الأحد ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٢
من الثقافية الى المحور .. والعكس

هند القاضي .. صورة شعرية

عاطف حزين

محاورة الشعراء بعيداً عن شعرهم مهمة شاقة، سيما إذا كانت كلماتهم الدارجة تنضج شعراً.
ومحاورة المحاورين امتحان عسير تظل نتيجته مؤجلة حتى النشر؛ وغالباً لن تتخطى درجة "مقبول".
فكيف الحال إذا كنت ستحاور محاوراً شاعراً.. أو للدقة .. محاورة شاعرة وأول حرف من اسمها : هند القاضي؟
يعرفها عشاق الغناء كشاعرة غنائية أهدت محمد منير "عنقود العنب" وقالت لمحمد الحلو "تعالى تعود بلا منطق بلا لازم بلا مفروض"

ومن يعرفها كمذيعة في قناة النيل الثقافية لا بد أنه اشتم معها "رائحة المكان" و "عطر الأحباب" وشاهد "سينما النيل".
ومن يود معرفتها أكثر فهي تعيش الآن مخاض ديوانها الشعري الأول "بقية ضل" لتطرح نفسها على جمهور شعر العامية كصوت مصري جديد.
هند القاضي تستحق المحاورة .. أياً كانت النتيجة.

هند ضبطك المشاهدون تتسللين من قناة النيل الى قناة المحور وها أنت تعودين الآن الى سيرتك الأولى كل ده كان ليه؟
 ثعم قضيت زهاء أربعة أشهر في المحور من باب الرغبة في خوض تجربة العمل في القطاع الخاص، وما شجعني على هذه الخطوة أن المسألة تقريباً في بيتها، حيث يسهم اتحاد الإذاعة والتلفزيون في هذه القناة. تستطيع أن تفسر التجربة القصيرة هذه بأن الإنسان دائماً يحتاج الى تمرين أدواته في أماكن مختلفة كنوع من تأكيد الذات وليس كرغبة في الاستمرار في المكان الجديد . كانت مهمة محددة بوقت وحين انتهى عدت الى بيتي مرة أخرى.

أظن أن المسألة تتجاوز تجريب الأدوات الى البحث عن انتشار أكثر ونسبة مشاهدة أعلى؟
 نعم ظنك أقرب الى الحقيقة ولا يعيب المرء طموحه ونزوعه الى الانتشار طالما أنه على ثقة من أدواته وقدراته.

كلماتك تحمل رائحة عدم الرضا عن كونك مذيعة في قناة ثقافية؟
 على العكس تماماً. فلو نظرت الى المسألة مثلما أنظر إليها، ستدرك أنني في تحد دائم مثلي مثل كل مذيع في النيل الثقافية، فالطرح الذي نطرحه ثقافي بحت قد لا يحمل عوامل جذب للمشاهدين ولكي تنجح فلا بد أن تمتلك قدرات ومواهب خاصة كمذيع .. طعم النجاح في المهام الصعبة يكون مختلفاً تماماً.

ولماذا لا تطرحون أنفسكم في قناة النيل الثقافية بصورة أقرب الى الشارع وبعيداً عن صالونات وكلمات المثقفين؟
 هذا بالضبط ما يحدث الآن. ولكني لا أنكر أننا في بداية البث كنا نقدم الثقافة بمعناها الضيق الذي لا يهم إلا فئة قليلة من الناس، لكن مع الأيام اتسع المشهد الثقافي ليضم مزيداً من المشاهدين المستهدفين من خلال تقديم الأدب والتراث الشعبي والسهرات الفنية والفن التشكيلي وثقافة الأزياء وهكذا نجحنا في تأكيد مقولة الثقافة أكثر اتساعاً وشمولية.

مع احترامي لكلماتك فما زال الكثيرون لا "يهضمون" فكرة قناة متخصصة في الثقافة ويفضلوا تمرير الثقافة من خلال قناة عامة وصولاً الى نتيجة أفضل؟
 أعلم ذلك وأعلم أيضاً أن التلفزيون المصري هو الوحيد في المنطقة، على حد علمي، الذي يقدم قنوات متخصصة، لكن لا تنس أن مصر دائماً تحتفظ بميزة الريادة. وقد اتفق معك على أهمية تمرير الثقافة من خلال قناة عامة ولكن لا بد أن يظل هذا المبدأ مقدمة للخطوة التالية وهي القناة الثقافية المتخصصة وهذا يعني أن الخطوتين مكملتان لبعضهما البضع دون أن نكون مطالبين بالمفاضلة بينهما. ولا تنسى أننا ننتمي الى شعب مازالت نسبة الأمية فيه مرتفعة ومن ثم يجب الاهتمام بالجانب التربوي.

هل ستطلين علينا مرة أخرى عبر النيل الثقافية بنفس برامجك القديمة؟
 لا .. سأقدم برنامجاً واحداً بعد أن كنت أقدم أربعة برامج لكن هذا البرنامج الجديد يجمع أفضل ما في برامجي الأربعة اسم البرنامج "في المرآة" وهو من إعداد الشاعر والكاتب الصحفي أحمد الشهاوي ومن إخراج المخرج الموهوب وليد محمود وكان من المفترض تصوير هذا البرنامج منذ فترة لولا الجراحة العاجلة التي أجريتها ومازلت أتعافي منها وفور استعادتي لكامل لياقتي سنبدأ التصوير خاصة أن الأستاذ جمال الشاعر رئيس القناة وافق على الفكرة ومنحنا الضوء الأخضر.

وأين هند القاضي الشاعرة من هذا كله؟
 موجودة لا تغيب عني لحظة لأنها الأصل في المسألة ولذلك أنا حالياً في المراحل النهائية لإصدار أول دواويني الشعرية "بقية ضل" وكما يبدو من اسمه ينتمي الى شعر العامية وسوف تصدره دار شرقيات. نعم الديوان تأخر بالنظر الى تاريخي مع الشعر، لكن أن أصل متأخرة خير من ألا أصل، سيما إذا كان وصولي يحمل نتاج محاولات طويلة في الكتابة استغرقت مني وقتاً طويلاً.

كيف تعتبرين نفسك وصلت متأخرة وصوتك الغنائي يتردد صداه في الشارع؟
 نعم قدمت تجارب غنائية ناجحة مع محمد منير ومحمد الحلو ولينا، لاقت قبولاً لدى المستمع لكن يظل الديوان الشعري هو همي ومشروعي الأول، الأغنية تتحكم فيها مواصفات كثيرة حتى تصل كما أريد أما القصيدة المطبوعة فتظل روحك الشعرية الحائمة حتى في ظل غيابك.

الدواوين الشعرية كثيرة لكن الشاعرات الغنائيات قليلات ألا تغريك الريادة خاصة ونحن شعب يعشق الغناء؟
 أنا أكتب الأغاني منذ ست سنوات تقريباً، كل سنتين أكتب أغنية، وأعلم أن هذه المنطقة من المناطق التي لا ترتادها المرأة إلا قليلاً ومهما كانت الإغراءات يظل المرء محكوماً بقناعاته وانتماءاته ، وأنا، كما قلت ، أنتمى الى القصيدة وليس الى الأغنية.

عاطف حزين

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى