الثلاثاء ١١ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عـلـي الـخيـل

الهيثمي يفتح الأبواب لأزمة الدراما اليمنية

كشف الكاتب والناقد المسرحي اليمني عبد ربه الهيثمي عن أزمة ثقافية ودرامية في اليمن وغياب الروائيين الفنيين المتخصصين في مجال الدراما الإذاعية والتلفزيونية اليمنية إضافة إلى بيروقراطية إدارية وخوى في الأفكار ونضوب في البرامج وانعدام الرؤى المستقبلية والخطط الهادفة وعشوائية في التنفيذ وازدواجية في العمل في مختلف المؤسسات الأدبية والثقافية الحكومية والخاصة في اليمن.

وأظهرت الدراسة التي أعدها الكاتب والناقد الهيثمي المشاكل والصعوبات التي تقف عائقة أمام تقدم الثقافة والدراما اليمنية حيث قالت " أن مشكلة الأغنية هي مشكلة الدراما التلفزيونية أوالإذاعية لا فرق فالمشكلة تكمن في تخلف صناعة الثقافة اليمنية بشكل عام، هناك صعوبة الفهم والإدراك من قبل الفنيين والتقنيين بالوسائل الإعلامية المختلفة بإن إمكانياتهم محدودة في تشغيل وتسير الوسيلة وليس في إبداع المادة التي تيسير عليها الوسيلة لان تلك المادة موجودة فقط عند أولئك الصفوة من المبدعين المثقفين الغير مشتغلين بهذه الوسيلة وعليك كقيادة بهذه الوسيلة البحث عنهم وتهيئة لهم الأجواء الملائمة لا تستخدم سياسة التنفير وسلب إبداعهم.

وأنتقد الهيثمي الوضع الدرامي والمسرحي باليمن وذلك بسبب المركزية الإدارية وغياب الرواية الأدبية اليمنية بمعناها الصحيح وعدم ترك فرص متاحة أمام المبدعين من المثقفين والكتاب والأدباء وكذا المخرجين المهمشين، حيث يعتمد على إخراج الدراما والمسلسلات الدرامية اليمنية على بعض الوجوه وبعض الأشخاص وكلها نسخ مكررة سواء في التنفيذ اوالتمثيل.

واستشهد الناقد والكاتب الهيثمي بقاعدة القطبان المتشابهان يتنافران والمختلفان يتجاذبان بلا رجعه وتلاشى الزمان واقترب المكان ودخلنا في ألفية النهايات نهاية التاريخ ونهاية الذاكرة ونهاية الورق، وحصل تحول نوعي في طبيعة العمل في مجتمع المعرفة والمعلوماتية من توظيف الأدوات البسيطة إلى توظيف الرموز والإشارات والبيانات المعقدة،ومن توظيف العضلات إلى توظيف العقل وإنتاج تطبيقات وبرامج عالية الدقة كثيفة العلم ومرتفعة القيمة، وأصبح على الدول والمجتمعات المتأخرة علميا والمتطورة على حد سوا التعامل مع حالة التسارع التقني هذا بشي من الحذر والاستغلالية بحيث لا تصبح هذه التقنية أوالأداة منبر للأخر أووعاء استعرضي للمظاهر وما يهمنا حالنا أين نحن من هذا التسارع التكنولوجي وهذه النهايات الوشيكة؟ وما هيا احتياطاتنا حتى لأنقع فريسة تلك النهايات؟

وأكد الهيثمي على أن الوسائل المتاحة التي تغري المستثمر للذهاب لليمن شي واحد العمالة الفنية الرخيصة فقط وبدل ما يعطي الفني في دبي 5 ألاف دولار سيكتفي الفني اليمني بألف دولار في الشهر،إذن أي قوانين سنضعها وننضم فيها المسألة الإعلامية، ونحن في عصر تسليع المادة
الثقافية عصر تنافس القنوات الفضائية الإعلامية في ما بينها في أيهما أجدر بالثبات والبقاء والكسب أكثر حيث لم يعد هناك إعلام حقيقي وإعلام زائف يقول بودليار: (زمن نهاية الأضداد والاندماج بين الأقطاب القبيح والجميل في الفن، واليسار واليمين في السياسة، والصادق والزائف في الإعلام، والموضوعي والذاتي في العلم) والحقيقي من يلفت أنظار
المشاهدين الأكثر.

وقال الناقد والكاتب المسرحي: إننا اليوم مثل جمل العصارة الذي يجر المعصرة الخاصة باستنباط زيت السمسم هومربوط الأعيان لا يعرف لماذا طوال اليوم يدور وهذا الذي يجره ما هووماذا يكون، فالواقع الحالي للدراما اليمنية في القناة الفضائية الحالية تشغل المسلسلات والأفلام والمسرحيات عربية وأجنبية 35.8 % من إجمالي بث كل قناة وحتى لا نكون
مجحفين في تهميش الإنتاج المحلي فعلينا أن نستخرج من هذه النسبة ما يتم إنتاجه محلياً، فالتلفزيون اليمني ينتج مسلسل واحد في السنة وتحديداً في رمضان ومتوسط زمن كل حلقة 15 دقيقة بزمن بث شهري 6.5 ست ساعات ونصف فإذا كان متوسط بث كل قناة في اليوم ( 10 ) ساعات فالإجمالي السنوي للبث بالساعات 3600 ساعة وما تشكله نسبة 35.8 % من هذا البث 1397 ساعة بث لأعمال فنية في العام.

مضيفاً: أن ما تشكله نسبة الأعمال الفنية المحلية من إجمالي هذا البث الفني 46 بالمائة أي أقل من نصف 1 % من هذا النسبة للبث الفني السنوي البالغ 35.8% إذن في هذا الوضع البأس هل ستكون هذه القنوات الجديد مكن للاستهلاك من الخارج؟ وتحملنا أعباء أخرى أوستكون مكن
لصناعة خامات الداخل؟ وتقديمها بأساليب ومتطلبات السوق وهذا المشاهد الأخر الذي نستهدفه؟

وأشار الكاتب إلى أن المؤسسة العامة للاذعة والتلفزيون هي أول من هرع وركب الموجه وقامت بتأجير أربع قنوات فضائيه بمقابل سنوي يصل إلى2,400.000,/اثنين مليون وأربع مئة إلف دولار، لتجعل منها سياسة احتوى ومحاولة بائسة لتعطيل جهات أخرى خاصة تنوي فتح قنوات فضائية خارج الوطن بعد إن منعت من ذلك داخليا بقرار تعسفي يتعارض مع القانون
والدستور ربما،فإذا كنت لا تستطيع تغطية مساحة بثك ألبرامجي بفضائية
واحدة بما هومقبول ولازلت مثار رفض من قبل المتلقي فكيف ستعمل بأربع فضائيات.

مؤكداً أن النشاط الثقافي والفكري والفني في اليمن مازال يخضع لرقابة وتوجهات السلطة ونخبها الحاكمة، بصورة أوبأخرى، ولا يخضع بالضرورة للشروط الموضوعية ولمنطق العلم والثقافة، ومثل هذا التوجه يجعل مفاصل العمل الثقافي مرهونة بأيدي قيادات يكون ولائها الأساسي لثقافة السلطة وليس لسلطة الثقافة، ومثل هذا المناخ يهيئ الظروف لاحتكار السلطة لأدوات الثقافية سواء في المطبوعات أوالجمعيات أووسائل الإعلام والاتصال وقمع الأصوات الأخرى وتهميشها.

وتساءل الهيثمي في حينما سيكون لدنيا أربع فضائيات يتجاوز بثهم النطاق المحلي إلى العربي ماذا نقول؟ وماذا سيكون عليه الحال؟ وما لذي سنقدمه؟ ما هي إلية الوصول وبلوغ الهدف ؟ وعلينا أن نسال أنفسنا أيضا عن الهدف من هذه القنوات هل تقديم مبدعينا وإعادة صناعة
ثقافتنا وتقديمها للأخر أوتقديم الآخرين من خلالها،واقترحت الدراسة إعادة النظر بتشكيلة مجلس الإدارة للمؤسسة ألاذعة والتلفزيون بشكل عام واستبعاد رؤساء القنوات والبرامج والقطاعات من عضوية مجلس الإدارة بحيث يتكون لمجلس الجديد المقترح من التالي(-وزير الإعلام رئيس، ومدير المؤسسة نائب، قطاع الشؤون المالية والإدارية عضوا، ممثل في عضوية مجلس الإدارة عن الوسط الثقافي يتولى رسم لسياسات العامة للبرامج الثقافية والمنوعات لعموم القنوات المرئية والمسموعة تحت مسمى رئيس قطاع الإنتاج للبرامج الثقافية والمنوعات.

وشدد الدراسة إلى ضرورة الحد من سطوالمخرجين على السيناريوالأدبي للمؤلف ومنع أي مخرج من حمل إي صفه أخراج في العمل غير صفته فقط كمخرج واستبعاد كلمة سيناريووإخراج عن كل الإعمال الدرامية التي تقوم بإنتاجها المؤسسة، ومن هنا لم يستطيع التلفزيون اليمني أن يقدم كاتب تلفزيوني أوسيناريست واحد يمتلك إمكانية التواصل، ولم يبرز أي كا تب
تلفزيوني خلال ثلاثة عقود من الزمن.
ولفت الدارسة إلى إننا تحت سطوت(500) قمر صناعي تدور في الغلاف الجوي وتفعل ما تشاء بعقولنا ونقبل التعامل معهم باردتان وبدون أرادتنا...فكيف نتحدث عن ضوابط سنضعها ونحن لسنا سلطة مخولة ولا أصحاب سيادة على الفضاء الخارجي وسمائنا أيضا فهل نستطيع تنظيم عدم وصول قنوات الإلغاز والضحك على الذقون، والألعاب، والجنس وأغاني هشك بشك ووومن النفاذ والوصول للمجتمع اليمني طبعا لا إذن فنحن نظمنا استمرار عوز وفقر مثقفينا ومبدعينا نظمنا استمرار غياب الأوعية الثقافية القادرة على بلورت وعادة صناعة الثقافة اليمنية نظمنا استمرار نهب مورثنا ونحن نطلع وعاجزين من إن نرد على من ينهبنا بسبب استمرار
ألاحتكار المشين للوسيلة الإعلامية من قبل جهة معينه لا تستطيع الإيفاء حتى بالضرورات الثقافية الملحة ولا تمتلك القدرة على بلورة خطاب واحد ولا قادرة على ردع الإخطبوطات الإعلامية الفضائية القادمة من الخليج فقط، فنتحسر على حالنا ونحن ننظر لما يبثون ولما ينتجون فنحاول نجاريهم ونحن مغمضين العيون لا ندري مع من سندور؟ وهل بدوراننا معهم
سنرتق تلك الثقوب السود في مجتمعاتنا، وثقافاتنا، وبلداننا، وامتنا؟ أونزيد الثقوب اتساعا والعقول ضياعا.

وأشار الكاتب والناقد المسرحي الهيثمي إلى عدد من الرؤى والدراسات والشروع بتنفيذ سياسة
القنوات المتخصصة على صعيد توسعة هيكلية المؤسسة إلى شركة وطنية قابضه بحيث يتم تخصيص قنوات الإعلام الخارجي الأربع على النحو
التالي1 -القناة الثقافية(للإبداع الدرامي والإبداع الفكري) مطالب بها لاحقاً
2- القناة الإخبارية ( للقضايا السياسية والوطنية) الفضائية اليمنية حالياً
3- القناة الشبابية ( للرياضة والسياحة) بدلاً عن قناة سبأ الفضائية حالياً
4- قناة أوتار يمانية ( غنائية+وفلكلور شعبي) قناة يمنانية حالياً

واختتمت الدراسة قولها بإننا في مرحلة البث الرقمي ( للأخ الكبير) كما يطلقون عليه في الغرب
الأخ الكبير الذي لم يعد يملي عليك ما يريد وإنما تملي عليه ما تريد أنت كمتلقي، لم يعد هوالمنتج المحتكر للمادة وأنت المستهلك وإنما أنت مشارك فاعل في العملية الإبداعية فيما تريد وما لا تريد،فيما تضيف وما لاستضيف، من خلال التصويت على هذا البرنامج في إبقاءه أوحذفه، لقد أصبح حتى للدراما التلفزيونية والإذاعية مشجعين وكأنك إمام مباراة لكرة القدم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى