الأحد ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مروات

جميل البحري منشأ مسرح الرابطة الأدبية.. وحيفا فلسطين!

عرفت فلسطين مجموعة من الأسماء التي اهتمت بالكتابة للمسرح ما بين عامي 1919 و1949، وعلى رأسهم جميل حبيب البحري الذي كان من أهم الكتّاب الذين كتبوا للمسرح قبل عام 1948، حيث قام بكتابة 12 مسرحية من أبرزها:

الوطن المحبوب، 1923، نشرت في القاهرة
الخائن، مأساة من 3 فصول، 1924
في سبيل الشرف، مأساة من 5 فصول، 1926

ومنهم أيضا جميل وصليبا وفريد الجوزي من بيت المقدس الذين ساهموا أيضا في إنشاء الإذاعة الفلسطينية في منتصف الثلاثينيات وكان لهم الدور الرائد في التمثيل المسرحي والأدوار الساخرة التي ملئت القدس لكثرة عروضها.

ولابد للإشارة إلى بعض الشخصيات الجانبية التي كانت تكتب الروايات المسرحية إلا أنها في الوقت ذاتة كانت تمارس أعمالا مختلفة مثل الروحية والاجتماعية وعلى سبيل الإشارة الارشمندريت اسطيفان سالم الذي عمل في خدمة الكنيسة في بداية الثلاثينيات وهو من مواليد الناصرة إلا إن ولع المسرح وهاجسة رافقة حتى ايامة الأخيرة.

ومن الشخصيات النسائية التي دخلت هذا المجال وأبدعت بة حتى الثمالة !الأديبة الفلسطينية أسمى طوبي التي نزفت من ريشتها حبرا فتولدت مسرحية عام 1942 بعنوان شجرة الميلاد!

وكانت طوبي مهتمة بأدب المسرح وبقدسيتة وبكينونتة إلا أنها لم تعطية عرقا وجهدا. حيث كانت منشغلة في منظومة الاتحاد النسائي التي بادرت بتاسيسة في عكا في تلك الحقبة المبكرة التي ترافقت مع نمو الفكر النسائي الناشئ!

جميل البحري كاتب قصة مسرحية والى جانب هذا فهو صحفي متمرس ملأت عباراتة الصحف والمجلات العربية والأوروبية. ومؤرخ أولى أعمالة كانت لمدينة حيفا فلسطين عام 1922 حيث بادر بتأليف كتاب يحتضن تاريخ حيفا من الحقبة العثمانية وكل ما يتعلق بتراثها مشيرا بة للكثير من المصادر التي أشارت لحيفا..

عمل في حقل التعليم وكانت لة عناية خاصة بالأدب. فهو كاتب وقاص مسرحي ومن المؤسسين البارزين لحلقة الأدب في حيفا العربية عام 1922, وهي السنة التي أحدثت نشاطا ثقافيا لامثيل لة حتى في كل مدن فلسطين الرئيسية.

فقد بادر البحري بإقامة سلسلة من المحاضرات والحفلات والمسابقات للتأليف المسرحي والقصصي., وتشجيع الشباب على إتقان فنون الخطابة والنظر في كل نقيصة من نقائص مجتمع حيفا الأدبي واصلاحة والعناية بالتعليم ونشر الكتب الأدبية.

ومنها فقد كانت بداية التعاون بين ابرز الدول العربية في مجال المسرح مثل مصر ولبنان وسوريا. خاصة بعد أن قام بزيارة مدينة حيفا نخبة من جهابذة المسرح العربي "المتجول "
كفرقة جورج ابيض التي زارت البلاد ابتداءا من القدس مرورا بيافا واستضافا بحيفا العربية التي كانت قد انشات عدة مسارح من أبرزها مسرح الرابطة الأدبية في منتصف العشرينيات.

وقد زار حيفا الممثل المصري الكبير يوسف وهبي ضمن سلسلة الزيارات التي قام بها بين مدن فلسطين وقد بعث بتلغراف من فرقتة " رمسيس " تعلن الزيارة الفنية الأولى من نوعها في تاريخ المسرح العربي الفلسطيني ومكانها حيفا!

أنشا في حيفا مجلة باسم "زهرة الجميل" وهي أدبية حملت المقطع الثاني من أسمة عام 1921 إلى أنة قام بتغيير اسمها لتصبح جريدة "الزهور" مكانها حيفا وغايتها أدبية, تاريخية, روائية, وكانت تصدر مرتين في الشهر واستمرت بالظهور حتى عام 1930 حين قتل صاحبها ومنشأها فقيد الشباب.

ومجموعة "الزهور" تصور طورا واسعا من أطوار الفكر في فلسطين. وشجع جميل البحري الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية, وقد قام بتخصيص القسم الأول من "الزهرة" للروايات, وكانت في معظمها منقولة عن اللغات الأوروبية.

يبدو أن الفن القصصي الفلسطيني في القرن العشرين استوحى، في مراحله المبكّرة، القصة الغربية المترجمة إلى اللغة العربية بالمقام الأول، وكانت هذه حالة في البلدان العربية بأسرها، حيث أخذت أولى قواعد هذا الفن مباشرة من الأمثلة الحديثة الأولى لفنّي القصة القصيرة والرواية في الأدب الغربي الحديث. ولم يبدأ باستلهام أنواع القصص التي يزخر بها الأدب العربي إلاّ بعد ذلك، أي حوالي منتصف القرن.

خليل بيدس وأحمد شاكر ألكرمي وجميل البحري وسليم قبعين

جاءت أوّل الجهود المركّزة لشدّ انتباه الكتاب الفلسطينيين من ذوي الطموح الأدبي إلى الفنّ القصصي وإلى قدرته على تلبية حاجات جمهور القرّاء المتنامي، من جانب كتّاب مثل خليل بيدس, وأحمد شاكر ألكرمي, وجميل البحري.

فقد أسّس كلّ منهم مجلّة أدبية خاصة به وأشرف على تحريرها بنفسه، وغدت تلك المجلات منابر مبكّرة لنشر القصص التي كان أغلبها مترجماً عن اللغات الأوربية. وقد عمل ثلاثتهم في مجال الترجمة الأدبية الهام: إذ ترجم بيدس، الذي درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة، مباشرة عن الأدب الروسية أو عن ترجمات روسيّة لكتّاب أوربيين آخرين مثل ماري كوريلّي وفكتور هوغو. وكان ألكرمي يجيد الإنجليزية، فترجم أعمالاً لأوسكار وايلد ومارك توين، كما ترجم عن ترجمات إنجليزية وروسية مثل تشيخوف وتوليستوي وغيرهم. أما البحري فقد حوّل العديد من النصوص القصصية إلى نصوص مسرحية، وكان مولعاً بشكل خاص بترجمة القصص البوليسية.وقد اهتم هؤلاء الكتّاب في النظرية، فأكدوا على أهمية الفن القصصي لمجتمعهم الفلسطيني المعاصر..

كان بيدس يرى أن القصة ركن من أهم أركان الحضارة وأسهلها انتشاراً وأقدرها على التأثير على قلوب الناس وأرواحهم وعلى أخلاقهم وعاداتهم.

وعلى كاتب القصة في رأيه أن يكتب للعامة وليس للخاصة، ولذا فإن عليه أن يختلط بعامة الناس ويتعرّف على حياتهم ومشاكلهم، فالكاتب في نظره نبيّ ما لا يراه الآخرون.

والكاتب الحقيقي هو ذلك الذي يعيش للفنّ ويكتب للفنّ. والعمل القصصي الكامل هو ذلك الذي يطمح لأهداف عليا فيُعلي من شأن الفضيلة ويذمّ الرذيلة سعياً للارتقاء بشخصية القارئ وتنوير عقله. يقول بيدس، لا شك في أن قيمة القصة تكمن بما فيها من منفعة وبما ترمي إليه من مغزى. كذلك فإن أحمد شاكر ألكرمي يرى أن على القصصي أن يسعى للفائدة الأخلاقية ولتقديم نقد بنّاء للمظاهر البالية في المجتمع الفلسطيني في زمنه.

نجد هذا الموقف الأخلاقي كذلك عند جميل البحري الذي لم يتوان عن تحرير النصوص التي عمل على مسرحتها، مستبعداً ما كان يحسبه عديم الفائدة من المشاهد الغرامية التي لا تناسب أعين الشباب وأسماعهم في رأيه.

آخر ماكتبة المرحوم جميل البحري هو تحقيق صحفي يوم اعدم بة الشهداء الثلاثة جمجوم, وحجازي, والزير, في مدينة عكا عام 1930 تبعا لسياسة البراق التي كانت السبب لتعليق هؤلاء على أعواد المشانق.

وفي افتتاحية صحيفتة خصص لهذا اليوم المشئوم كل طاقاتة حيث كانت آخر كلماتة بمقالة كتبها ولم يقرأها وهي:"الساعة الرهيبة في حيفا وسائر فلسطين احيوا ذكراهم لمن قضوا للوطن". وقد قتل البحري على يد شخص من عائلة دبوس من قرية صفورية وكان النزاع على ملكية إحدى المقابر في حيفا عام 1930.

كان للبحري مؤلفات كثيرة وزخم كبير في الرواية المسرحية على وجة الخصوص.

من مؤلفاتة:
 
1. الاختفاء الكبير
2. أبو مسلم الخرساني
3. بنتكرتون واللص الظريف
4. حصار طبريا "مسرحية"
05 الخائن "مسرحية"
6. الزهرة الحمراء
7. زهيرة نشر مكتبة حيفا الوطنية.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى