الأحد ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم عمر حكمت الخولي

سَهَا القمر

سَهَا القَمَرُ المُدَارِيْ للبُكَاءِ
سَهَا عَنْ دَمْعِ قَلْبيْ فيْ المَسَاءِ
غَفَا يَوْمَاً فَأَصْبَحَتِ اللَّيَاليْ
رَهِيْنَةَ حُزْنِنَا مِثْلَ الإِمَاءِ
فَمَاتَتْ لَيْلَةٌ مِنْ عُمْرِنَا كَا
ـنَتِ الأَيَّامُ فِيْهَا فيْ نَمَاءِ
وَرِضْوَانُ الإِلَهِ غَدَا بَعِيْدَاً
وَرَحْمَتُهُ تَعَالىْ فيْ الوَرَاءِ
وَفيْ يَوْمٍ رَبِيْعٍ قَدْ أَتَانَا
َتَىً يَرْنُوْ إِلىْ فَرَحِ القُلُوْبِ
فَتَىً يَبْغِيْ شُمُوْسَاً دُوْنَ لَيْلٍ
شُمُوْسَاً تَشْتَكِيْ ظُلْمَ الغُرُوْبِ
فَتَىً جَعَلَ النِّسَاءَ مُرَفَّهَاتٍ
فَتَىً حَكَمَ الرِّجَالَ بِلا كُرُوْبِ
فَتَىً مِنْ رَبِّنَا يَمْحُوْ الخَطَايَا
فَتَىً مِنْ أَجْلِنَا يَنْسَىْ ذُنُوْبيْ
فَقَالَ القَوْمُ للدُّنْيَا: هَنِيْئَاً
سَوَادُ اللَّيْلِ مَاتَ بِلا حُرُوْبِ
وَظُلْمَةُ لَيْلِنَا أَضْحَتْ نَهَارَاً
إِذَا مَا الشَّمْسُ تَمْشِيْ فيْ الدُّرُوْبِ
غَدَا الطِّفْلُ الَّذِيْ مِنْهُ التَّحَدِّيْ
سَجِيْنَاً للْغَرَامِ كَمَا (إِنَانَا)
فَقَلْبُهُ بَاتَ دَامٍ مِثْلَ قَلْبيْ
وَحُبُّهُ لا يُدَارَىْ فيْ رُبَانَا
فَأَمْسَتْ (عَشْتَرُوْتُ) بِلا عَشِيْقٍ
وَ(سُوْرِيَّا) تَنَامُ بِلا هَوَانَا
وَأَمْسَتْ تَسْمِيَاتُ الطِّفْلِ كُلٌّ
فَقَاهِرَةٌ وَشَامٌ مِثْلُ قَانَا!
مِنَ الآفَاقِ جِئْنَاكُمْ لِنَحْيَا
حَيَاةً مِلْؤُهَا دِفْءُ الصَّبَايَا
حَيَاةً يَنْتَفِيْ مِنْهَا ظَلامٌ
غَدَا فيْ أَرْضِنَا رَبَّ الوَصَايَا
مِنَ الأَحْلامِ جِئْنَاكُمْ لِنَنْسَىْ
حَيَاةً هَمُّهَا جَمْعُ السَّبَايَا
حَيَاةً أَصْبَحَتْ تَنْسَابُ مِنَّا
لِتَهْرُبَ مِنْ أَرَاضِيْنَا البَرَايَا
مِنَ التَّارِيْخِ جِئْنَاكُمْ فَهَيَّا
نُعِيْدُ لأَرْضِنَا مَجْدَ الحَكَايَا
وَجِئْنَاكُمْ لِنَنْسَىْ مَا عَهِدْنَا
لِنَنْسَىْ ظُلْمَةً كَانَتْ مَرَايَا
لِنَنْسَىْ لَيْلَةً أَضْحَتْ شُجُوْنَاً
لِنَنْسَىْ غُرْبَةً مِنْهَا المَنَايَا
وَجِئْنَاكُمْ، فَـ (مُوْسَىْ) بَاتَ جُرْحَاً
لِيَنْزِفَ فيْ رُبَانَا كَالضَّحَايَا
لأَنَّ (مُحَمَّدَاً) أَضْحَىْ حَزِيْنَاً
وَقُرْآَنُ السَّلامِ مِنَ الحَظَايَا
لأَنَّ صَلِيْبَنَا أَمْسَىْ كَئِيْبَاً
(يَسُوْعُ) ابْنُ الإِلَهِ بِلا وَصَايَا!
وَجِئْنَاكُمْ لأَنَّ الكَوْنَ يَشْكُوْ
مِنَ الأَجْرَامِ قَدْ صَارَتْ خَفَايَا
وَجِئْنَاكُمْ لأَنَّ الأَرْضَ تَرْنُوْ
إِلىْ مَجْدٍ بِدَائِرَةِ الزَّوَايَا!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى