الأربعاء ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم باسل محمد البزراوي

كلمات إلى بلادي

بلادي أشعلَ القلبَ الحنينُ
وأبكتني على حالي السنونُ
أعيشُ كأنني فيها غريبٌ
ويلهو بالمــــــــــــــــهانةِ من يهــونُ
ولذَّ بعينِ مُنبطحٍ أساها
وتُحزنُني الوكالةُ والــــــــــــــشؤونُ
فمن لونِ الدماءِِ كسوتُ حَرفي
وشِعري من جدائِلها عيــــــونُ
ومن ألحاظِ عينيها عيوني
بكتْ حتىّ تقرّحت الجـــــــفونُ
ولولا الريحُ أسمعتُ العذارى
قصائدَ قد يشيـــــبُ لها الجنينُ
فلي باعٌ طويلٌ هزَّ عرشَ الحبيبةِ
فانثنتْ فيها الغصـــــــــــــــــــــــــونُ
 
وسالَ الشِّعرُ من فَمِها رضابا
وادنفَ قَلبَها الوقعُ الحـــــــــــــنونُ
ولكنّ الإباءَ أبى وقلبي
به جرحٌ يعالجهُ الحــــــــــــــــــــــنينُ
أبيتُ على الطَّوى ويظلُّ رأسي
مصوناً زانَهُ الشرفُ المــــصونُ
ولستُ بحاملٍ زقاً وخمراً
تهاداهُ المرابعُ والبــــــــــــــــــــــطونُ
ولن أُشرَى مدى دهري بمالٍ
"وعندَ جهينةَ الخبرُ اليـــــــــقينُ"
فأني شاعرٌ قد شابَ قَلبي
ودونَك شِعرِيَ الوَلِهُ الرَّصينُ
واني مثلُ "ودِّجحا" أبيٌّ
عصيٌ ليس تَحنيني القــــرونُ
فلن أستجديَ الأَيامَ حتى
يضمُّ رفاتيَ اللّحدَُ الحـــــزينُ
فما من عادتي استجداءُوغدٍ
وما من عادتي فعلٌ مُشــــــينُ
وانْ عادتنيَ الدنيا فإني
لها كفءٌ ولستُ لها رهـــينُ
وإن رامت بنو الغرباءِ حتفي
وأعوانٌ لهم لا أســــــــــــــــتكينُ
فأنهّمُ كذيلِ الدّيكِ مالوا
مع التياّرِ يحدوهُم بطـــــــــينُ
وكانوا كالدمى تُزجى بأيدٍ
ملطخةٍ وكلهُّمُ لعــــــــــــــــــــينُ
تبدِّلُ جلدَهاالأفعى وليست
سوى أفعى مسوّمةٍ تـــكونُ
فهم جلبوا الجيوشَ وكبّلوني
كنصلِ السيفِ تغمدُهُ جنينُ
وهم راعوا النسورَ بعتم ليلٍ
وماضي الانتفاضةِ ما يـبينُ
وهاموا بالمزاريب انتشاءً
فأَوْهَنَهمُ هناكَ بها الزبونُ
بهم نزفٌ مِن الاشواكِ دامٍ
وأعينهم بها السَّيلانُ جونُ
قبعتُ "بإكسهم " وبقيتُ فرداً
تحيطُ به الوساوسُ والعيونُ
فما للنسرِ راعته بغاثٌ
وخيمَّ فوقهُ ليلٌ حرونُ
صفَعتُ وجوهَهم بالنَّعل حيناً
وبالبَصَقات والإصرارِ حينُ
وكان الحزبُ والأسرارُ أمراً
سأقضي دونهُ أو لا أكونُ
فكنتُ ولم أَبحُْ سِراً لوغدٍ
من الأوباشِ أو بعض "السنونو"
ففكرُ الكادحين أنارَ قلبي
ودربُ الكادحينَ هو الامينُ
وقِدماً لاحقوا طيفي طريداً
