الثلاثاء ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم زياد يوسف صيدم

مات وحيدا

أمسك بساعة المنبه تأكد بأنه وضعها في تمام السابعة صباحا.. وبنفس يديه أطفأ المنبه على السابعة إلا ربع نهض من سريره فأحس بشيء حار كالشطة يحرق عينيه لكنه فطن بأنه لم يغمضهما طوال الليل... في غضون دقائق كان يرتشف فنجانا من القهوة وقد أشعل سيجارته الأخيرة..! وخرج وما تزال زوجته تغط في النوم...

في المكان المعتاد للقاء كان ينتظر حضورها بفارغ الصبر جاءت فرحة متهللة بالنبأ العظيم..! وقبل أن تجلس أخبرته عن انتظار المولود الأول..دخل معها في سجال عقيم...أفاق على نفسه في العناية المركزة سمع الممرضة تهمس إلى زوجته بأنها جلطة دماغية نتيجة انهيار عصبي حاد لقد جاؤوا به محمولا من مكان ليس ببعيد..إنه هناك حيث مقهى السعادة..غاب هو بوعيه من جديد وغادرت زوجته على عجالة إلى حيث مكان الحادثة وهناك استدلت من صاحبة المقهى على حكاية زواجهما العرفي وحملها منه فضحكت بشكل هستيري وبحركة لا إرادية تحسست تقرير طبي نهائي في حقيبتها منذ أسبوع...!

عندما أفاق من غيبوبته لثواني أخيرة لم تكن زوجته بجانبه اتصل بالمنزل فلم يجبه أحد كرر الاتصال ثانية ردت عليه الخادمة بأن سيدتها في منزل أمها وقد أفرغت الدولاب وما على التسريحة.... وآخر حقيبة لحاجياتك ومتاعك قد أوصلناها إلى المقهى...أي مقهى؟ ردت عليه إلى مقهى السعادة...

حضرت الممرضة مسرعة على صوت إنذر جهاز المراقبة فوجدته قد غاب عن وعيه من جديد وما يزال ممسكا بسماعة التليفون التى التحمت مع قبضة يده!

حضر الطبيب لينتزع عنه جميع الأسلاك وكيس المحلول وأغمض عينيه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى