نداء إلى حفار القبور
يدايَ كانتا على جناحَي ملاكٍ
هبطتُ الى الأرض ومعي خبزي ومائي وناري
يسمعُ صباح صابر حسن
18/11/1965- 18/11/2045
أنينَ نقلِ جسدهِ
مِنْ شبرِ أرضٍ متأملةٍ متعبةْ
يسمعُ صوتَِ سرورهِ
ما الثمانون عاما إلا نظمَ خيطٍ في سَمِّ أبرةْ
بطأطأة رأس مفعمٍ بالهَمِّ
أستميحك عذرا
لقد عتَّمَتْ قشعريرةٌ صفاءَ عيني
وأخذني حنان مُمَيَّزٌ
ها قد حط طائر مهاجر على فرع شجرةٍ
ترك دماءَ مخالبهِ على الفرع
رحتُ ولثمتُ الدماءَ والشجرةَ تمامَها
تعالَ يا حلمي
فلتكن قِبلتي دماءَ مخالبِ الطائرِ
كيما أحدق في النارْ
إن التحديق في النار يُنضِجُ العاشقَ مثل الثمر
ويغدو شبرُ الأرضِ المتعبةُ تلكْ قطعةً واحدةً
من الموسيقى وكيزانٍ ممتلئةْ
في النهاية لابد أني سأصل الى جناح الطائر الجريح وكذا قلبي
أنا الآن بانتظار الأمر
تُلقِيهِ أنتْ
كن شاردا الى الأبد
ها أنا الآن جاهز
أيها الحفار أين أنت
إني قد قطعت دربا طويلا على قدمي
أودِّعُ مَنْ قد التقيتُ بهم
إيه أيها التأريخ في أي كتاب من كتب السماء أنتْ
ستُخَصِّصُ لي منه جزءً
وحين ينقل التأريخ حديثه عن الربوبية الى عتبات بيوتنا
أنا في حكمة وقوة قولِهِ
أتنسم بعمق
نَفَسَ السؤدد صامتا مطيعا
وأفكر في ذاتي
كان لكتاب السماء موعدٌ معي
وانا لي موعد معه قد أدركته بذاتي
لقد حدثني شعاعُ الشمسِ
لاينبغي بقاء أي سِرّ ما في الظلام
فلتظهر آثارُ كل الطرق
ها قد وُضِعَ جثماني في باحة الدار
أحاق بي طنين الشعر واسمُ الشعر على لساني
والشعر يُقيمُ علىَّ الصلاةَ بكل اشتياق
أيها الأله مالكُ المائة اسم واسم
دع حكمة الكلمات تجيش في صدري
واحمِنا من الشعراء
أنا مقياس أحاسيس الأرض
قطعت دربا طويلا على قدمي
أستضيف من قد التقيت بهم
جذور فاكهة النبيذ مظلتي رفعتُها
تعالوا على عجل أيتها النجوم اللامعة وإخوتي في الروح
لقد ظلت السماء الصافية عميقة صامتة
سيكون لنا لقاء خاص مع الأله
وسنغدو مالكي عينيه
وستزول ظلال الشؤم من على الأرض
مثل عينيه وقلوبِنا
وفي الطريق نمارس لعبة الذهاب والأياب
وستقوى عروق الطريق
وستقام سقائفُ الأستراحة على الجانبين
كلما نظرنا الى الطريق
نتذكر كل شيء ونقضي وقتا جميلا
أيها الأله مالك المائة اسم واسم
الذهاب والأياب
في تلك الدروب العطرة لا قلق فيها ابدا
وملائكة النجدة لا يسمحون باقتراب الذئاب
والأغاني تأتي الى الأشداق ولا تُنسى
والشاعر العائد من قتال الذئاب
يزول قلقه وينصِتُ الى اغنية الوجد
تُسعِفُه الذكريات السمحة والموهبة والألهام والشعر
أيها الأله مالك المائة اسم واسم جوف
خذ بيدي كيما أذهب الى البيت المنور
لقد وضعت بيتي في ظل جناح طائر ما
قال لي: من أجلك أنت سأرجيء التحليق برهة
كيما تستريح وتنام ملء جفنيك وترى حلما
حلم
أيها الفرح اليائس ماذا أفعل بأحلامي
صباح صابر حسن: صباح رنجدر.
ولد في 18/تشرين الثاني/1965 في أربيل/كردستان العراق.
من الشعراء الكرد لجيل الثمانينات.
تناولت أشعاره عشرة رسائل وأطاريح باللغات الكردية والعربية والإنجليزية في جامعات كردستان.
ترجم بعض من أشعاره الى عدد من اللغات العالمية.
صدرت له حتى الآن الدواوين التالية:
السادن/1988 ط1 بغداد، ط2 2009/ السليمانية.
النباتات الألهية/1999ط1 أربيل/2006، ط2 أربيل.
هكذا روى الحلم نفسه/2004 أربيل.
حرب الأربعين عاما/2005 أربيل.
الميت يستشعر الجميع/2008 السليمانية.
مائة ليلة وليلة/2008/ أربيل.
عام الصفر/2010/ السليمانية.
عام الصفر، 2010، شعر/ أربيل. ترجمة الى العربية: المهندس محمد حسين رسول
8. نشيد الأرض، 2012، شعر/ أربيل.
9. ثلاثون عاماً من الشعر، الجزء الأول، 2012، شعر/ أربيل.
10. ثلاثون عاماً من الشعر، الجزء الثاني، 2012، شعر/ أربيل.
11. ثلاثة كتب حول الشعر/ أفكار وآراء، 2013، السليمانية.
12. أرغب أن أعيش هذه المدة، 2013، شعر/ أربيل.
ترجمة: المهندس محمد حسين رسول