حَمتهُ جبالُ رابا والحزونُ
وكان معي الرجالُ ولست ادري
إذا ما كان في الوادي كمينُ
مشينا سابحينَ ببطنِ وادٍ
سحيقٍ ما به خزقٌ "أمينُ"
نجونا من فمِ الأفعى بليلٍ
عميمِ الشرِ تأنفهُ "الجنونُ"
كذا تبدو الحياةُ لكلِ حُرٍ
فليسَ له بها أبداً مُعينُ
وضاقَ فسيحُ دنياها بوجهٍ
تجعّّدُه المآسي والظنونُ
وأرضعهُ الأسى صبحٌ شرودُ
وناءَ بحملهِ حــــــتى القرينُ
ثلاثاً بالطّلاق تبتُّ بتاً
بأني لا اذلُّ ولا أهـــــــونُ
فما في الفقرِ من عارٍ وبيٍّ
وما في عزلتي أمرٌ مهـــــينُ
فما في الكرملِ الممشوق بأسٌ
إذا ما أوحدته هنا السنونُ
وما في شعبي العملاقِ عارٌ
إذا ما ثار والدنيا سكونُ
فلي بالشنفرى مثلٌ وسيفي
لسانٌ لاذعٌ صلتٌ مــــــبينُ
تحامتهُُ القبائلُ فأستثارت
حميتَّهُ البوادي والشـــــجونُ
فأقسمَ أن يفي بالدين حياً
وميتاً دونَ أن يعـــــــــروهُ لينُ
أبى أن يُسترقَّ فهامَ حُراً
بموماةٍ يلوّحها الأتــــــــــــــــــونُ
وآخى السِيد والآرام فيها
ودان لها وليــــــسِ لهم يُدينُ
وشامَ البرقَ فوق جبالَ نجدٍ
فيذرعها وتحجبُهُُ الحـــــجونُ
فكن ياثابتَ بن الأوس فينا
نبيا أنكرتْ دمَه المـــــــــــــتونُ
فأنت الذئبُ والحملانُ تجثو
أمامَ الذئبِ ضَعضعَها الأنينُ
إذا ما الحملُ رام َحمى ذئابٍ
وكزَّ بنابهِ فــــــــــــــالدُّونُ دونُ
فقلْ في الأمر" إنّ " ولا تبالي
فإن الحملَ مرجعهُ "شـــيمونُ"
وإن هرّت كلابُ عبيدِ "بوشٍ"
فأسْدُ الغابِ ضمّتها السجونُ
وإن حالَ الدمُ العربيُّ خمراً
فقلْ ما دهرُنا إلا ضــــــــــــــنينُ
وإن عوت الثعالبُ في عرينٍ
فإن الربعَ غادرهَ القــــــــــطينُ
فأرضُ الرافدين غدت ملاذاً
يلوبُ بها المخنَّثُ والخـــؤونُ
فقلْ للماجداتِ بأيّ حقٍ
تلدنَ أئمةً ولهم قــــــــــــــرونُ
علوجاًَ كالعلوج وليس فيهم
من الدين الحنيفِ هوىً و دينُ
فللأنبار فاحْنُوا الهامَ طراً
وللفلوجةِ الحـــــــــمرا أدينوا
وصونوا عريكم إذ بان حقاً
بها نجمٌ سداسيٌ هجينُ
فبابل بلَّ خديها بكاءٌ
وأشجى السومريين الظعينُ
تباعدت الأشاوسُ واستباحت
حمى تموزَمأساةٌ طحونُ
فجرحُ الأربعينياتِ تدمي
به في عام ألفين الحــصونُ
تنبّهَ شعبَنا العربيَّ وانعى
زعاماتٍ بها للغرب جينُ
وكن كالنسرِ في الآفاقِ سامٍ
فجرحُ عروبتي سقِمٌ ثخبنُ
ولا تدعوا "الرويبضَ"فوق عرشٍ
ِمنَ الآلامِ باسمكم يخونُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى