الأربعاء ١٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم حسن خاطر

الهلال تصدر عددا خاصا عن النقاش

رجاء النقاش، القلم الإنسان

دأبت مجلة الهلال أن تمتعنا بأعدادها الشهرية القيمة عددا تلوالعدد ومن بين أعدادها الرائعة ذلك العدد الذي صدر في شهر فبراير عام 2007 أي منذ عام كامل مضى.. وروعة ذلك العدد تكمن في أن إدارة تحرير المجلة كانت قد خصصته بالكامل عن الكاتب والناقد الكبير الأستاذ رجاء النقاش الذي قد رحل عن دنيانا مؤخرا.. لقد جاء ذلك العدد بعنوان "رجاء النقاش.. القلم.. الإنسان" ولقد كتب الأستاذ مجدي الدقاق رئيس التحرير في مقدمة العدد – التي وقعت في 27 صفحة كاملة - يقول:

"لهذا العدد قصة تستحق أن تروى، فقد فكرت "الهلال" في إصدار عدد خاص عن الكاتب والناقد الكبير الأستاذ رجاء النقاش وبدأت في إعداد خطة تنفيذه وتم الاتصال بمجموعة من الكتاب للمشاركة فيه. كان ذلك في شهر يناير من العام الماضي – 2006م – وفي غضون أيام قليلة تجمع لدينا ما يقارب 10 مقالات منها ما كتبه الأستاذ أحمد زكي عبدالحليم الذي قدر له أن يرحل منذ شهور قليلة ولا يرى سطور ما كتبه منشورة، ووعدنا عشرات المفكرين والأدباء والكتاب بالمشاركة في هذا العدد تقديرا لاسم وقلم "الأستاذ" ودوره الكبير في الحياة الثقافية المصرية والعربية، ولكن تنفيذ العدد اصطدم برفض الأستاذ رجاء نفسه وبكل تواضع لم يستحسن أستاذنا الكبير الفكرة وفشلت جهدوي "الصحفية" في إقناعه، وبرقته المعهودة وأدبه الجم، أحرجني قائلا: "إذا كنت بتحبني بلاش تكتب عني" !!، ولأنني – والحديث لا يزال للأستاذ مجدي الدقاق – احترمت رغبته ولكنني لم أقتنع بأسبابه التي ساقها ومنها.. "لا يهم الناس أن تقرأ عني".. ومنها أيضا.. "من أكون حتى تصدر الهلال عددا خاصا عن رجاء النقاش". وفهمت أن رفضه جزء من سياق شخصية أستاذي المتواضعة الرافضة للأضواء المفضلة للعمل في صمت، واكتشفت أن جزءاً من رفضه هوحرصه عليّ وخوفه من حملة هجوم محتملة على "الهلال" بسبب الكتابة عن قلم ناقد لا يزال يكتب ويبدع دون حسابات شخصية!، ظلت الفكرة كامنة في داخلي ولكنها مؤجلة احتراما لرغبته ولكن قناعتي في إصدار
العدد ظلت قائمة وملحة لأسباب عديدة، فرجاء النقاش ليس كاتبا أوصحفيا عاديا، فهوفي تقديري وتقدير المثقفين المصريين والعرب حالة فكرية وأدبية فقد ظل يثري هذه الحياة طوال 50 عاما ولا يزال قلمه الناقد المستنير يحرك مياه الثقافة العربية وهي حالة أسست مدرسة في النقد والإبداع لابد من قراءتها ودراستها.. إن الدور الصحفي والنقدي الذي لعبه رجاء النقاش في حياتنا الفكرية كان أحد ركائز تواصل الإبداع الروائي والشعري والمسرحي وطاقة نور للمبدعين المصريين والعرب فضلا عن دوره الإنساني الذي تميزت به علاقاته بالجميع."

واستطرد مجدي الدقاق قائلا: "انتزعت موافقة الأستاذ رجاء النقاش وحركت فريق العمل فهالني ما حدث، 50 كاتبا رحبوا بالفكرة من مصر وفلسطين وسوريا واليمن وليبيا والأردن، وخلال 15 يوما فقط كان بين أيدينا 50 دراسة ومقالا وقصيدة ونحوخمسة عشر بورتريها ولوحة ترسم ملامح رجاء النقاش (القلم والإنسان)".

ولقد احتوى العدد على مقالات عديدة منها مقال بعنوان "البراءة والعشق" للدكتور صلاح فضل قال فيه: "احتفظ رجاء النقاش – عبر مسارات متقلبة عنيفة في الحركة والعمل – بقدر عظيم من التوازن محافظا على طابعه الطفولي البريء حتى وهوفي شيخوخته، فجعل من النقد الصحفي منبرا لتأكيد القيم العظمى في الوطنية والحق والخير والجمال، الأمر الذي جعل من كتابته منبعا ثريا للمتعة الراقية ونموذجا بديعا للتواصل الجمالي الخلاق مع قرائه ومريديه".

وكتب الدكتور عبدالمنعم تليمة مقالا جميلا عن رجاء النقاش بعنوان "هوأخر وإن لم تلدني أمه"، وكتب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي مقالا بعنوان "رجاء الصديق.. رجاء الناقد" استهله بقوله "أنا متهيب متحير لا أدري من أين أبدأ حديثي عن رجاء النقاش.. من رجاء الصديق أم من رجاء الناقد؟ لكني أتمالك وأضبط عواطفي واكتشف أن الناقد والصديق واحد في رجاء النقاش، فرجاء يكتب لأنه يحب موضوعه وينفعل به وهويحب لأنه كاتب حقيقي ملتزم لا يستطيع أن يكون لا مباليا، ولا يستطيع أن يكون محايدا في الصراع القائم الدائم بين الخير والشر، أوبين العدل والظلم أوبين الجمال والقبح أوبين الحرية والعبودية".

وكتب الشاعر والأديب سميح القاسم مقالا تحت عنوان "سلامات يا عم رجا" قال فيه "أحبك أيها العم رجا النقاش (بدون الهمزة ومعها).. أحب ما تمثله من أصالة ونبل وأستطيع قولها بصيغة الجمع مطمئنا واثقا: نحبك يا رجاء النقاش.. نحبك يا عم رجا.. ونحب محبيك.. بوركت من أخيك سميح القاسم".

واحتوى العدد إلى جانب ذلك مقالات عديدة عن الكاتب والناقد الكبير رجاء النقاش أثنى كتابها عليه وعلى بصماته الواضحة في نهضة الثقافة العربية.. جاءت المقالات وقد حملت العناوين التالية: "قيمة مصرية نادرة" للدكتور جابر عصفور، "للأخضر السمنودي" بقلم خيري شلبي، "بين الصحافة والسياسة.. رؤية نقدية" بقلم إبراهيم فتحي، "فارس جميل" بقلم فاروق جويدة، "الناقد مبدعا" بقلم الدكتور ماهر شفيق فريد، "جيل رجاء النقاش" بقلم خيري منصور، "الفتى الذي يكلم المساء" بقلم محفوظ عبدالرحمن، "أديب فنان مفكر أصيل" بقلم الدكتور عبدالعزيز المقالح، "فن المقال الأدبي" بقلم الدكتور أحمد درويش"، "ناقد ومبدع" بقلم الدكتور محمد حسن عبدالله، "أنا والنقاش والمعداوي" بقلم وديع فلسطين، "صاحب وحارس سبيل الثقافة" بقلم حلمي التوني، "العاشق" بقلم أبوالمعاطي أبوالنجا، "المضيء" بقلم الدكتور محمد المخزنجي، "صلابة الفولاذ ورقة النسيم" بقلم فريدة الشوباشي، "طوق نجاة" بقلم علي سالم، "ما أجملك" بقلم شقيقته فريدة النقاش، "أعصاب عارية وقلب حنون" بقلم شقيقه فكري النقاش، "الأب الثاني" بقلم شقيقته أمينة النقاش، "الأخ الأكبر" بقلم حسين عبدالرازق، "رجاء" يرتجى بقلم الدكتور سعيد إسماعيل علي، "الكشاف" بقلم أسامة أنور عكاشة، "طليعة أبناء جيله" بقلم محمد ابراهيم أبوسنة، "أستاذي في الأدب" بقلم جورج البهجوري، "المعجزة" بقلم أحمد علي بدوي، "الأستاذ" بقلم رأفت الميهي، "رجل نهضة بامتياز" بقلم إبراهيم عبدالمجيد، "حضرة المحبة" بقلم حلمي سالم، "صوت الحلم العربي" بقلم الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه، "حزب المرجئةط بقلم ياسر شعبان، "سبيكة لغوية ممتعة" بقلم الدكتور أحمد كشك، "من جيل العظماء" بقلم سلوى بكر، "المجدد" بقلم سعيد الكفراوي، "صياد اللؤلؤ" بقلم ناصر عراق، "عرفت فيروز من خلاله" بقلم عبدالنور خليل، "النورس" بقلم علي حامد، "الرائد" بقلم صبحي حديدي.

واختتم العدد صفحاته بمقال عن رجاء النقاش بعنوان "الضمير" بقلم الشاعر الكبير الراحل صلاح عبدالصبور وهوالتقديم الذي كتبه الشاعر لكتاب رجاء النقاش "في أزمة الثقافة المصرية" جاء فيه:

"رجاء النقاش، ابن جيلنا، ربما كان رجاء أصغر أبناء جيلنا من الكتاب سنا، إذ أنه ولد سنة 1934 م، ولكنه عاش هذه السنين كلها بعمق وشغف ومرارة.. عاش رجاء كما عشنا جميعا موزعا بين القرية والمدينة وبين الثقافة والواقع، وبين الحلم والتجربة، وبين الرغبة والفعل، ولكنه – لأنه إنسان شريف لن يسقط في هوة اللامبالاة ولن يتعالى إلى أبراج الترفع لأن إنسانيته وشرفه يعصمانه.. ومجموعة مقالاته كل منها تحمل فكرة في الأدب وفكرة في المجتمع وفكرة في الخلق ويجمع هذه الأفكار كلها أن السلطان الوحيد عليها هو.. الضمير.. ونحن في وطننا العربي نحتاج الكاتب ذا ضمير لأن الضمير مثل البداهة لا يخطئ أبدا ويعرف طريه دائما إلى الصواب.

رحم الله الكاتب والناقد الكبير رجاء النقاش وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأصحابه أصدقائه وأحبابه وقرائه الصبر والسلوان.

رجاء النقاش، القلم الإنسان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى