الجمعة ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم
عطر لجسد البلاد
لفردوسٍ اِختلجَ في جنحِه الرفيفُمنذ أولِ الليلِ، عطرٌلاهتياجِ وحشِ المتعةِ في المنامِحتى آخرِ الفجرِ، عطرٌعطرٌ لمَنْ ظلّت تُطارحُ أُذني غراماًتُبدد في كلِّ جفوةٍ سحائبَ المللِومِن وراء أستارِ رجولةٍتهمسُ :أنا سيدةُ المدينةِ التي ما انبجست وردةً في سريرولا تجلّت لمسافرٍ لذّةًولا أدركَ بطنَها بعضُ البطونِهي الخبلُ القاتلُعطرٌ لزغبٍ استنبته على جسدِ الملاكِ زفيرعطرٌ لجسديأنا الطائرُ الذي لا يحطُّ كرامةً لقانونحاملُ سجّيل ربِّكم التي ما أُمطرت على رؤوسِ الغزاةِحينما كان المُحتلّون يستلّون من البريّةِ رشاقةَ الغضاوبها يطعنون صدرَ بلادٍسُمّيت في أسفارِهم بلادَ ما بين نهرينأنا الطائرُ الخجلُالذي يترعُ بالأحزانِ كأسَ هيامِهومِن الكأس يشربُ بعمقِ الزمانِ نوراًمنذ اندلاعِ الفجورِفي أولِ ليلِ الكلامِ حتى ختامِ ومضةِ النجمِفي ذروةِ الدهشةِحتى اختصامِ برقٍ وسماءهي الخبلُ القاتلُظلّت تفترسُ نضارةَ وجهِ المكانِفليُعَطّرْ جسدٌ في قافلةٍ آبقةٍوبه فلتُشْبَعْ الريحُخبلٌ ظلَّ يطاولني :ها قد مرَّ المحتلّون على جسدِ أرضٍفي أسفارِكم سُمّيت أرضَ الرافدينفجراً مرَّ العابرونوبعد ؟لم نكن نياماًحين فقدنا وسائلَ الصحوةِعطرٌ لجسديأنا الساهرُ في آخرِ الخيامِعطرٌ لجسدِ سيدةِ البلادِالتي رفعت همسَها كغَزَلِ وردةٍ لذكرِ وردٍ في آخرِ الغصونِ :مِن أحلامِ الغضا ثقّفْ نبالَكواشحذْ بكلِّ الغضبِ سيفاًإلى غِمْدِه لن يعودَهي عاصفةُ البلادِ التي ما هدأتإنما الأبناءُ في وجهِها ابتنوا سدوداًإنما الأبناءُ في الضلالةِ أمعنوايا لخيانةِ الرّبِّفي هذا الفجرِ المُتضوعِ بأنفاسِ الجفاءِعطرٌ لسفحِ روحي المُشاعِمنذ انهيارِ جسدي المُكبّلِ بسلاسلِ الخيباتِعطرٌ يطوقنيعطرٌ يفارقنيعطرٌ لجسدِ أرضٍ سُمّيت في بعضِ أسفارِكمأرضَ السوادِفلم تعد أرضاً سواداً حين بها مرَّ السوادُ خفافاًوحين غادرها السوادُنزفت عطرَهاعطرٌ بعد ألفِ فراقٍ وفراقعطرٌ لجسدِ العراق