السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم تركي بني خالد

تعالوا نتواصل..!

شئنا أم أبينا نحن نتواصل طيلة النهار وأجزاء من الليل وحتى أثناء النوم نكتشف حين نصحو بأننا كنا على اتصال مع عوالم بعضها مألوف وبعضها غريب وبعضها متناقض لا يعرف النطق أو التجانس, لكننا نتواصل.

ما دامت هناك فكرة واحدة لدى أحدنا, فإننا نتواصل. وما دامت هناك معلومات كثيرة تصل إلى دماغنا عبر حواسنا المختلفة فإننا نتواصل. وما دمنا بشرا لدينا أحاسيس ومشاعر وانفعالات وتهزنا العواطف فإننا نتواصل ويحدث كل ذلك حين نقرر أو حتى عندما نمتنع عن الإفصاح, فإن المعاني تتدفق منا وإلينا.

ألم تسمعوا بعبارة "الصب تفضحـه عيونـه"

أو ليست عيوننا مصدر إيحائنا إلى الآخرين وجسور رسائلنا إلى من حولنا؟

المهم أن هناك رسالة فما دامت هناك رسالة فإن هناك مرسل ومرسل إليه وكذلك حامل الرسالة. المهم أن هناك تعبير عما يجول في خاطرنا من أفكار ومعان ومقاصد. لكن الأكثر أهمية أن تصل الرسالة فكثير من الأحيان قد تضل الرسالة طريقها ولا تجد من يستقبلها.

قد لا تصل الرسالة أبداً وقد تصل مشوهة غير واضحة تستعصي على الفهم. وقد تصل الرسالة دون أن يحدث التواصل المنشود, فالتواصل إما أن يكون فعالاً أو لا يكون.

إن المرسل إليه يقوم بتفسير الرسالة ومعالجة معانيها وفك رموزها بحثاً عن الفكرة الجوهرية. وإذا لم يتلق المرسل إليه الرسالة بنفس الطريقة التي أرسلها المرسل, فإن هناك مشكلة ما ستحصل.

إن التفاعل الإنساني عملية معقدة, ولكنها مهمة وخطيرة في الوقت ذاته. إن من شأن الاتصال اللغوي اللفظي والجسمي والإلكتروني إدامة سعادتنا من خلال بناء جسور المودة والمحبة والتعاون بين هذه الكتل البشرية التي تملأ المكان.

إن التواصل الفعال أساس القيادة الفعالة, وإن من يريد التأثير في الآخرين وتوجيه سلوكهم عليه إدراك أسرار التواصل الفعال. فلا يمكن إجبار الآخرين على سلوك معين طيلة الوقت.

فلا بد من الإقناع والاقتناع قبل أن نقوم بتصرف ما. إن التواصل الفعال سمة تميز الناجحون والناجحات في أعمالهم وحتى في حياتهم الشخصية.

نحن نعيش في محيط من العواطف والانفعالات ولكن كل منا له طريقته وتجربته الفريدة في فهم هذه الأحاسيس وطريقة التعبير عنها. وعندما تضل الرسالة تحدث المشاكل ولا ينفعنا عندئذ أن نتهم الطرف الآخر انه لا يفهم.

إن التواصل الفعال مسؤولية مشتركة يتحمل أعباءها طرفا المعادلة ولا بد أن يبذل كل طرف جهداً تعاونياً مخلصاً في سبيل التوصل إلى الفهم. فلا يمكن التعامل مع الآخرين في ظروف من عدم الثقة والخوف المتبادل وعليه فلا بد أن تحمل رسائلنا إيحاءات إيجابية تعبر عن الاهتمام والرغبة في بناء الثقة والتعاون.

إن التواصل الفعال أكثر من مجرد كلمات. فلا بد من أن نهتم بالرسائل التي ترسلها أجسامنا أيضاً. إن نبرة الصوت ووضوح النطق جزء مهم من التعبير كما أن لملامح الوجه كثيرا من الدلالات التي قد تساعد على إيصال المعنى أو إخفائه.

إننا نحاول إخفاء مشاعرنا أو أفكارنا, لكن حركاتنا غير اللفظية قد تفضح مقاصدنا. وعليه فهذه دعوة إلى تناول مهارات التواصل الفعال بشكل جدي. إنها دعوة إلى تعميم ثقافة التواصل وتنمية وسائلها؛ ففي ذلك خير كثير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى