الأحد ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم يونس أحمد عفنان

أنثى القـمر

أشـتهي أكلها
تلك البرية الممشـوقة القوام
كالشـجن الدمشـقي القديم
أن أغرس أسـناني في أكتافها السـكرية
وأنا أراقب انحناء حاجبها كالسـوط...
فوق العيون الغامضة
كغابتين كثيفتين من السـنديان
كتعويذتين من تعاويذ الغـجر.
***
ما الذي تفعله في عالم النسـاء ؟
تلك التائهة كغيمة في سماء آذار
بمرآتها الصدئة
و جواريرها المليئة بآخر تصريحات للربيع المحتضر
و المجانين... و شـامات البدو !
بآخر الأخبار عن مراهقات المطر، و الأحذية الخاصة بالتـسكع
و التبغ
و سـعال الحارات القديمة...
بجيوبها المليئة بعناوين الأعشـاب المنقرضه
والمنهارين عصبيا بفعل الحب
أو التأمل أو السـعادة
بحقيبتها المليئة بآخر الكلمات العائدة من المنفى
أو الراحلة للتو من أرض الوطن
أو التي التقت مؤخرا بالمستحيل
أو بنجمة مرهقة تتماثل للشـفاء من الحنين
لراحل مع النور ! .
بدفاترها المليئة بصور الكنائس و المآذن
و الخناجر الموشـومة
و العصافير المختلة عقليا
تلك التي تموت أذا غادرت أقفاصها
أو غردت يوما خارج الجدران...
بصور الخرائط المحكمة التفاصيل
عن المنحدرات التي تقود إلى الذهول
والدهشة الدفينة للمرأة الأولى....
بالتفاصيل الدقيقة لتحضير القهوة المره
ومقتل الأبطال في روايات الغرام
وتحضير الهزائم المدوية أمام الأرق... ودموع العتبات المهجوره !
***
أشتهي قتلها فوق صدري في ليلة مقمره
تلك الأنثى التي تثب كالفرس التي يمتطيها الشبق
من قعر الفناجين و المحابر و الحوارات الميته
من ثنايا الضجر... و ضوضاء المقاهي
بحثا عن ذكر المستحيل
الذي بوسعه أن يروضها بجملة واحده
أو صفنة واحده
أمام عينيها الدقيقة كموعد انقلاب... .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى