الخميس ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم عناق مواسي

من مجموعة اعترافات امرأة دافئة

رحيل

قبل أن يقفل باب منزله كتب لها بطاقة تبتسم إلى الله تركها معلقة على الجدار.
أريد أن أرحل قبل أن يسري إيقاعَ صوتكِ في جسدي فيطاردني، ليوقظ إحساس الحياة في مكامني،فصمتُ أعضائي مهدد بالخطر...
أريدك في حياتي ثورة من حجر، أريد أن اجتث كياني لأني لا استطيع أن افلت من قبضة الحب..

دهشة

فرِحَ كثيراً لأنه اخيراً استطاع أن يمحو اسمها من ذاكرته.. وسّرَ أكثر عندما نسي تفاصيل جسدها..وتنفس بعمق لإدراكه الشديد أنها لن تعود إلى كيانه من جديد..
استلقى بارتياح على كرسيه الهزاز وتناول الجريدة التي أمامه يطالع أخبار الدنيا بهدوء..
فتفاجئ عندما رأى صورتها تختفي وراء السطور وأن رائحتها تعطّر الكلمات وان صوتها ينبثق من حناجر الأخبار.. دُهشَ لأنه اخفق في محوها عن الوجود لأنها كتبت في دفتر حياته بالحبر السري...

امرأة في كل مكان

ماذا حل به؟ أين يمكنه أن يهرب منها؟ لقد دوّخته هذه المرأة!
يفتح عينيه في الصباح فيراها مبتسمة له، فيصرف نظره عنها فتغيب. يغتسل، فيشعر بها تذوب في يديه وبين أصابعه كقطعة الصابون، فيهرب منها. يمسك فرشاته فيحس بها تتغلغل في خصلات شعره، ثم يهرب أكثر ..يرتدي قميصه فيجدها في أزراره تختبئ منه تحت الأنسجة. يسرع إلى عمله، البحر عن يمينه والسماء فوقه تظلّل هذا العالم المترامي.. رآها تنير بنورها بين المساحة المتبقية بين السماء والأرض. ثم تختفي!
تنفس بعمق ظناً منه أنها رحلت لأنها استسلمت إلى يأس المحاولات..

وعندما جلس في مكتبه متناولاً جريدته الصباحية محتسياً فنجان قهوته الساخن مطالعاً الأخبار ذهل عندما احتضنت السطور فمسك الجريدة بقوة،قلبها بين يديه ليضعها في الجارور.. لكنه تفاجئ أنها تنتظره هناك بخفة... عبثاً ضاعت محاولاته نحو الفرار منها..
تيقن أنه رجل كوّره الحب من أرق، وإنها امرأة من زئبق....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى