الثلاثاء ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم فوزي غزلان

زَمَـان

زمان....
كانت حَصْباءُ الدُّموع
تَخِِزُ القلبَ
غُصَّةً من ماءٍ
كلَّما تراءى له الماءُ
موجِعةً.... تَشِـي بِطولِ المسـافة،
وكانت لُثْغةٌ في التقويم
تَسْـرقُ الفصولُ مواعيدَها
وتلوِّنُ السَّـاعاتِ بتفاصيلِها كاملة.
زمان....
كانت الوسادةُ.... ومنتصفُ الفراشِ
يبتلاّنِ.... بماءينِ كلّما غفوت.
صباحاً
أسـبقُ عينَ أمّي
كي لا أتأخرَ عن المدرسـة!.
زمان....
كان غطيطي رَهَقَاً
بين نومةِ النواسِـيِّ وصياحِ ديك (رباب) [1]
عيناي
زمان
نزيفتانِ كلَّ الوقت:
بعد صلاةِ الفجرِ اعتادَ النّواسـيُّ الغياب.
لم أجد وقتاً لأغيب
احترمتُ سطوتكِ
في كلِّ وقتي
.... وامتثلْت.
زمان....
كانَ لي في جسَـدِكِ
طقوسَ عبادةٍ سـومرية،
موسـيقى
تعزفُني فأخترق كلَّ سَـواترِ المسـافة.
كنتُ أسـمحُ لإنانا بالرقصِ تُغويني في العروق
وترجوني
أن تغيبي بعضَ الوقتِ عن وقتي
كي تسـتريح
لم أجدْ وقتاً كي تغيبي..
...........
أنا
نصفُ إلهٍ
أنتِ
مسـاكبٌ تُنبتُ تكويني
أخضرَ حِنَّاءَ على أكفِّ الشـمس....
من عينيكِ
كانت تأتي تهويماتُ الزمان.... أعيادَ وردٍ ومراي
آهِ كم حلُمَتْ (صوفيا) بمغازلاتِها
غازَلَتْها حُورياتُ السـماءِ.... سِـرَّاً
وغازلتُها في المنامات.
.............
زمان....
غيرَ اليوم..... بعدَ الخمسـين
اليوم
تسـيلينَ فيّ
وِدياناً
شـتاءً طوال العام
كان المواتُ لذيذاً..... مُحتَمَلاً كلَّ الوقت
اليوم
- كما تريْن -
أجلسُ مغبوناً/ في محكمةِ الجَسَـد.

[1ربابة ربّةُ البيت.. لـ: بشار بن برد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى