الثلاثاء ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم محمد متبولي

تحت نيران الحصن

تتصاعد ألسنة اللهب من فوق أسوار الحصن، تتعالى اصوات المحاصرين بالنيران، من اين أتى اللهب وكيف اشتعل الحصن؟، لابد انه احد المخربين الذى اراد اشتمام رائحة شواء الاجساد، ودمار الاملاك، وقتل البراءة فى أعين الاولاد، ولكن كيف انه درب من الخيال فلو أخترق أحد الحصن لكان أول المحترقين، فأسوار الحصن بلا أبواب من اراد ان يدخله أو يخرج منه عليه تسلق الصعاب، ونظرت من فتحة فى الجدار لاعرف كيف بدا الحصن المنيع يهوى و يتحول حراسه الى أكوام من الرماد، رأيتهم ولم أصدق عينى، من المؤكد أن الدخان الكثيف هو الذى هيأ لى ذلك، وسرعان ما ادركت انها الحقيقة لا الخيال، لما يفعلون ذلك بأنفسهم، كيف يجرءون على الانتحار، رأيت كل منهم يسكب الوقود على نفسه وبيته وأهله ثم يشعل النيران، يصرخ ويتألم ويتشوه ولا يلقى بنفسه فى برميل الماء المجاور له، كان بينهم من يقول ( أفيقوا أيها الحمقى لا تحرقوا انفسكم) ولكن دون جدوى، كلما حاول احدهم اطفاء النيران تجمع حوله المحترقون فأحرقوه معهم، زادت سرعة الريح وزادت معها النيران، تحطمت المنازل، وخربت الشوارع والازقة، تفحمت الاجساد، تهدمت المدارس والمصانع والمشافى، سقطت الاسوار من شدة اللهب وأصبح الحصن مباحا.

جاء الجميع ليشاهد ما كان الاقتراب منه بالامس مجرد حلم، سار الجميع على بساط من العظام، وجدوا بيتا صغيرا لا يوازى أى بيوت الحصن قيمة أو جمالا ولكنه تميز عنهم بأنه لم يحترق، حاصروه جميعا ثم أقتتلوا من أجل الفوز به، وما أن اعلن المنتصر حتى سكب الوقود على البيت ثم أضرم فيه النيران، ووقف يقول ( اليوم انتهت اسطورة الحصن وغدا نهدم ما تبقى منه ونبنى حصنا جديدا ولكنه مباح لكن من أراد).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى