الاثنين ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم علوي هاشم حسن الخضراوي

نفثة الغيظ

عذرا ً إذا غـاض ً الشعـور ُ وخانـا وإذا اشتـكـى قلـمـي النحـيـل بيـانـا
وإذا ارتــأت أن لاتـجـود قـريـحـة ُ ُ أو أن تصـوغ َ لــك الثـنـى أوزانــا
يأبـى الـه ُ الشعـر ِ وهــو مراقـبـي إلا بـــأن يــوحــي لــــيَ الأحــزانــا
فــي كــل خـاطـرة ٍ وكـــل قـصـيـدة ٍ كتـب الأسـى فـي صدرهـا العنوانـا
أبـدا وهـل يعصـي الـرسـول إلـهـه ليـطـيـع عـبــدا كـائـنـا مـــن كــانــا
ما حيلة المحبوس في ضنك اللظى أن لا يــكـــون مـدلــهــاً حــيــرانــا
أن لا يصـب الدمـع جـمـرا محـرقـا أن لا يــكــون مـسـهــداً سـهـرانــا
لكنـنـي لــم أحــن رأســـي والـــذي أرســـى الـجـبـال مـذلــة وهــوانــا
وإذا الزمـان رمـى علـي سهـامـه ُ فــدروع صـبـري تحـطـم الأزمـانــا
ومديـنـة الـشـعـراء تـشـهـد أنـنــي لـــم ألـــف فـيـهـا خـائـفـا وجـبـانــا
عشـرون عامـا جلـت فـي حلباتهـا ونـهـلـت مـــن أكـدارهــا ظـمـئـانـا
هـو موطنـي لكـن ذمـمـت ربـوعـه لــمــا فــقــدت بـرمـلــه الأوطــانــا
إنـي أتيـت مـن القطـيـف مشـمـرا ً عـن ساعـدي اهـدي لــك الألحـانـا
وأجـــس أوتـــار الـخـلـود لـعـلـنـي ألــقــى بسـاحـتـهـا إلــــي مـكــانــا
وأزف ُ تهنـئـتـي إلــــى الأحــســاء أسـرع بالخـطـى متبسـمـا ً جـذلانـا
ووجـدتـنـي وأنـــا أسـيــر يـظـلـنـي سـعــف النـخـيـل تـرفـقــا وحـنـانــا
وقفـت بواسقـه الـطـوال فـلـم أرى شـمـسـا ولا قـمــرا بـهــا نعـسـانـا
فكأنهـا البيـض الكـواعـب أطبـقـت بـشـعـورهــا وتـســتــرت ايـمــانــا
وترى النسيـم يهـز ُ مـن خصلاتهـا شغـفـا ً ويمـسـح جذعـهـا هيـمـانـا
والـمـاء يهـمـس للحـصـى فـكـأنـه مـــن صـوتــه متـحـسـرا ً نـدمـانــا
ارن ُ إلى الأغصان تحضن بعضها كالـعـاشـقـيـن فـانـثـنــي خـجــلانــا
وثملـت ُ مــن تــرب ٍ كــأن أديـمـه ُ مــن جـنـة الخـلـد اكتـسـى ألـوانــا
أحسـاء ُ مـن قلـب القطـيـف تحـيـة ركـــب الـهــوى بسفـيـنـهـا ربــانــا
إنــا وانـتـم مـــن جـــذور فسـيـلـة ٍ يسـقـي النـبـي ُ عروقـهـا الايـمـانـا
مـن الــف عــام ٍ لا نــزال كعهـدنـا نحـيـا عـلــى الـعـهـد الـــذي آتـانــا
نظمـا ويشـرب غيرنـا مــن عذبـنـا لـكــنــنــا لا نــنــكـــر الاحــســانـــا
لا الـفـقـر شـردنــا ولا ضـقـنـا بـــه ذرعـــا ً ولا مـــن ظـلـمــه أبـكـانــا
لم نسلب العيش الرغيـد ولـم نمـت قـهـرا ولـــم نـقـطـع يـــدا تـرعـانـا
قــد طــاب عـيـش لا نـريــد بـغـيـره بـــدلا ليـسـتـلـب الـغـنــى أســرانــا
انـا جنـود الفقـر نفـتـرش الضـحـى ونـذيــق ســمــر رمـاحـنــا دنـيـانــا
وخيولـنـا العـبـرات والـهــم الـــذي لا يـنـجـلــي الا بــســفــك دمـــانـــا
وسيوفـنـا زبــر الـجـريـد ودرعـنــا مــن رمــل هـاجـرة تفـيـض حنـانـا
انـــا وانـتــم سـادتــي نــســري ولا نــدري مـتـى يلـقـى لـنــا مـرسـانـا
أقـصــى أمانـيـنـا بـــأن نـحـيـا وأن نـنـســى ســيــاط مــــؤدب ربــانـــا
متقنعـيـن عـلـى الــدروب وغيـرنـا يمشـون فـي حـسـك العـنـا إعـلانـا
أحـسـاء ُ لا هـمـي كـبـيـر ولا أنـــا ممـن يـنـوح عـلـى الـدنـا خسـرانـا
لا لـيـس بــي غـيــظ ولـكــن نـفـثـة شـاء القصيـد بــأن تــرى شكـوانـا
صرخ القريض فمت ُ من أصـداءه يــــوم الـنـشــور تـرقـبــي لـقـيـانــا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى