الأحد ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
الشاعرة المتألقة فاطمة بو هراكة
بقلم عمار بولحبال

المغرب يعرف انتعاشة أدبية وفكرية:

يعتبر الشعر المسرحي من النماذج الشعرية القليلة التداول بين الأدباء في العالم العربي.. لكن مؤخرا أطلت علينا الشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح بنص مشترك في هذا النوع مع الأديبة المغربية المتميزة فاطمة بو هراكة... هذه الشاعرة المتألقة حاورناها لمعرفة رأيها وانطباعها عن هذه التجربة.. وأشياء أخرى باحت لنا بها في هذا الحوار.

- شاركت في كتابة مسرحية شعرية بعنوان فيتو على نون النسوة رفقة الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، فهل هي تجربتك الأولى في كتابة هذا النوع من الشعر؟

بالفعل لقد اتفقت والشاعرة العربية الكبيرة سعاد الصباح على مسرحة أشعارنا التي عملت على تنقيتها من مجموعة دواوين سواء كانت لها أو لي، وقد استغرقت الوقت لجعل هاته الفكرة قابلة للنقاش حوالي الشهر، بعدها قدمت هذا العمل للدكتورة الصباح التي أبدت إعجابها بالفكرة واستعدادها للتعاون المشترك من خلال هاته المسرحية التي أطلقنا عليها اسم فيتو على نون النسوة، وهو في الأصل عنوان لإحدى قصائد الدكتورة سعاد الصباح.
والواقع أن هاته المحاولة لا يمكننا أن ندرجها تحت مسمى مسرح شعري احترافي كما هو الشأن لمسرحية كيلوباترا أو مجنون ليلى أو غيرها لأن هذا الأخير له مقوماته الأساسية التي يرتكز عليها من شخوص ومكان وزمان مع وحدة الموضوع، بينما تجدنا نحن قد سافرنا عبر قصائدها في اللامكان واللازمان غايتنا الأولى والأخيرة هي تقديم مجموعة قضايا تخص إبداع المرأة.

- قيل أعطوني مسرحا، أعطيكم شعبا عظيما، إلى أي حد تؤمنين بهذه المقولة؟

يقال أن المسرح أبو الفنون، وهو بالفعل كذلك، ففيه تجتمع كل الجماليات من أدب وفن رفيع ولولا إيماني بدوره الفعال والمؤثر في تربية وتكوين الناشئة حتى تصبح شعبا متميزا ومثقفا ملما بقضاياه الخاصة والعامة تمكنه من اجتياز محنه ما كنت فكرت بالمرة في إنشاء هذه المبادرة ( فيتو على نون النسوة ) على خشبة المسرح الذي يظل الوسيلة الأهم لإيصال فكرة الأديب إلى مختلف شرائح المجتمع فكريا واجتماعيا.

- ما تقييمك للحركة الأدبية المغربية وما أوجه التشابه بينها وبين نظيرتها في بلدان المغرب العربي؟

سبق وأن طرح علي هذا السؤال في عدة محافل وحوارات سابقة وكان جوابي واضحا حيث أن المغرب يعرف انتعاشة أدبية وفكرية لا يمكننا نكرانها وقد يكون السبب في ذلك الاهتمام النسبي لنخبة الفكر المتسيسة خلال العهد الجديد إلا أنه على الرغم من ذلك لازالت هذه الحركة لا ترقى إلى مستوى طموحاتنا فهي لازالت رهينة الاتحادات والبيوتات التي تحركها في أغلب الأحيان أحزاب سياسية لهدف من الأهداف ومن تم فإن هذا الاهتمام لا يشمل كل الكتاب والمبدعين الذين تزخر بهم المملكة والذين يعانون في أغلب الأحيان التهميش الثقافي والاجتماعي كذلك، فليست هناك دور للنشر تعمل على دعم هذا المبدع إن حالفه الحظ وقام بطباعة مؤلفاته التي تبقى حبيسة جدران بيته فلا يطلع عليها أغلب القراء وهاته الأمور وغيرها كثيرا ما تشكل عرقلة كبيرة في وجه المبدع المغربي الذي أعتقد أنه لا يختلف كثيرا عن باقي زملائه المغاربيين , نفس الأمر يمكنني قوله عن الحركة الأدبية المغاربية سواء من حيث الايجابيات أو السلبيات فهناك تشابه بتشابه تاريخها ومعتقداتها ولغتها المشتركة.

- هل تتابعين الحركة الأدبية في الجزائر؟ وما هي الأقلام التي شدت انتباهك؟

لا أعتقد أن مسالة متابعة أدباء الجارة العزيزة الجزائر قد يعوقه شيء فهي بلد نحترمه كثيرا ونحترم أدباءه ومبدعيه بشكل عام، ومن الأسماء التي تمكنت من قراءة العديد من مؤلفاتها سواء على الشبكة العنكبوتية أو من خلال الطباعة الورقية نجد كل من : الطاهر وطار عبد الوهاب بن منصور، حبيبة محمدي،عبد العزيز غرمول، شهرزاد زغز، زكية علال، عبد الكريم قديفة، محمد الدلومي وآخرون ممن لا تحضرني اسماؤهم حاليا.

- ما تعليقك على مصطلح أدب المرأة؟

في السنوات الأخيرة بدأنا نستورد عدة مصطلحات تخص هذا الأدب الذي تكتبه الأنامل النسائية منها : الأدب النسوي، الأدب الأنثوي، أدب المرأة...
وما إلى ذلك من الأسماء وإن كنت شخصيا لا أومن بهذا التصنيف كتفرقة جنسية بين الرجل والمرأة فإنني في نفس الوقت مع التيار الذي يفضل هذا اللقب في إطار التخصيص لا أقل ولا أكثر بمعنى أن الإبداع هو إبداع إنساني شامل مع وجود بعض الخصوصيات الأدبية بالنسبة لكليهما رجلا كان أم امرأة.
فهناك اختلاف ولكنه في إطار الائتلاف وليس كقطيعة جنسية بين الطرفين.

- لمن تقرئين في هذا الصيف الحار؟

لقد تفضلت بالقول أنه صيف حار بمعنى أن الذات البشرية تحتاج لراحة نوعية أكثر من تشغيل العقل والذاكرة ولكنني على الرغم من ذلك فقد كان للقراءة نصيب نسبي من وقتي في هذا الصيف الحارق وعليه فقد قرأت لكل من الشاعرات : خلدية ال خليفة وسعاد الصباح مع بعض الكتاب العرب أمثال الدكتور إبراهيم حمامي و مصطفى زغلول.

- تحول كثير من الأدباء إلى النشر الالكتروني فهل ترينه بديلا عن النشر الورقي؟

لقد استفاد الكاتب أو المبدع العربي بصفة عامة من النهضة الإلكترونية التي شهدها العالم خلال العشر سنوات الفارطة، و من تم لاحظنا دخول الأدباء هذا المجال من بابه الواسع ، فشكلوا لأنفسهم مواقع خاصة تعنى بإنتاجاتهم الفكرية كما ساهموا في إثراء مواقع عامة مستفيدين بذلك من هذا التقدم التكنولوجي الجميل ، ومما لا شكل فيه أن النشر الالكتروني يعمل على نشر وإشهار اسم الأدباء بشكل سريع إلا أنني لا أرى أنه يمكننا الاستغناء عن النشر الورقي جملة وتفصيلا فلازال دوره قائما في حياتنا خاصة وأن شعوبنا العربية لا زالت تحت وطأة الظلم الاقتصادي الذي يظل حاجزا في انتشار هذه التكنولوجيا على عموم شعوبها، وعليه فأنني أرى أن النشر الالكتروني هو مكمل للنشر الورقي ودعامة أساسية من دعائم الانتشار السريع للفكر البشري.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى