الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم رياض أبو بكر

أشجان من وقْعٍ الزمان

تغطي البـحرَ أمـــواجٌ
ومــاءُ البحـرِ أحـزاني
 
سفــيناً عمـتُ في الدنيا
ودمـعُ العـينِ قبطــاني
 
حيــاتي سهـلُ مأسـاةٍ
طغـت فيه كــوديانِ
 
وأحـــلامي كعصـفورٍ
أســـيرٍ عنـد ثعـبانِ
 
ويمــحو حلــمَ أجدادي
زمــانٌ كــافرٌ زانـي
 
وفقــري ما لــه حـلٌّ
سيبـــقى طـولَ أزماني
 
نحيــبٌ دقّ أبـــوابي
وليــلٌ غال أحـــضاني
 
ســــديمٌ حطّ في قلبي
وصــاغ الظلمُ أشـجاني
 
كفــاني صمـت أيــامٍ
وصــبري كــان إيماني
 
يمــوجُ المـوتُ في قلـبي
وكـظمُ الغيـظِ عـاداني
 
تبيــتُ الآهُ في عـــيني
وعيــني مثـلُ بركـانِ
 
فأرضُ العـدلِ قد زالـتْ
وبـاتَ العــدل وحـداني
 
رمتــني قصــتي الثكلى
ونـورُ الشـمسِ راعـاني
 
وليــلي مـثل أشـعاري
غطــاءُ المـوتِ سجّـاني
 
فأرضــي جلّ أفكــاري
ومــنها نبـض شـرياني.
 
ففــيها ريـعُ مــيلادي
وأوراقــي وأغـصاني
 
أنا حُــرشٌ هنــا صخرٌ
هــنا أطـرافُ نيـسانِ
 
هنا دقـاتُ أجــــراسٍ
هـــنا أصـواتُ آذانِ
 
هنا طـــيرٌ يغـــذينا
أناشـــيداً لحـــسّانِ
 
فـــراقُ الأرضِ أعيـاني
فــراقُ الأرضِ أردانـي
 
قتــيلاً غــيرَ ذي عيشٍ
رحــيلُ الأرضِ أفنـاني
 
غيـــابُ الأرضِ عن عيني
غيـــابٌ كان أعـماني.
 
وأمّـــي نابهـا غــدرٌ
ظــلامٌ راعَ وجــداني
 
سأبكــيها مَع الأقــصى
سأبــكي كلَّ ألحــاني
 
وبيـــتي قيدُ أغــرابٍ
أحاطـــوهُ بنـــيرانِ .
 
وزالــــوا كلّ أصحابي
صــديقٌ يسـبقُ الثـاني
 
تخلـــوا كلهم عـــني
بدعـــوى أننـي الجاني.
 
وذاك القـــومُ يا قومـي
يعيـــشونَ بأوطــاني
 
وأضـــحوا مثلَ حـكامٍ
فصــارَ الغربُ سـجاني.
 
فأمشــي دون أنــاتٍ
غــريبٌ دون أشـجاني
 
لماذا صـــرتُ ذا قهــرٍ
وقهــري عـاد نـاداني
 
بــلادي صــار يغزوها
عــدوٌ مثــل شـيطانِ
 
عــداءٌ عاش في قــومي
يصــلّـون لســلطانِ
 
ولا قـــــولٌ يغذيني
وقـولُ الحــقِّ يرعانـي.
 
لغــــاتُ العربِ آفاقٌ
لغــاتٌ دون أقـــرانِ
 
ولـــكن جاءها غــربٌ
عـــدوٌ ضد قــرآنِ
 
حروف الحقّ ألغــــوها
وصــار الظلــم إنساني.
 
لماذا النـــاسُ قد حاروا
كأضــــدادٍ كـألوان
 
هنــا أبنــاءُ ذي قـهرٍ
هنــا أحفادُ قــحطانِ
 
هنا الأطـــعامُ قد ترمى
هـــنا أوطـانُ جوعانِ.
 
كبير الســـنِّ من عمري
وجســمي ناحـلٌ حاني
 
يريـــني الدهرُ أســرابا
صروفا كــان أعطــاني
 
أنا والحـــزن قـد عشنا
صغــيراً كنــت، رباني.
 
أيضــحي كلُّ ذي قـلبٍ
حقـــيراً غــير إنسانِ
 
سأنســـى ظلمَ مأسـاتي
وأحــيا رغــمَ أحزاني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى