الثلاثاء ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٢

الطير الأخضر

قصة من التراث الشعبي الفلسطيني

كان هون هون هالزلمة. إله(له) هالولد وهالبنت، وامهن ميتة. والهن جارة. الجارة أرملة. كل يوم هاي الأرملة توزّ [1] الولاد، تقولهن: "ولكو بعده أبوكو بدش يتجوز". يقولولها: "بعده". تقولهن: "ولكو قولوله: يابا اتجوز جارتنا". يروحوا يقولوله: "يابا اتجوز جارتنا". يقولهن: "يابا بعدكو زغار. إسار خالتكو بتصير تقتلكو.تتكبروا بعود اتجوز". يقول لبنته: "تتكبري يابا وتصيري تغدري تملي النشالة".
تروح هاي البنت تقولها: "هيك، هيك بقول أبوي". تيجي تملي النشالة وتجيبها، تحطها بدارهن وتوز البنت تروح تقول لأبوها: "يابا هياني صرت كبيرة مليت النشالة، اتجوز جارتنا". يقولها: "تتصيري تغدري تعجني، تتصيري تخبزي، تتصيري تطبخي..".
وشو ما قالها تيجي جارتهن تعمله وتروح البنت تقول لأبوها: "يابا هياني عملت هيك وهيك، اتجوز جارتنا".
اجا يوم يوم، اتجوز جارتهن. صارت تتثقف عليهن وتقتلهن. يوم يوم اجا جوزها. قالها: "يا مره والله مشتهيين الكرش". قالتله: "جيب كرش تنا نطبخه". راح جاب. جابت هالكرش ونحتته ونظفته وعالته على النار. جوزها بالحراث. هي عالته عالنار وقعدت تكنس المصطبة. صارت تكنس هواه [2] هوايتين وتقوم تَعِسّ هالكرش إذا استوى. تطول كرعونه، توكلها. تعاود تظرب هوايتين وترجع: "تني أعس هالكرش". تطول كرعونة، توكلها. الحاصلة، فقدت حلها والا هي ماكلة هالكرش كله مش ظايل إشي.
: "يي! ريتني مشحرة. إسا كيف بده يساوي فيي. إسا بده يروّح من الحراث، شو بده يوكل. والله غير يذبحني، والله غير يذبحني. ولك روحي نادي عاخوك بسيع" [3]. تصير هذيك البنت تبكي، عارفة.
: "يا خالتي لليش؟ شو بدك في أخوي؟" تقولها: "بقولك روحي نادي عاخوك. والله إن ما رحتي نديتيه غير أموّتك شيلة" [4].
هذيك تروح تنادي : "هيه يا خيا تعال وماتجيش / سنولك السكاكين عابواب الدكاكين". وترجع تقولها: "يا خالتي مش ملاقيته". تقولها: "روحي نديه مثل الطير، والا بذبحك". تروح تنادي: "هيه يا خيا تعال وماتجيش / سنولك السكاكين عابواب الدكاكين". آخر مرة، قالتلها: "بموتك إذا ماجبتِش". النتيجة، نادت عليه، اجا.
فوّتته جوا وسكّرت عليه وذبحته وقطعته وحطته بهالدست وطبخته مثل الكرش مطرح الكرش. وهذيك قاعدة تبكي. قالتلها: "إن احكيتي لأبوك والا لحدا، والله بذبحك".
اجا هظاك من الحراث، جعان: "طبختي هالكرش يا مره؟" قالتله: "آ".
حطوه، وفتّوا هالخبز عملوا هفيت [5] وفتفتوا هاللحم وداروا.
قالها أبوها: "تعالي كلي يابا". قالتله: "بديش". قالها: "كيف بدكيش؟ كلي". قالتله: "لأ، شبعانة يابا. إسا أنا طلت أكل وأكلت". صارت مرته تقوله: "دشرها. ايش بدك فيها؟ [6] كل النهار وهي تحوس وتوكل".
: "طيب، وين أخوك؟ بدش يوكل؟"
قالتله مرته: "هظاك إسا أكل وطلع يلعب. تييجي، إن شاالله نص الليل، بحطله يوكل".
هظاك حزين كل يوم من دغشة [7] يوخذ هالفدان ويسري عالحراث. يروح المغرب تعبان، يسأل عن هالولد يقولوله: "إسا أكل وطلع يلعب".
إسا البنت ، بعد ما أكلوا وخلصوا، أخذت هالعظمات وبحشتلهن [8] بجنب الحكورة، ودفنتهن. وصارت كل يوم الصبح تقعد وين دفنت هالعظمات وتبكي تبكي تتشبع، وتروح.
يوم صار عرس عند جيرانهن. راحوا أبوها وخالتها، وكل هالبنات تبدلوا [9] وراحوا عالعرس. هي قالت: "إسا فش حدا هون. بدي أروح أبحش على هالعظمات واشوفهن".
راحت بحشت، والا شو؟ قال هالجرن معمول من رخام، سيعتن بحشت هيك كشفته فرّ منه هالطير الأخظر. وشو؟ هالجرن مليان أساور ذهب وخواتم وحلقات وهالبدلة اللي فرجة. اجت لبست هالبدلة والصيغة واتبدلت وراحت عالعرس. صاروا الكل يطّلّعوا عليها ويتعجبوا بهالأواعي وهالذهب، وما حدا عرفها. اجا بعدين وهي هالفاردة [10]
ماشية، والا هالطير الاخظر يحوم فوق هالعرس ويقول:

أنا الطير الاخظر  
  المزين المحظر
خالتي ذبحتني  
  وأبوي أكلني
وأختي الحنونة  
  حنّ الله عليها
لملمت عظاماتي  
  وحطتهن بجرن الرخامات

صاروا الكل يقولوا: "يي! اسمعوا، اسمعوا. طير وبحكي" [11] دشروا هالزفة وصاروا الكل يطلعوا عليه: "قول قول يا طير، قول أخرى مرة. ما أحلى قولاتك!"
قالهن: "بقولش إلا ما تفتح هذيك المرة ثمها". عن خالته.
فتحت ثمها، قام سقّط ظمة [12] هالمسامير هالابر بحلقها، والا هي ميتة.
قالوله أخرى مرة: "قول قول يا طير، ما أحلى قولاتك!"
قالهن: "بقولش إلا ما تفتح هذيك المرة ثمها". عن خالته.
قالوله أخرى مرة: "قول يا طير، ما أحلى قولاتك!"
قالهن: "بقولش إلا ما يفتح هاظاك الزلمة ثمه". عن أبوه.
اجا فتح ثمه، قام الاخري سقطله ظمة هالابر والمسامير بثمه، والا هو ميت.
عودوا رجعوا يقولوله: "قول يا طير، ما أحلى قولاتك!"
قالهن: "بقولش الا ما تفتح هذيك البنت حظنها". عن اخته.
فتحت حظنها هيك. قام اجا الطير هدا بحظنها والا هو قلب ولد. رجع أخوها مثل ما كان. روحوا عالدار، وعاشوا مع بعظهن.
وهاي حكايتي حكيتها، وعليكو رميتها.


الراوية : فاطمة.

من كتاب قول ياطير الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية لابراهيم مهوي وشريف كناعنة


[1توز: تحرض.

[2هواه: شوط، ضربة.

[3بسيع: بسرعة.

[4شيلة: مرة واحدة وتواً.

[5هفيت: الخبز مع المرق.

[6ايش بدك فيها: دعها وشأنها.

[7من دغشة: منذ الصباح الباكر.

[8بحشتلهن: (بحشت لهن): حفرت.

[9تبدلوا: لبسن بدلة العرس.

[10الفاردة: موكب الزفاف.

[11يرد الطائر الأخضر في الكثير من الأغاني الشعبية التي تغنى في حفلات الزفاف، أنظر: Granqvist, Marriage II: 36, n.2.

[12ظمة: (ضمة): حفنة.


مشاركة منتدى

  • أرى القصة جيدة و الأخت ذكرت تفصلات كثيرة و لكنها أهملت تفصيلات عملية الذبح حيث اكتفت بذكر أن المرأة أدخلت الغلام و أغلقت الباب عليها و عليه ثم ذبحته فكان من الأفضل أن تذكر كيف ذبحته فهل أضجعته قبل أن تذبحه؟ هل و ضعت رجلها عليه و هي تذبحه؟ هل سمت و كبرت قبل أن تذبحه؟ هل ذبحته بالطريقة الشرعية؟ كما أنها لم تذكر كيف تخلصت المرأة من معالم جريمتها فأين أخفت رأسه و أين ذهبت بدمه و ماذا فعلت بجلد الغلام بعد سلخه؟

  • القصة مؤلمة ولكن عندما يعود الولد يعود الأمل.... الله يسلم يدين الدكتور شريف كناعنة الي رجعنا لقصص أجدادنا بعد ما قاربت انها تنتهي وتندثر والله يكثر من أمثاله

  • يعني مش عارف كيف بدي اشكر صاحب المحتوى هذا رجعتني 20 سنه لورا .. ايام ما كانت امي الله يطول بعمرها تقعد تحكيلنا هالقصص اللي هي حفظتهن من امها الله يرحمها وننام وهي تحكيلنا بهالقصص الحلوة .. وقصه الطير الاخضاري يمكن سمعتها من امي اكثر من 100 مرة ويمكن اكثر من 1000 مرة كل يوم كل يوم .. ويا محلا تراثنا ويا محلا عاداتنا وتقاليدنا " الاردن " و " فلسطين " شعب واحد وخاوة والله يلعن ابو اليهود والغرب اللي خلانا دولتين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى