الجمعة ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم
أغنية للقلوب المطفأة
نحن سكان المقابر وغابات الشجنذوي الأسماء المحفورة على مدخل الخيبةو الأيام المنثورة كالشامات على جسد الانتظارماذا نفعل بالفائض اليوميّ من الخطى؟في عصرنا الردئ كروائح الحاناتحيث تتساقط أفكارنا وأحلامكثمار بالغت في النضوجو حيث تختلط الحلمات بالقمل بالكلمات بأعقاب السكائرو تتناثر أنصاف الديانات في الشوارع الساهمةكالباعة المتجولينحين يصبح التسكع مؤسفاكالعودة إلى موقع الجريمةو تصبح المدينة جوفاء كالساقطةحيث المواطنون الرحل!تتلاقى عيونهم على عجلكما تتلاقى العجلات المسرعة بالإسفلتو كما تتلاقى العصافير الهاربة في كل اتجاهتحت أزيز المفاجئات***كل شئ مسرعحتى الطفولة والصداقةو لكن القصائد يا ليلى لا تكتب على عجلفكم عمر أحتاج مع عمريكي أكتب كلماتي التي ما كتبها بعدكي أعزف الألحان المتراكمة في رأسيكالظلال على الظلال..و أنا البطيء كصخرة خارج الجاذبيةأو كالتئام الجراح العميقةبل كيف يمكنني التخلص من كآبتي؟تلك الهرة الكستنائيةالتي أتركها في عتمة الليل في الشوارع النائيةثم أجدها بانتظاري عند مدخل الحارة على أحر من الجمرلقد أطفأتني بلادي..فانزعي دموع الشموع عن الطاولاتالليل خاتمتي وراحلتيوهذي الأزقة لن تحبل الأ بالأسفلقد أطفأتني بلاديفدعي الكمنجات تنشج كالطفل الضائع في ضلوعيسأبتسم أمام جلال الغروبو أكون جميلا في انحنائيكانسياب الحبر الأسود فوق بياض الورقلم أعد أحفل بالنهاربعد أن أضحى رخيصا كالشهرة والهاتف النقال....***سأعيش أيامي متمهلا وبلا هدىفي خدمة القلوب المطفأةو اللذين يتركون خارج الأعيادبانتظار الحافلاتو انقلاب "الوحل" على "الربيع"...حيث سأشمس الآلام كالحصائر والوسائدو أنظف شعر الحزن من (السيبان)ثم أضرب الدموع على قفاهاكي تتعلم آداب المائدةو آداب السقوط على الأرائك والطاولاتو تحت أنين الطيور المهاجرة إلى الأقفاصسأحتسي قهوتي معلقا نظراتي على الأبواب الذليلةو حزني يسيل كالظل في مفاصل العتبات......اتكئي معي على كتف النافذةو كفي عن حشو الكحول في أنف الأملهل ترين تلك النجمة عند المنعطف؟لقد كانت هناك البارحةو لا نعرف ما آلت أليهكل السماء كانت هناك البارحةوأنا عبد البارحة...أحب النصر والذكرياتوثرثرة الأثير والأماكنلكنّ جل ما أخشاه أن نستفيق لنكتشفبأننا ما كنا ولا كنا هناكلنجد أن زنوبيا كانت بائعة للهوىو أن كولومبسكان يبحث في الحقيقة عن هزيمتناو أن ابن سينا قاطع طريق وتجار مخدراتوابن خلدونكان مجرد بائع فول في الصالحية....لو أنني يا ليلى في عصر الظنون والسرابأتأكد أنني أمضي إلى حيث عليّ أن أمضيو أنني أعود إلى حيث علىّ أن أعودلو أن شمل الأشياء يلتئم مرة في العمر من حوليلأفرغت مسدسي في بطن طاولتيو أنا أغني عاريا كالغانية "فلترحيلي... رحل السراب"***لن نغنينحن الهراء الرومانسيّ الملوننحيا لنكتبلندخل محنة الإنسان إلى شوارع التاريخبوسع الفراش المسالم أن يجرحنافلماذا يتعبون السياط بعلك لحومنا؟أو ما أدركوا أننا عندما سنخونلن يجدوا متسعا من الوقت لتقبيل أطفالهمأو لمس سياطهمنحن أشباح الحواري وأشباح القصورو التنابل المتكئون في عرض السطورسنحرمهم حتى من متعة النظرة الأخيرة إلى أصابعهمإلى أسرتهمفانزعي دموع الشموع من درب نظراتيتثير قرفيأمسيات العائدين بالحسراتو تلك اللفتات المغلوبة على أمرها كالقاصرلن نغني يا حبيبهنحن اللذين ننام بأجهزة التحكمأوتارنا تستعمل في تنظيف أسنانهم من الفضلاتفموتي كأي زقاق فوق صدريالحزن يستفرغ في دمي كالمسمومو الكآبة تفرد جناحيها على كل لحنكأيقونة الطاغية...