الاثنين ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم ذياب ربيع

لا تسألوني

عاد الشاعر إلى وطنه الحبيب السليب بعد مرور خمسين عاما وكان أقسم ألا يعود وعلى ثرى وطنه
عدو لدود، لكنه كان في زيارة إلى بلد قريب وألح عليه ا لأصدقاء والأقرباء بتكحيل عينيه برؤية وطنه ، خاصة قد تداركته السنون . فزا ر دياره ا لسليبة في 18 - 12 - 1996 فنظم القصيدة وهو في ارض ا لوطن.

ضحكت لك الدنيا فعدت إلى الحمى
ورأيت كيف جثا وكيف تحطما
فانثر شبابك في الروابي أدمـعــــا
و اشرب هواك وذكرياتك علقما
هذي السفوح و أنت من أطـيـارها
غمزت حنينك والهوى مترنما
فكتمت في شفتيك صيحة غـاضب
غضب الإله لها ودوّت في السما
وترجرجت في ناظريك كـراهــــة
زفرت بعينيك الحياة جــهــنـمـا
 
لا تسألوني عن رجوعي بعدمـا
أقسمت لن آتي الديار مـسـلـّمـا
وعلى ثراها غاصب مستعمـر
لم يعرف التاريخ قبلا مـجـرمـا
أو يعرف التاريخ قبلا أ مـــــة
ترضى بمن غدروا بها ان تحكما
من كلّ مأجور عميل خـائــــــن
باع الضمير وباع ربّه د رهـمـا
لا تسألوني عا ئــدا من غربـــــة
مشدوهة طوت السنين على ظمى
من حرّ أشواقي وطول مسيرتي
أدركت لا وعدا قطعت مـتمـمــا
واليوم القاني غريبا بـيـنـكــــــم
وتلوح لي الأشياء سودا كالعمى
لا الأرض تعرفني ولا سكـانـهـا
مني ولا منهم الـيـهـا ا لمنتمــى
"يافا" و"حيفا" والجليل ملاعب
غبّرت فيها بالـشـبـيـبة مـلــهــمـا
كيف الإقامة في العرين مجـزأ
ومـرقّـعـا ومـقـطّـبا ومـفـصّمـا
أسياده الأبرار عنه تـشـــردوا
وغدا عليهم با لرجوع محرّمــا
لكنّ فيه المجرمون استوطنـوا
وتأسسوا وبنوا سـيـاجا مـحـكمـا
أما العروبة اينعت بـرؤسـهــــا
فقضى القضاء بأن تجز وتجذمـا
رؤساؤها وملوكها وشـيـوخـهـا
خدم لمن اعطى وجاد وانـعـمـــا
خدم " لأمريكا" التي تحمي لهم
تلك الكراسي كي تطاع وتخـدما
لعب" اليهود" على قليل عديدهم
فيها، بساستها رجــالا كالد مـى
يخشى "الرئيس"على الرئاسة منهم
أن حاد عن تخطيطهم او أحجما
ما أسخف الأيام تملي دولـــــــة
صغرى على من ليس منها أعظمــا
فاعجب لسادات العروبة ان هــم
رفضوا لسادتهم قرارا مـبرمـــا
كل الشعوب تقد ّمت وتـحـررت
لكن بهم قعدت ولن تـتـقـد مـــــا
هذي الصحاري تستعيذ ولم تجد
منهم أشـرّ ولا بـنـفـط أ لأ مـــا
جلبوا اليه الطامعين بـحـرقـــــه
نورا يشـّع على بنيها مـظـلـما
لا يستحون ويــخـجـلـون لأن لا
أدبا يحلي بـالـخـيـانة "مسلمـا"
صبغوا شواربهم وبيض لحاهـم
ليروا لهم وجها تقطّب مبسـما
فكأنما سود الشوارب واللحى
تضفي المهابة في السمات تجهمـا
ما يعتلي فيهم جبان مـنـصـبــا
ألا اعتلى جـهـل عـلـيـه وخـيـمـــا
حطّم قيودك ايها العربي واخلــع
عنك ثوبا الـبـسـوك مـصـمـمـــــا
عار عليك على المرؤة والعلى
أن تستضام مدى حياتك مـلـجـمـــا
 
هذي الديارأحب دار في الدنى
والظلم حقا أن تـضـام وتـظـلـمــا
كـم لـيـلـة نـاديـتـهـا بمدامـعـي
وسفحت قلبي في الدموع لها د مــا
لم يمض يوم في حياتي لم اكن
بحقوقكم وحـقــوقـهـا مـتـكـلــمــــا
وأذود عنكم بالبيان مــــرد دا
صيحاتكم أشكو الـنـوى مـتـألـمــــا
فنظمت للأ جيال غــرّ قـصا ئد
أملى حنيني أن تصاغ وتـنـظــمـــا
تروي مـآسيكم وتـشهـد أنـكـــم
من خـيـر مـن خلـق الأ له وعـمـما
لم يبق حسنا في الوجود وحلية
ألا وزين حـسـنـكـم مـتـكـــرّمـــــا
لا استطيب العيش ألا في الحمى
لو كان عيشا بالكرامة مـفـعــمـــــا
وأعيش حـرّا لا ذليلا خـانـعـــا
ألوي على يأسي وقيدي مـرغـمــا
 
أني مودعكم وتطلب عودتي
حرّية صعدت بروحي أنـجـمـــا
سأعود للوطن الذي حـبـذتــــه
مأوى، ودستورا عظيما قـيّمـــــــــا
أن قلت قولا لا يحاسبني على
ما قلته أحــد عـلا مـتـعــظّــمــــــا
سأقول للأ قزام من زعمائــــه
لولا " اليهود" لما ارتقيـتم سـلـّمـا
صوت الشعوب يرّن في آذانكم
فتموهون العدل صوتا مـبـهـمــــــا
لـكـم السياسة بالنفاق فضيلــــة
أن كان فيها للمنافق مـغــنــمــــــا
فدعوا بلادي من مسيرة صلحكم
حتى ولو "عرفات" سار وأسهمــا
أقصى الجهود بذلتم فمشى كما
يمشي المضلل لا يعي مـتـأ زمــــا
ويظن "أسرائيل" تطلب عطفه
من خوفها من ان تزول وتـعـد مــا
يا ويل أهلي من غرور زعيمهم
لا هـم أن زال الحمى مـتـزعـمـــا
 
خمسون عاما قد شربت كؤؤسكم
فخرا بأيدي المجرمين مـسـمــمــا
ما أنتشي بكفاحكم ونضالكــــــم
إلا وردوه انـتـقـامـا مـؤلــمــــــــا
لم أنسكم يوما وأعــلـم أنـنـــــي
معكم وأسأل دائما مـسـتــعـلـمـــا
أطوي بروحي في الفضاء معانقا
أرواحكم فوق الديار مــحـوّ مــــــا
سأظل في دنيا اغترابي حـامــلا
أعباءكم وبكم أظـّل مـتـيـمــــــــا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى