السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤
بقلم سليمان نزال

ميلاد مُحَمَّد

كتبت هذه القصيدة بمناسبة ميلاد ابني الجديد محممد في 27 نيسان ـ إبريل ـ 2004

نظرتُ لصرخة الميلاد

في مهد اليوم الأول

فرأيتُ خدّّ التوقعاتِ ,

من فرحه قد تَوَرَّد...

دنوتُ من دمي قليلاً

و إقتربتُ أكثر كي أتأكد..

هذا محمد

هو محمد

إبني محمد

ولدَ مساء الإثنين

مساء الإثنين جاء محمد..

أنا الذي كتبتُ في الحزنِ

ألفَ مقالة

و كتبتُ, من قهري, عشرينَ مُجَلَّد

أخذتُ أمسكُ الفرحَ العنيد

من ياقةِ معطفه الأخضر

فيطيعني, فجأة لا يتمرد

و أراه يربت على كتفِ آلامي

يتودد لجرحي الفلسطيني العربي

الواقف النازف المُجهد..

يقول له بلهجةٍ من لوزٍ و قرنفل

منذ دهر.. عليها لم يتعود:

ألا إنتزعوا رفقتي إنتزاعاً

يا عربا ضيعوني

منذ أن أُكلَ الثورُ " الأمجد"

أيها المقاتل في البلاد

بفلسطين..

في العراق..

في كلِّ قطرٍ لا يتهوّد..

ألا إقتلعوا جذر العدم

من أرض وهم و ندم

و خذوا بيد التوحد حق السرور

من فك الزمان الأسود..

رأيتُ محمداً..إبني

أبصرتهُ في الآتي

يرجع لي حقل أيامي مُحرراً

يحملُ باقةً من حبق أحلامي

يقدمها للمكانِ السيِّد..

شاهدتُ قمراً طيب القلبِ

و ليِّن العريكة

يُحدق بأوراق لي بعثرتها

فوق الأريكة..

يقول لي: إحمني يا أبي

من إسرائيل و أمريكا!

علمني أحمي شعبي

موطني عروبتي..

أرضي..أراضيكِ

لأعرفَ كيفَ أحميكَ..

فأرمي عدوي حيث ترمي البواسل

و كيفما نرمي نصيبُ أعاديكَ

جاءَ محمد إبني

تذكرتُ إبن عمي الشهيد محمد

و تذكرتُ ألفَ شهيد في ثرى الرباط

يحملُ إسم محمد

يقاتل بإسم محمد

و بإسمه يستشهد..

إيقنتُ أن فرحي خجول و بسيط

و أن نساء بلادي الباسلات

في غزة..في الضفة.. و الشتات

يلدن للعلى

آلاف الأسماء

حين ترحل تسمو و تتخلد..

و لِدَ محمد

يولدُ محمد

يكبرُ محمد

يأتي محمد.

الدانمرك
27-4-2004

أ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى