الأحد ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم صبري هاشم

كرمُ اللذّةِ

في الليلِ
وكنتُ أريقُ ماءَ وحشتي ذات صيفٍ
سحرتني في المدى البعيدِ نارٌ
لم أدرِ ما هي
فصرتُ أعابثها من على صخرةٍ نبذتها الجبالُ
النارُ منّي تقتربُ وأنا عنها أنأى بصخرتي
في الليلِ
وكنتُ أغالبُ عيناً أرّقها الحنينُ
فجرتْ بغفلتي أشواقُ الثريا
عليّ تهاطلت
وارتمتْ كالعاشقةِ بين يديّ
هي الثُّريا
***
في أعلى لوعاتِ الليلِ
في أَرَقي تهمسُ
أو في أخصب حالاتِ الوجدِ
تمنحُ للعاشقِ صوتاً
أمراً
أحياناً دعوةً
أنْ أهجر يا هذا جسدَ المكانِ
مَن يذيبُ وحشةَ النداءِ إذن ؟
أنا العصاميّ الذي إنْ أطنبت في استدراجِه اللذّةُ هبَّ بوجهِها عاصفاً.
أنا الذي لا يؤتمر بأمرِ سلطانٍ ومِن عزيمتِه لا تثني المغرياتُ.
أنا الذي يؤاخي الغيمةَ الصدوق حين تُظهرُ همجيةً أصيلةً.
أنا المتوحش في الحقِّ أداعبُ بلسانِ الصدقِ شفاهَ الفضيلةِ .

أنا الذي لا يعرفُ مِن الوسائلَ غيرَ الوسيلةِ النبيلةِ ولا يحطُّ الرحالَ إلاّ عند بيتٍ كريمٍ.
أنا الذي لا يريقُ ماءَ وجهِه ولو من ماءِ الوجوهِ امتلأت بحارٌ.
أنا المتوجس ، من هفوةٍ ما أقبلت ، خيفةً لا أطرقُ باباً دوني أوصدت عمداً.
أنا المتغطرس ، إنْ شئتم ، لا أمنحُ غيرَ المعاني الكريمةِ وكلِّ ما في الآي من معنىً أصيلٍ فليزهرْ المعنى في السطرِ الكريمِ وليقبلْ الزاهدون.

تجرّدي مِن هذا الثوبِ الذي شفّ تحت نظري واكشفي عن قوامٍ ممشوقٍ جميلٍ فربما سعت إليكِ في لهفةٍ، ذات ضحىً، كلُّ الشموسِ.
تجرّدي
تجرّدي فأنا قادمٌ إليكِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى