط.. أخذت تتغنى وتتغنى وهى تدق بيدها على سطح أحد الكراسي الخشبية القريبة منها اندمجت.. علا صوتها حتى وصل إلى حد الصراخ ؟ تنبهت وأدركت أن صوتها دونه لا شئ كما أنها دونه لا شئ تناولت ألوان الرصاص المبعثرة فى كل مكان بعد أن سحبت إحدى الأوراق من أسفل الكتاب الذي انتهت من قراءته هذا الصباح وأخذت تعبث بالألوان على الورق وترسم ما تشاء وما تريد.. تذكرته حين قال لها:-

 سوف تصبحين فنانة عظيمة.

ألقت الألوان بعيداً ومزقت الورقة، فقد خاب ظنه فيها كما خاب ظنها فيه.. دارت في حجرتها دورة كاملة وهى تعقد ساعديها خلف ظهرها.. مسحت بعينيها كل شئ فى الحجرة حتى وقعت على دفتر مذكراتها معه.. سبحت في أوراقه حتى وصلت إلى شاطئ وجدانها غسلت أحلامها الحزينة،وأخذت تهدهد قلبها المنهك بأغنية جديدة للصباح الأتي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى